أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    21-Jan-2023

“الهيبة.. مبادرة لنساء “المخيبة” لتجاوز البطالة

 الغد-علا عبد اللطيف

 
المخيبة – وجدت عشرات النساء بمنطقة المخيبة التابعة للواء بني كنانة في مبادرة “الهيبة لـ المخيبة”، فرصة وطاقة أمل للتدريب وتعلم حرفة تمكنهن من مواجهة ظروفهن المادية الصعبة نتيجة انتشار الفقر والبطالة في المنطقة.
وتمكنت المبادرة من تدريب حوالي 60 سيدة من المنطقة على أعمال الحرف والمشغولات اليدوية، إضافة الى دورات في كيفية إعداد المأكولات الشعبية لغايات بيعها، ومواجهة الفقر والبطالة، إذ تعد منطقة المخيبة من المناطق الأشدا فقرا في اللواء.
تقول إخلاص محمد إحدى المتدربات في المبادرة، إنها تعاني من الفقر وتعتمد في توفير لقمة العيش لأسرتها على الدعم التكميلي، الذي لا يكاد يكفي لسداد أجرة المنزل البالغة 80 دينارا شهريا، ناهيك عن المصاريف الأخرى من الكهرباء والماء.
وأوضحت أنها تلقت تدريبا مع فتيات من المنطقة على بعض أعمال الحرف اليدوية، ما مكنها من زيادة خبرتها في تصنيع القش من عسف النخيل وبشكل احترافي كانت تفتقد له قبل تلقيها التدريب.
وتابعت “الآن يمكنني أن أصنع أشكالا مختلفة من القش وبشكل مهاري أكثر، وتسويقه ونيل رضا الزبائن”، مشيرة الى أن هذا الأمر سيساعدها في إيجاد مصدر دخل هي بأمس الحاجة له.
إخلاص، إضافة الى ما تعلمته من صناعة القش خلال الدورات التدريبة، تؤكد ما أحدثته هذه الدورات من صقل لشخصيتها وتطوير لمهاراتها على الصعد كافة.
ويأتي تدريب فتيات المخيبة بالتعاون مع المكتب الإقليمي للمنظمة الآفروآسيوية في الأردن الذي تحتضنه وزارة الإدارة المحلية، بالتعاون مع جمعية المخيبة الفوقا الخيرية وجمعية أرض العز للثقافة والتراث، وجرى منح الفتيات ثلاث دورات تدريبية في مجالات مختلفة.
وتقوم مبادرة “الهيبة لـ المخيبة” التي طرحتها جمعية أرض العز للثقافة والتراث بالشراكة مع وحدة ثقافة السلام في الشرق الأوسط التابعة لمؤسسة العالم في أميركا، بتدريب مجموعة من سيدات المجتمع المحلي في المخيبة لإعادة إنتاج المشغولات والحرف اليدوية التقليدية والتراثية التي كان يتم إنتاجها سابقاً في المخيبة، وأبرزها الأطباق بمختلف أشكالها وأنواعها وألوانها والسلال، المصنوعة من القش والخوص وسُعف النخيل وغيرها، هذا إضافة إلى الاستفادة من خصوصية المناطق المحيطة في المخيبة وحوض نهر اليرموك في إنتاج المأكولات التقليدية الشعبية والتقليدية والتراثية.
وتقول الأربعينية أم نزار النابلسي، إن تلك الدورات والتدريب يعمل على صقل شخصية الفتاة في المنطقة، وخصوصا اللواتي حرمن من التعلم والحصول على أي مميزات، إذ يعمل ذلك التدريب على إكساب الفتيات المهارات التسويقية وأسلوب البيع والشراء، ومنح الثقة بالنفس في التعامل مع الآخرين، ناهيك عن مد جسور التعارف واكتساب المعرفة والتشبيك مع فتيات بمحافظات أخرى.
ويشير رئيس جمعية المخيبة الفوقا أحمد العقلات، الى أهمية أن نرتقي بالعمل الخيري والتنموي المحلي إلى رؤى وتطلعات وطموحات جلالة الملك عبد الله الثاني، والاستفادة من خصوصية كل منطقة في توسيع المنتجات التراثية والتقلدية والشعبية، موضحا أن الأردن يحتاج إلى جهود أبنائه لتعزيز وترسيخ التنمية المحلية في كل منطقة، باعتبارها الأساس في إحداث التنمية الوطنية الشاملة.
وأكد العقلات أهمية التعاون مع مكتب المنظمة الآفروآسيوية في الأردن وجمعية أرض العز للثقافة والتراث في العمل معاً على إعادة إحياء المشغولات والحرف التقليدية اليدوية والتراثية في المخيبة، موضحاً أن نجاح هذه المبادرة وتوفير التسويق الأفضل، سيعمل على توفير فرص عمل للكثير من النساء والشباب، خاصة وأنها مبادرة تقوم على استثمار ميزة وخصوصية بنات وأبناء المخيبة، والطبيعة الأثرية والسياحية التي تتمتع بها.
كما أشارت مديرة مكتب المنظمة الآفروآسيوية في الأردن المهندسة آلاء الطحلة، الى أهمية عقد الدورات وضرورة التعاون مع الجمعيات، وخصوصا الجمعيات التى تمتاز مناطقها بطبيعة خلابة، موضحة أن مكتب المنظمة يحرص على ترجمة مبادرة “الهيبة لـ المخيبة” على أرض الواقع، وتقديم كل عون ومساعدة لنساء بلدة المخيبة لإعادة إنتاج المشغولات والحرف اليدوية والمأكولات التراثية والتقليدية، التي يتم إنتاجها في المنازل، مما يعطي المرأة في المخيبة القدرة على استثمار تراث وبيئة وطبيعة المخيبة التنموية، في توفير فرص عمل مدرّة للدخل.
وتطالب الخريجة سوسن العطاونة، المنظمات العالمية والجهات الداعمة في الأردن، بدعم وتمويل مشاريع إنتاجية لسيدات المخيبة، إضافة الى دعوتها من جمعية أرض العز للثقافة والتراث بمساعدة السيدات على تسويق المشغولات والمنتوجات والمأكولات التراثية والتقليدية والتراثية.
يشار إلى أن مبادرة “الهيبة لـ المخيبة”، تهدف إلى تمكين المجتمع المحلي في المخيبة التي تقع على المثلث الحدوي (الأردني- السوري- الفلسطيني) من إيجاد فرص عمل غير تقليدية من خلال الشراكة مع منظمات دولية وإقليمية ومحلية تخدم المخيبة التي تعد من أفقر قرى المملكة، مما جعل رئيسة منظمة العالم في أميركا ندى الدلقموني مرشحة جائزة نوبل للسلام العامين 2016 و 2018، تسعى لبناء جسر سلام مع المخيبة، لتكون إحدى محطات السلام في المملكة، التي يجب توسيع قاعدة التنمية المحلية فيها، خدمة للسلام المجتمعي.