أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    02-Sep-2019

الاقتصاد أقوى من الاعتقاد!!*محمد داودية

 الدستور-أصبحت المعادلة السائدة الآن، ان المصالح الوطنية لدى الأنظمة العربية، أقوى من الروابط القومية!! 

لم تعد مطروحة اتفاقية الدفاع العربي المشترك، لا بل ان الاجيال العربية الحالية، لم تعد تسمع بهذه الاتفاقية، رغم ان التحديات التي تواجه شعوب الأمة واقطارها، اكبر واشمل واخطر مما واجهت في خلال الـ 70 سنة الماضية.
تسود اليوم قاعدة المعاملة بالمثل. اي ان القطر العربي (س) يشتري السلع التي يحتاجها من اي قطر اجنبي، اذا كانت اسعارها في القطر العربي (أ) تزيد واحدا على المليون من الدولار.
السوق العربية المشتركة، الاتحاد الجمركي، المعاملة التفضيلية، السفر بين أقطار الأمة بالهوية، كلها مصطلحات الحقبة السابقة، التي انقرضت كما الديناصورات.
أصبحت المعاملة بين الأقطار العربية بالمثل! اي كالمعاملة بين دول العالم التي لا يربطها رابط من اي نوع كان.
لا استثناء ولا تمييز ولا اعتبارات العلاقات السياسية وموازين القوى والمصالح الأمنية والعسكرية والحدود المشتركة، تفعل فعلها وتملي نمطها.
والعجب العجاب، ان العلاقة السائدة بين الأردن وسوريا هي المعاملة بالمثل !!
أية معاملة بالمثل مع الشقيقة سوريا التي تستضيف بلادنا منذ 8 سنوات اكثر من 1.3 مليون مهجّر من ابنائها!!
فمنذ 11 شهرا اوقفت سوريا الاستيراد من الأردن بقائمة سلعية كبيرة، ولم تسفر المحادثات خلال الشهور التي أعقبت القرار عن أي انفراج اقتصاديّ في المفاوضات، مما اضطر حكومتنا، كما كتب الزميل سلامة الدرعاوي في الدستور امس، الى «تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل، وإن كان متأخرا، بعد أن غزت المنتجات السورية الأسواق المحلية بكلف زهيدة أثرت سلباً على المنتج الصناعيّ الوطنيّ».
محزن ومؤلم وكارثي، ان تحل روح المعاملة بالمثل، محل الروح القومية التي دفعتنا إلى ارسال لواء الدبابات المدرع الأربعين والفرقة الثالثة إلى جبهة الجولان للقتال في سوريا، مما حمى محور درعا - دمشق والجناح الأيسر للقوات السورية.
لقد قدّمنا على الثرى السوري الغالي 89 شهيدًا وجريحًا عام 1973 ولم تكن حساباتنا آنذاك: المعاملة بالمثل.