أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    22-Mar-2017

خدمات الشركاء التجاريين .. بقرة المصارف الحلوب الجديدة
فايننشال تايمز -
الخدمات المصرفية التي تقدم للشركاء التجاريين غالباً ما يحيطها الإبهام بسبب البيئة التنافسية الشديدة التي تحيط بعمليات الدمج والاستحواذ وتداول الأسهم، لكنها تبقى المكان الذي تعلق عليه المصارف والشركات الاستثمارية آمالها بشكل متزايد.
وفقاً لبيانات جمعتها هيئة مراقبة الصناعة، "كوليشن"، لـ "فاينانشيال تايمز"، كانت أعمال إدارة أموال الشركات وتوفير التمويل التجاري أكبر محركين لإيرادات المصارف العالمية منذ عام 2011، عندما تفوّقا على أقسام الأسهم والدخل الثابت.
في عام 2016 حققت المصارف، وفقاً للبيانات التي تُغطي المصارف العالمية والإقليمية والمحلية، 209 مليارات دولار من الخدمات المصرفية التي تقدم للشركاء التجاريين، مقارنة بـ 172 مليار دولار حققتها فروعها في التداول. هذا تقريباً يعادل ثلاثة أضعاف الإيرادات البالغة 77 مليار دولار، التي حققتها المصارف من تقديم الاستشارات للعملاء بشأن عمليات الدمج والاستحواذ ومساعدتهم في جمع التمويل. خدمات الشركاء التجاريين تفوّقت أيضاً على الإيرادات المتحصلة من الإقراض سنويا في الفترة التالية لعام 2011.
نافيد سلطان؛ الرئيس العالمي للخزانة والحلول التجارية في "سيتي بانك"، الذي تتباهى أعماله بإيرادات تزيد على ثمانية مليارات دولار سنوياً فيما يُقارب 100 بلد، يقول: "ما من شك في أنها تُصبح أكثر أهمية لمستقبل سيتي جروب فضلاً عن، من وجهة نظري، (مستقبل) الصناعة".
الاستثمار في خدمات الشركاء التجاريين يتناقض مع التخفيضات في الأسواق والخدمات المصرفية الاستثمارية. حتى في "دويتشه بانك"، حيث يجري تخفيض مليارات اليورو من التكاليف وتسعة آلاف وظيفة، تم تخصيص مبلغ مليار يورو للاستثمار في قسم خدمات الشركاء التجاريين العالميين.
يقول تاكيس جورجاكوبولوس؛ الرئيس العالمي لخدمات الخزانة في "جيه بي مورجان": "نحن رقم واحد في الخدمات المصرفية الاستثمارية، نحن رقم واحد في استثمارات الدخل الثابت والعملات والسلع، ونحن رقم اثنين أو ثلاثة في الأسهم. المكان الذي نرى فيه اتجاها صعوديا أكثر بكثير هو أعمال خدمات الخزانة".
الموهبة تتبع المال. يقول أثير ويليامز" الرئيس العالمي لخدمات المعاملات في "أميركا ميريل لينش": "كنت في مجال الخدمات المصرفية للشركاء التجاريين منذ نحو 15 عاماً وأود القول إننا نكون في الذروة عندما يكون هناك كثير من كبار العاملين في الخدمات المصرفية الاستثمارية يقولون إنهم يريدون دخول هذا المجال". ويتابع: "(في الآونة الأخيرة) جاءني ثلاثة من كبار المصرفيين في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية وقالوا: "ماذا يُمكن أن نفعل في عالمك؟".
وينجذب المصرفيون أيضاً إلى استقرار الخدمات المصرفية للشركاء التجاريين التي توفر راحة من تقلب الإيرادات في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية والتداولات.
وتُظهر بيانات "كوليشن" أن الفرق في الإيرادات بين أسوأ وأفضل الأعوام للخدمات المصرفية للشركاء التجاريين كان 11 في المائة. بالنسبة للدخل الثابت والأسهم، أسوأ عام كان 23 في المائة أقل من ذروتها. وأسوأ عام بالنسبة للخدمات المصرفية الاستثمارية كان 19 في المائة أقل من أعلى مستوياتها.
في "سيتي جروب"، يقول سلطان إن قسمه سجل نمواً للربع الـ 12 على التوالي في كل من الإيرادات والأرباح، على الرغم من أن أسعار الفائدة المنخفضة جعلت أجزاء من العمل أكثر صعوبة.
