الدستور - صهيب التل:ناقش رئيس هيئة الاستثمار ثابت الور يرافقه السفير الصيني في عمان بان وي فانغ البيئة الاستثمارية لمحافظة اربد بهدف تحفيز المميزات الخاصة بها التي تمتاز بمساحتها الواسعة والواقعة على حدود أكثر من دولة وتتمتع ببنى تحتية جيدة وتوفر الطاقة على مدار الساعة إضافة إلى توفر الأيدي العاملة المدربة والقابلة للتدريب لجذب مزيد من الاستثمارات .
 
وفي بداية اللقاء الذي عقد في دار المحافظة بحضور النائب خالد أبو حسان والنائب رياض العزام والنائب راشد الشوحة والنائب الدكتور نضال الطعاني ورئيس جمعية المستثمرين في مدينة الحسن الصناعية عماد النداف قدم محافظ اربد رضوان العتوم شرحا مفصلا عن مميزات محافظة اربد والتي  يوجد بها مدينة الحسن الصناعية وسيبر ستي إضافة إلى المناطق التنموية في المحافظة حيث بلغت الشركات العاملة في مدينة الحسن الصناعية (103) شركات باستثمار تجاوز (48) مليون دينار وفرت أكثر من (22) ألف فرصة عمل .
 
وقال العتوم إن محافظة اربد تأثرت تأثرا سلبيا باللجوء السوري في كافة المناحي حيث بلغ عدد الطلبة السوريين في مدارس المحافظة (38) ألف طالب وطالبة إضافة على الضغط الكبير التي تعرضت له البنى التحتية في المدينة وكافة ألوية المحافظة الأمر الذي بات يستوجب مزيدا من الاستثمارات لخلق فرص عمل جديدة .
 
ولفت العتوم إلى أن محافظة اربد تمتاز بالعديد من الميزات التي تجعلها بيئة ملائمة للاستثمار الأردني والعربي والأجنبي .
 
رئيس هيئة الاستثمار ثابت الور أكد أن البيئة الاستثمارية في المحافظة جاذبة للاستثمار بكل المقاييس كما هو الحال في كافة المحافظات الأخرى وأن ذلك يعود إلى ما يتمتع به الأردن من موقع جغرافي مميز جعله حلقة وصل ليس بين الدول فقط بل بين القارات وأن الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي الذي جاء بفضل حكمة وحنكة القيادة الهاشمية والتفاف الشعب الأردني حولها والتشريعات الناظمة للعملية الاستثمارية تجعل من الأردن واحة استثمار آمنة.
 
وأضاف الور إن محافظة اربد محافظة جاذبة للاستثمار لتميزها بموقعها الاستراتيجي ومحدداتها بعدد من الدول جعلها مركز خدمات رئيسي لمحافظات الشمال الأخرى فضلا عن تمتعها بحوالي ألف موقع أثري إضافة إلى المواقع السياحية الأخرى المختلفة والتي تؤهلها لأن تكون محافظة سياحية من الدرجة الأولى بالإضافة إلى كونها محافظة زراعية وصناعية.
 
وقال الور إن محافظة اربد من أهم المحافظات النشطة اقتصاديا على مستوى المملكة.
 
ولفت الور إلى أن هيئة الاستثمار وضمن التوجهات الحكومية تسعى لتفعيل وتطوير السياسة الاستثمارية في المملكة ورفع مستوى التنتمية المحلية لجميع المحافظات وأن هيئة الاستثمار تعمل على تطوير ملف استثماري خاص في كل محافظة يشتمل على دراسات وتحليلات للواقع الاقتصادي والاجتماعي والاستثماري في المحافظة.
 
مبينا الإمكانات والمقومات الاقتصادية والمزايا التنافسية لكل محافظة بهدف توفير فرص استثمارية ذات قيمة مضافة لتعمل على توفير فرص عمل لابنائها.
 
وقال الور إن الزيارات الميدانية التي تقوم بها هيئة الاستثمار بالمحافظات والتواصل مع كافة المستثمرين والجهات الممثلة للقطاع الخاص بهدف تعريفهم بالحوافز الاستثمارية والخدمات التي تقدمها هيئة الاستثمار للمستثمرين والتعرف على آرائهم وتوجهاتهم.
 
لافتا إلى أن الصين ثاني أهم شريك استراتيجي للأردن بالنسبة للواردات وكذلك للاستثمارات في الأردن وأن الميزان التجاري يميل بقوة إلى صالح الصين معربا عن أمله من تعديل الميزان من خلال تنفيذ العديد من الاستثمارات وتصدير منتجاتها إلى أسواق العالم المختلفة.
 
وقال إن هيئة الاستثمار أنشأت وحدة خاصة لمتابعة الاستثمارات الصينية في الأردن وتشجيع المزيد منها بتذليل العقبات التي تواجه كافة هذه الاستثمارات .
 
