لقد ادى تنقل البشرية في منازل التطور الحضاري لانتقالها من المفهوم الضمني في زيادة الثروات الطبيعية الى المنظور المعرفي في زيادة معدلات الانتاج، الامر الذي أدى لاختلاف المفهوم الفلسفي في زيادة معدلات الثروة من نظرة كانت تقوم على فلسفة الاستحواذ على الثروات الطبيعية بالقوة الجبرية الى فلسفة تحقيق زيادة الثروة على اساس جديد.

 

مصطلح النمو الاقتصادي الذي يقوم على زيادة معدلات نمو الناتج القومي الاجمالي من خلال نظم الصناعة المعرفية التي تتاتى من الكهرباء والكمبيوتر وعلم الاتصالات والتواصل الحديثة هذا اضافة الى الذكاء الاصطناعي والنانو تكنولوجي وعلوم الطاقة الحديثة، وكلها مسارات تنموية حلت بديل عن نظائرها في المعادلة السابقة التي كانت سائدة في العصور الغابرة حيث كانت تقوم على محدودية الموارد الطبيعية التي تشكلها الارض وما تنتجه وما تبطنه وما يقوم عليها من أبنية.

 

وهذا ما أدى الى ادخال مصطلح النمو الاقتصادي في النظرية الحداثية لزيادة الثروة، وهو المصطلح الذي يشكل عنوان المعادلة الاقتصادية الخدماتية كما يشكل الركن الأساس في في فلسفة الحداثة والمفهوم الضمني فيها المبني على تلك القاعدة التي يستند اساسها على مفهوم وجوب زيادة الثروة لتحقيق علامة الاستقرار الاجتماعي او الرضى النفسي للافراد وهو ما يعرف عند العموم بتحقيق السعادة. 

 

فان الافراد كما المجتمعات بحاجة الى احتياجات اكثر تفي تطلعاتهم او رغباتهم وهذا بدوره بحاجة الى انتاجية اكثر واكبر تتناسب طرديا مع ذلك وهو ما يعرف بميزان النمو الاقتصادى. Economic growth وكما تعرف دائرة البناء القاعدي فيه بعلوم الحداثة وهي التي تشكل دائرة الربط وفق معادلة توازٍ يمزج بين زيادة المعدلات السكانة مع معدلات النمو بهدف تكوين فرص الاستدامة وتعظيم مناخات الاستقرار وذلك بالعمل على تطوير البيئة الانتاجية على قاعدة من الصناعة المعرفية تقوم على اعادة تكوين انتاجي او ما يعرف التسليع Commidification، بواسطة الاستثمار الابداعي والتطوير المنهجي.

 

ولقد استطاعت بعض المجتمعات تحقيق معدلات نمو عالية شكلت علامة فارقة في المقاييس النسبية عندما استطاعت اقتصاداتها على اعادة توظيف ذاتها على اساس الاقتصاد الانتاجي الحداثي الذي يقوم على زيادة معدلات النمو الاقتصادي والنانج القومي الاجمالي الى مستويات كبيرة.

 

حيث استطاعت هذة المجتمعات الوصول الى معدلات تنمية عالية شكلت علامة فارقة انتاجية في العصر الحديث وضمن تشكيلات متنوعة ومتعددة لكن على اختلاف الوانها كانت تحقق استهدافات الانتاج وشرعية الانجاز، وهذا ما يمكن مشاهدته من تجربة الهندي ناندرا مودي، واردوغان التركي والياباني شينزو ابي وشوجين بي الصيني، لكن اهل سنغافورة قاموا بتشكيل قاعدة تحفيزية اخرى قامت بربط رواتب الوزراء بمعدلات الناتج المحلي الاجمالي (gross domestic product)،، وهو ما ادى الى ارتفاع معدلات النمو وتحسين الظروف المعيشية، الذي يعتبر هدف التنمية واساسها.