أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    06-Sep-2019

العقبة.. عاصمة سياحية وتجارية*عصام قضماني

 الراي-قامت الدنيا ولم تقعد لمجرد أن فكرت حكومة في إنشاء مدينة إدارية جديدة، على أطراف عمان تستغل فيها الأراضي الشاسعة والرخيصة تحت بند «أراضي الخزينة» وقيل أنها عاصمة جديدة وهي لم تكن كذلك، وقيل أن العواصم لا ترحل، وهو ما لم يكن مطروحا وقيل أن مشروعاً كبيراً بهذا الحجم مر مرور الطيف ثقيلاً.

 
على أطراف دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة وتحديدا على الطريق الى أبوظبي العاصمة السياسية والمدينة الأكبر في الدولة،يسابق عمال الزمن لتشييد مدينة ضخمة تضم مرافق تجارية وقاعات وأبراجاً وأسواقاً وطرقاً وغيرها استعدادا لمعرض إكسبو 2020 الذي ستستضيفه دبي وتتوقع منه أن تحقق إيرادات لا تقل عن ستة مليارات دولار على مدى انعقاد هذا المعرض ومدته ستة أشهر، طبعا هذه الإيرادات المقدرة هي الأموال التي سترد مباشرة فيما لم يتم احتساب العوائد غير المباشرة وهي حتما ستكون أضعاف هذا الرقم. لكن ذات السؤال يطرح، ماذا سيكون مصير هذه المدينة بعد انتهاء المعرض؟
 
المدينة ستبقى قائمة وستنمو وتزداد إشغالا، فالخطة تقوم على ابتكار مساحات جديدة من المدن الذكية والمريحة والجاذبة والمخدومة، وعدد سكان هذه الإمارة يتزايد.
 
نعود الى عمان والحلول فيها تكاد تكون مستعصية، فمرة باص تردد سريع ومرة إلغاء دواوير واستبدالها بإشارات ومرة حفر نفق هنا أو هناك ومرة تركيب جسر فوق آخر، وكل ذلك يتم في سياق حلول دخيلة لا تتناسق مع طبيعة ما هو قائم والنتيجة تشوه عمراني لا يزيد العاصمة إلا إرباكا فوق إرباك.
 
لماذا أتيت على ذكر العقبة؟، لأن السواحل والشواطئ هي عامل الجذب الأول للحياة وللناس وفيها وحولها تتغير أمزجة الناس وأذواقهم ولانها الموانئ والتجارة ولأنها السياحة والاختلاط وتجمع الثقافات.
 
كانت عمان عاصمة ولا تزال وستبقى، لكن هل معنى هذا أن لا تكون هناك عاصمة أخرى، للأسف الأردن بلا عاصمة تجارية أو سياحية، فعمان تجمع هذا كله وفي ذلك ضغط كبير في كل الاتجاهات.
 
مضى وقت كاف على العقبة منطقة اقتصادية خاصة لنرى فيها التغيير وقد أخذ مكانه ليس في الشكل فقط بل في كل مناحي الحياة فهل النتائج كانت بحسب التوقعات؟
 
كان يفترض أن يحول مشروع العقبة منطقة اقتصادية خاصة المدينة الى عاصمة ثانية للأردن يتزايد عدد قاطنيها ولا ينقص تنهض فيها البنية التحتية ولا تتراجع تقوم فيها نهضة عمرانية لا تتوقف، لماذا لا يصبح عدد سكان العقبة مليونين وثلاثة وخمسة، كل ما كان يحتاج اليه الأمر هو تركيز أكبر على حفز الأنشطة التجارية والصناعية الخفيفة وخدمات مالية ومصرفية تليق بالمدن الكبرى ومراكز تجارية وشركات كبرى تنقل مقارها الى المدينة ووزارات بذات مواصفات الوزارات في عمان ووزراء يتقاسمون دوام أيام الأسبوع بين المدينتين وبورصة وسوق مالي وغيرها من المرافق الاقتصادية الكبرى.
 
العقبة منطقة حرة مفتوحة، أو هكذا يجب أن تكون؟..، بالعكس فان الانطباع الأول الذي يصدم زائرها وقد غاب عنها لفترة من الوقت هي مظاهر تتجه الى مزيد من الانكفاء، وكأنها لم تحمل كونها حرة منفتحة سوى الاسم فقط.
 
تتميز المدن الساحلية، بالحركة والنشاط، هي ببساطة مدن لا تنام على مدار الساعة، فهل العقبة كذلك؟