أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    26-Jun-2022

نقاط القوة والضعف في «بريكس»*لما جمال العبسه

 الدستور

«بريكس» منظمة مكونة من دول اربع وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، انشئت في منتصف العام 2009، وكان الهدف من انشائها تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية، هذا التكتل اثبت منذ انشائه وحتى الان انه الاسرع نموا اقتصاديًا في العالم، فهو يشكل ما نسبته 32% تقريبا من اجمالي الناتج العالمي، واراضيه تستحوذ على 27% من مساحة اليابسة، غير ذلك تمتع هذه الدول بقوة بشرية مهولة تشكل 45% من سكان العالم، وناتجها المحلي الاجمالي اكبر منه في دول مجموعة السبع الكبار.
خلال الاسبوع الماضي عقدت قمة «بركس» افتراضيا، باستضافة الصين، وسبق هذه القمة دعوات من اعضاء المنظمة لبعض دول الخليج العربي ومصر للانضمام اليها، لتعزيز دورها في الاقتصاد العالمي ولاضفاء ميزات جديدة ذات ابعاد مختلفة تخدم هدف كسر الاحادية الاقتصادية العالمية، حتى ان القمة الاخيرة بحثت في كيفية تقليص الاعتماد على الدولار من خلال عملة موحدة للتبادل التجاري.
في قراءة سريعة للدول التي شكلت هذه المنظمة والتي اصبحت قادرة على استقطاب دول اخرى ذات ثقل عالمي، نجد ان هناك نقاط قوة تجعل من هذه المنظمة احد عوامل تغير النظام الاقتصادي العالمي، بالمقابل فان هناك بعض نقاط الضعف تحتاج الى وقت لتذليلها.
الاقتصادات ضمن «بريكس» تعتبر من اكثر الدول نموا والاقل مديونية نسبة الى الناتج المحلي الاجمالي، فاذا ما نظرنا الى الدين العام في هذه الدول مقابل ناتجها الاجمالي نجده يتراوح ما بين 15% - 37%، فيما نرى ان اكبر اقتصاد في العالم وهو الامريكي يشكل الدين من ناتجه المحلي الاجمالي اكثر من 107%، وزادت معاناته مع الحرب التجارية العالمية مع الصين، وجائحة فيروس كورونا واخيرا ما اصاب العالم جراء العملية العسكرية الروسية الخاصة في اوكرانيا والتي جميعها فاقمت تعطل سلسلة الامدادات، وجاءت مشكلة اوكرانيا لترتفع معها اسعار الطاقة بسكل كبير، وتتفاقم المشكلات الاقتصادية.
أعضاء «بريكس» لديهم اقتصادات مكملة لبعضها البعض وتتمتع بتنوع ثقافي، ويمكنهم سد حاجاتهم المتقابلة، وتعزيز التبادل التجاري، وتحقيق التنمية محليا وعلى صعيد المجموعة، وبإمكانهم تحقيق الرفاه الاجتماعي.
اما فيما يتعلق باصلاح النظام المالي العالمي، فان المجموعة اقترحت تأسيس بنك جديد للتنمية لرفع مستوى الرفاهية العام وتحقيق الاستقرار العالمي، لديها العديد من الافكار والرؤى المستقبلية بشأن اعتماد عملة موحدة جديدة غير الدولار، علما بان روسيا ومنذ فرض العقوبات عليها اعتمدت كافة معاملاتها التجارية بالروبل الروسي، الذي حقق مستويات سعرية مرتفعة غير مسبوقة في الآونة الاخيرة.
بالمقابل قمة «بريكس» الاخيرة التي جاءت في خضم العملية العسكرية في اوكرانيا وما تركته من معضلات على مستوى العالم اجمع نظرا لاثارها على ارتفاع اسعار الطاقة، وتعطل سلسلة امدادات المواد الغذائية على رأسها الحبوب والزيوت النباتية، عدا عن توقعات بتأثيرها على المحاصيل الزراعية عالميا لانقطاع توريد الاسمدة الروسية وغيرها الكثير، الا ان بعض دول هذا التحالف لازالت متعددة الاهواء، على سبيل المثال فان الهند والبرازيل وجنوب افريقيا لديها علاقات ممتازة مع الغرب خاصة فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، وبالتالي فان هذه الدول توازان مصالحها بشكل شمولي بما يضمن لها ان تبقى كما يقولون ماسكة بالعصا من المنتصف، فلديها مصالح هنا وهناك، كما ان الهند مثلا عضو في تحالف كواد الرباعي مع الولايات المتحدة واليابان واستراليا.
ما من شك ان «بريكس» ستشكل لاحقا كفة الميزان الاخرى للنظام العالمي القائم ليصبح اكثر من قطب، لكن هذا الامر لن يكون في القريب العاجل، الا انه ليس ببعيد، وان تجمع هذه الدول وانضمام دول جديدة ذات ثقل سياسي واقتصادي عالمي اليها قد يشكل مجموعة تضاهي في تأثيرها مجموعة السبع الكبار، والاوجب النظر اليها باهمية لان تاثيراتها اصبحت بادية اكثر للعيان من ذي قبل.