أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    21-Feb-2021

مشروع الأمن الغذائي*د. محمد الحدب

 الراي

مشروع الأمن الغذائي وكما تم طرحه أخيراً يقوم على استثمار أراضي الخزينة في الزراعة في أربع مناطق في المملكة وهي منطقة الأغوار، حوض الديسي، وادي عربة، والبادية الأردنية. وبلا أدنى شك إذا ما كتب للمشروع النجاح فإنه سيساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية وخفض معدلات البطالة والفقر وسيحقق الأمن الغذائي المنشود.
 
وفكرة المشروع تقوم على تأجير أراضي الخزينة للمواطنين لفترات زمنية قد تنتهي بالتملك مقابل استغلال هذه الأراضي زراعياً، بحيث يتم الاستفادة من عناصر الانتاج المتوفرة في تلك المناطق مثل توفر المياه، الطاقة الشمسية، العمالة، والأراضي الصالحة للزراعة. ويركز المشروع على استخدام تقنيات الزراعة الحديثة، زراعة أصناف جديدة، التوجه للمحاصيل ذات المردود العالي، واستهداف الأسواق العالمية.
 
ولضمان نجاح هذا المشروع يجب التعامل معه من منظور مختلف تماماً عما جرت العاده عليه في المؤسسات الحكومية أو في مؤسسات القطاع الخاص، لأنه من وجهة نظري يجب أن يكون هنالك دمج ما بين الرؤيتين. بمعنى أن تكون الإدارة والتنفيذ وكفاءة التشغيل كما هي في القطاع الخاص وذلك لضمان تحقيق الأرباح والاستمرارية، لكن تشغيل مئات الألوف من العاطلين عن العمل، محاربة الفقر، وتحقيق الأمن الغذائي هي الأهداف الأسمى للمشروع مما يستدعي أن تضمن الحكومة التوازن ما بين تلك الأهداف.
 
وبناء على ما سبق اقترح أن ينفذ المشروع على عدة مراحل وفترات زمنية وذلك للتعرف على العقبات ومحاولة تجاوزها، فكلفة الفشل للمشاريع الكبرى عالية جداً وبخاصة أيضاً أن المشاكل على أرض الواقع تختلف تماماً عما هو مخطط له على الورق.
 
بمعنى: بدلاً من أن تتم عملية توزيع الأراضي في المناطق الأربع ولأعداد كبيرة مرة واحدة، يتم بداية على سبيل المثال تأجير ١٠٠ قطعة أرض وبواقع ٢٠ قطعة في كل منطقة من المناطق الأربع المزمع تنفيذ المشروع فيها. ومن ثم وبعد فترة زمنية معقولة يكون قد تشكل لدى القائمين على المشروع فكرة عن أهم العقبات والمشاكل وعن أنجع السبل للتغلب عليها.
 
على سبيل المثال قد نجد أن المشروع حقق نجاحاً منقطع النظير في إحدى تلك المناطق لأسباب تتعلق بطبيعة التربة أو توفر المياه أو المناخ، بينما فشل فشلاً ذريعاً في منطقة أخرى. وعليه في المرحلة الثانية يتم التوسع في تأجير الأراضي في المنطقة التي حققت النجاح والتوقف بشكل نهائي عن المنطقة التي حققت الفشل إذا ما تعذر التغلب على مسببات الفشل. وهكذا دواليك إلى أن نصل إلى استصلاح جميع الأراضي المعدة لهذه الغاية.
 
نعم هناك حماس كبير لمشروع الأمن الغذائي وخصوصاً لما سيمثله من ميزة اقتصادية واجتماعية وسياسية قد تجعل منه من أهم منجزات الدولة في مئويتها الثانية، لكن يجب أن تم التخطيط له بشكل جيد ومحكم. فإذا ما قدر النجاح لهذا المشروع فإن ذلك سيكون بداية للخوض في مشاريع كبيرة أخرى مما سيحقق الرفاه والتنمية والازدهار، لكن الفشل سيكون علامة فارقة في المستقبل تمنع التفكير في أي تجارب مشابهة.