فبالرغم من كثرة البرامج الحكومية التي تقترح كل يوم الا انه يعوزها ادوات لقياس مدى نجاحها في تحقيق الهدف منها ،وهذا ما يفقد تلك البرامج صفة الاستمرارية ويغيب عن صاحب القرار جدواها او الغاية منها بعد مدة من الزمن.

وبعدها بفترة يتم اقتراح برنامج حكومي آخر بنفس العقلية وبنفس الطريقة ليعالج نفس المشكلة وندور وندور في حلقة مفرغة من دون ان نصل الى شيء ومن دون ان نضمن الاستمرارية البناءة في برامجنا.

يجب ان نصغي ونعي للغة العقل فما عادت « الفزعة الادارية « تجدي نفعاً ولم تجد نفعا لا الآن ولا غدا ولا في المستقبل.

يجب ان نؤمن بمقاييس الاداء والتي تقيس نجاح او فشل اي برنامج حكومي ويجب ان نطورها باستمرار  فعلى سبيل المثال لن نستطيع قياس نجاح او فشل قانون الضريبة في تعزيز الايرادات ومكافحة التهرب الضريبي من دون تطوير مقاييس اداء  تكشف فاعلية ذلك البرنامج أو ذاك .

لقد تعدينا مرحلة «الفزعة الادارية» فنحن دولة مؤسسات لا أفراد واهم دعائم دولة المؤسسات وجود البرامج الثابتة التي اثبتت نجاحها والتي تستسقي تغذيتها الراجعة من مقاييس اداء برامجها  وليس من البطولات الاعلامية والانجازات الوهمية التي لا تتعدى مقابلة  او خبرا مشوَه المعالم.

ما يشدد عليه جلالة الملك هو تطوير مثل هذه المقاييس والادوات حتى نستطيع وبكل ثقة ان نقول اننا نجحنا في ذلك البرنامج الحكومي أو ذاك.