أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    28-Oct-2018

الاقليم الشرق أوسطي أمام حتمية التشبيك*محمد مثقال عصفور

 الراي-نظرة الى ما يشهده العالم من تطورات ومستجدات لها صفة التطورات الاستراتيجية فانه يلاحظ ان خط الاتجاه العام لهذه التطورات يصب في خانة التشبيك بين الدول وليس التشابك، وهذا يعتبر تحولا جذريا في علاقة الدول في بعضها البعض، فالحرب الباردة التي اذكت روح الاشتباك لم يعد لها وجود كما أن تغيير أهمية الجغرافيا السياسية في العديد من مناطق العالم ينقلب نحو التعاون والتشبيك اضف الى ذلك ان انسحاب الولايات المتحدة من منطقة الشرق الاوسط بالمعنى الاستراتيجي وضمن الجغرافيا الخارج مناطق النفط الخليجي وكذلك الخارج منطقة حماية الامن القومي الاسرائيلي، اي انسحاب الولايات المتحدة بالمعنى الاستراتيجي من سوريا ولبنان والعراق وتركيا وايران على وجه التحديد هو نشوء فراغ استراتيجي يمكن تعبئته من خلال معادلة تعاون هذه الدول فيما بينها وبالتالي خلق حالة من التشبيك والتعاضد والتعاون الاقتصادي يملأ الفراغ الاستراتيجي الناجم عن انسحاب الولايات المتحدة؟، وهنا لا بد وأن تتم الاشارة الى نقطة هامة وهي ان النفط ومنابع النفط لازالت في غاية الاهمية من المنظور الاستراتيجي الامريكي غير ان هذا المنظور يعتبر تقليداً وان التطور الذي طرأ عليه هو ان الولايات المتحدة اصبحت مصدراً للنفط وليست مستوردة له وان الولايات المتحدة باتت الاولى في العالم من حيث استخدام التكنولوجيا العالية التقنية لاستخراج كميات كبيرة من الصخر الزيتي والذي يتواجد مخزونه الخام بكميات مذهلة في الولايات المتحدة، وبالتالي من الناحية العملية فإن الاهمية الاستراتيجية للنفط الخام انخفضت لكنها لاتزال محافظة على صفتها الاستراتيجية وان الامر الاهم لم يعد من المنظور الامريكي هو توفير النفط الخام لعجلة الاقتصاد الامريكي بل هو الاتفاق مع الدول المصدرة للنفط على سعر عالمي للنفط يضمن للولايات المتحدة هامشاً من الربح لاستمرارية انتاج الصخر الزيتي وبالتالي حتى في موضوع النفط فالامر يتجه الى التفاهمات وليس الى استخدامه كسلاح ضد بعض الدول المنتجة له كما حصل قبل بضع سنوات عندما تم تخفيض سعر النفط لاسباب سياسية وليست اقتصادية بهدف تقليل العائدات النفطية لكل من روسيا وايران.

 
اذا فالتوجه الاستراتيجي الكلي على المشهد الدولي يذهب الى ضفة التفاهمات ويبتعد شيئا فشيئا عن استخدام النفط او الموقع الجغرافي او مخزون الموارد الاستراتيجية للمناكفة وسياسة الحرب الباردة، ومن هنا نقول ان الشرق الاوسط مقبل في مرحلته القائمة على خلق حالة استراتيجية بديلة عن تلك التي كانت سائدة والتي كان عنوانها الاشتباك لينتقل الى التشبيك والتعاون فهذا المسار بات ضمن حتمية التطور الطبيعي للامور.