الدستور-حملت الرسائل التي أطلقها جلالة الملك قبيل إنعقاد مؤتمر لندن لدعم اللاجئين تصورا واضحا حول وضع الاردنيين في ظل الغلاء وارتفاع الاسعار لدرجة أن جلالته حفظه الله استخدم تعبيرا شعبيا وصل الى «درجة الغليان» .
هذا الادراك الكبير لوضع الناس وتحسس الامهم والدفع باتجاه قدوم المساعدات للاردن لمساعدته على تحمل الاعباء التي يرزخ  تحت وطئتها هو في اطار الجهود المقدرة لجلالة الملك .
وامام هذا الواقع الصعب، أصبحت الحكومة مطالبة بتحويل تصورات جلالة الملك الى واقع يستفيد منه الناس والغلابى تحديدا ، ونظن في مقدمة هذه الاجراءات المطلوب استخدامها في هذه المرحلة هو الدفع باتجاه زيادة رواتب الموظفين العاملين والمتقاعدين وفق شريحة عادلة تلبي طموحات الناس .
لم يعد مقبولا ،استمرار حالة تطنيش أوضاع هذه الشريحة في ظل المتغيرات الدولية ، ولا بد من الشروع في مناقشة معادلة مقبولة تأخذ بالحسبان ظروف هذه الشريحة لتمكينها من مواجهة أعباء الحياة وتقبل التوسع في اجراءات التعامل  مع اوضاع اللاجئين والاستحقاقات المترتبة على ذلك في سوق العمل .
المواطن بحاجة الى دفعة إسناد تساعد في تحسين متطلبات حياته وتمكنه من التعايش مع ظروف الغلاء الذي لم يعد للحكومة قدرة على التعامل معه ، ولا اظن في ظل الحديث عن تدفق المساعدات الاضافية تعجز الحكومة عن توفير الامكانات التي تسهم في تلبية هذا الاستحقاق .
اصبحت خطوة رفع رواتب العاملين والمتقاعدين اولوية مقدسة تتقدم على كل الاولويات في ظل ظروف معيشية صعبة يمر بها الناس ولم تعد الرواتب التي تآكلت قادرة على تحسين اوضاعهم وتمكينهم من الصمود في مواجهة المتطلبات الجائرة التي فرضتها المتغيرات على الناس .
مطلوب منح الناس بارقة أمل تمكنهم من الانتظار وتعطيهم القدرة على توقع الفرح الذي طال انتظاره ، صحيح أن الموازنة قد اقرت ودخلت مرحلة التطبيق لكن التعامل مع هذه الحالة ممكن وخيارات عديدة متاحة في ظل الوفرة المالية التي تجعل القرار أمرا متاحا ،ومقبولا حتى لو جاء في صيغة ملحق موازنة .
دعونا ننتظر ونرى الامال تتحق فالناس قد تعبت ....!