وليس فقط المتداولون هم من يتحوّلون إلى القطاع. المصارف أيضاً توظف من شركات التكنولوجيا، مثل "جوجل"، وهؤلاء تجذبهم فرصة حل المشكلة المعقدة لنقل التريليونات بأمان في أنحاء العالم كافة. سلطان يذهب إلى حد وصف قسمه بأنه "شركة تكنولوجيا مالية داخل سيتي جروب".
مع ذلك، تقديم الخدمات المصرفية للشركاء التجاريين لا يخلو من المشكلات. تقرير صادر عن مجموعة بوسطن للاستشارات يتضمن قائمة من الصعوبات، لا سيما المنافسة من شركات التكنولوجيا المالية الفعلية التي تجعل العملاء المؤسسين أكثر "تشكيكاً في المصارف" والبحث عن أفضل الأسعار.
أسعار الفائدة المنخفضة هي بمنزلة استنزاف مستمر للمجموعات الأوروبية، لأن مصارف الخدمات المصرفية للشركاء التجاريين مُثقلة بودائع العملاء ذات العوائد المنخفضة. في الوقت نفسه تعمل تنظيمات "اعرف زبونك" وغيرها من مبادرات الامتثال، على زيادة التكاليف على المصارف.
يقول ستيفان داب؛ رئيس قسم خدمات المعاملات المصرفية في BCG، مُشيراً إلى مقياس الربحية في الصناعة: "في جزء إدارة الأموال، نسبة التكاليف إلى الدخل ليست جيدة على الإطلاق. كثير من اللاعبين، خاصة الأوروبيين، هم أدنى من المستوى".
وبحسب "كوليشن"، إدارة الأموال كانت تمثّل نحو 85 في المائة من إيرادات الخدمات المصرفية للشركاء التجاريين في عام 2016. يقول داب إن المصارف تبقى في مجال إدارة الأموال لأنك "لا تستطيع فعلاً تحمّل نفقات الاعتماد على جهة أخرى لفعل ذلك"، لأنها "أساسية جداً للعلاقة (مع العملاء)". ويُضيف: "هي أيضاً شيء لا يتطلب الاستخدام المكثف لرأس المال (...) في مرحلة ما سترتفع أسعار الفائدة مرة أخرى".
في الولايات المتحدة بدأت أسعار الفائدة في الارتفاع ــ والآثار كانت فورية. يقول سلطان، من "سيتي جروب": "للاستفادة بأقصى قدر ممكن" من ارتفاع أسعار الفائدة: "بدأنا منذ الآن نرى ذلك يتدفق من خلال بيانات الأرباح والخسائر".
ويتشارك المحللون بعضا من الحماس. بريان فوران؛ الشريك في شركة أوتونوموس لأبحاث الأسهم، يقول إن المحادثات مع العملاء بشأن الخدمات المصرفية للشركاء التجاريين من خلال المؤسسات الأمريكية كانت "إيجابية" بالنظر إلى ارتفاع أسعار الفائدة.
ويقول جورجاكوبولوس؛ من "جيه بي مورجان"، إن تدفقات التجارة العالمية ستزيد على المدى الطويل، بغض النظر عن الوضع الذي تكون عليه السياسة الأمريكية. ويستشهد بالتدفقات التجارية الأعلى، وارتفاع أسعار الفائدة، باعتبارهما سببين للنمو المستقبلي في الأعمال. الثالث هو "حصتنا السوقية مع عملائنا المستهدفين خارج الولايات المتحدة تبقى منخفضة. نحن نرى في ذلك فرصة كبيرة جداً للنمو".
ويأمل جورجكابولوس الاستفادة من توفير الخدمات للشركات الأمريكية متعددة الجنسيات التي تنمو في آسيا فضلاً عن "(الشركات) الصينية في الوقت الذي تتوسع فيه في أنحاء العالم كافة".
ويعد ظهور آسيا المتوقع في أكبر سوق للخدمات المصرفية للشركاء التجاريين، أحد أسباب توقع داب استمرار النمو، لكن قلة من أعمدة الصناعة يتوقعون تطورات مثيرة.
ويليامز، من "أميركا ميريل لينش"، يقول إن السوق ستنمو بمقدار بضع نقاط مئوية زيادة على النمو الاقتصادي. الخدمات المصرفية للشركاء التجاريين تفوّقت على الخدمات المصرفية التجارية والاستثمارية من حيث الحجم، لكن ــ بالنسبة لبعض المصرفيين الأكثر حباً للمخاطرة في الصناعة على الأقل ــ لا يزال أمامها طريق طويل كي تصبح مثيرة.