و من جانبه أكد السفير الصيني بان وي فانغ إن علاقات الصداقة التي تجمع بين الصين والأردن علاقات تاريخية وعريقة وهي جزء من علاقات الصداقة بين الصين والدول العربية .
 
مبينا أن هذه العلاقات تعود إلى عام (1977) حيث تم إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وشكلت هذه العلاقات بداية مرحلة جديدة في التعامل بينهما التي تطورت خلال المرحلة الماضية حتى أصبح الصين ثاني أكبر شريك تجاري للأردن وبلغ حجم التجارة بين البلدين في العام الماضي أكثر من (3) مليار دولار أمريكي .
 
لافتا إلى أن الصين بدأت في بدايات الثمانينيات القرن الماضي بتنفيذ العديد من مشاريع المقاولات في الأردن ومن بينها مدينة الحسن الرياضية للشباب في اربد وأن جودة هذه المشاريع شكلت دافعا قويا لمزيد من التعامل بين البلدين.
 
مشيرا إلى أنه تم في الشهر الماضي الإغلاق المالي لشركة عطارات للطاقة لمشروع توليد الكهرباء بواسطة الحرق المباشر للصخر الزيتي، وبدأت أعمال البناء والإنشاء له وان الصين هي المستثمر والممول والمنشئ لهذا المشروع بمبلغ وقدره (1.6) مليار دولار أميركي وهو من أكبر المشاريع الاستثمارية الممول والمنشأ من قبل الصين في الأردن.
 
وقال إن الصين ستقدم المساعدات اللازمة للأردن لتمكينه من استثمار موارده الطبيعية للحد من اعتماده على مصادر الطاقة المستوردة إضافة إلى توفير فرص العمل بين الجانبين .
 
مشيرا إلى المباحثات الجارية بشأن  مشاريع السكك الحديدية والطاقة المتجددة ومشاريع المياه وخطّ أنابيب النفط والغاز وغيرها من المشاريع الكبيرة المهمة.
 
وقال بان وي فانغ إن الأردن سيلعب دورا كبيرا في إعادة أعمار سورية بعد انتهاء الأزمة السورية مما يوفر مزيد من الاستثمارات وفرص العمل فيه.
 
من جانبه قال رئيس غرفة صناعة اربد هاني أبو حسان تأتي أهمية هذه الزيارة للاطلاع على فرص الاستثمار في المحافظة وإتاحة الفرصة للأصدقاء الصينيين بلقاء الاقتصاديين الأردنيين من أصحاب الاختصاص للتحاور معهم بما يخدم المصلحة المشتركة للبلدين الصديقين.
 
وقال أبو حسان إن الصين تعتبر من أكبر الشركاء التجاريين للأردن حيث بلغت مجمل الصادرات الأردنية في العام الماضي (130) مليون دينار في حين بلغ إجمالي صادرات محافظات الشمال (677) مليون دولار وكان نصيب الصين منها (1.5) مليون دولار وهو رقم متواضع نسبة إلى حجم التبادل التجاري بين البلدين .
 
مستعرضا أهم الميزات الاستثمارية لمحافظة اربد التي تتمتع بموقع جغرافي مناسب وموارد طبيعية وأيدي عاملة ومناطق حرة تنموية تمنح المستثمرين العديد من الميزات إضافة إلى الاتفاقات الموقعة بين والبلدين والتي تمكن المستثمرين من الاستفادة من هذه الاتفاقيات لرفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين .
 
وبعد ذلك قام الور والسفير الصيني والمرافقين لهما بزيارة إلى مدينة الحسن الصناعية حيث التقيا مديرها معتز نمروقة الذي استعرض نشأة المدينة وتطورها.
 
وقال نمروقة أن المدينة التي أنشئت عام (1980)  منوها بفرص الاستثمار فيها لما تتمتع به من مزايا عدة تدخل ضمن منظومة الاستثمار العامة لشركة المدن الصناعية الأردنية.
 
مبينا أن حجم الاستثمار فيها تجاوز الــ (48) مليون دينار وفرت أكثر من  (22) ألف فرصة عمل وتجاوز صادراتها منذ بداية العام الــ(150) مليون دولار أمريكي و شكلت الصادرات الصناعية والمحيكات نسبة (86.74%) , وأن هناك حوالي (14) شركة تحت الإنشاء وأن المدينة توسعت أكثر من مرة لتلبية الطلب المتزايد على الاستثمار فيها .
 
 وجال الور والسفير الصيني ومرافقيهما على عدد من الاستثمارات الصينية في مدينة الحسن الصناعية والتقى إدارات هذه الاستثمارات والعاملين فيها واستمع إلى ملاحظاتهم وخططهم المستقبلية لتطوير استثماراتهم.