أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    26-Jan-2023

وزارة البيئة.. بين الميزانية المتواضعة والجهد المطلوب!*د. بسام الزعبي

 الراي 

تحتل قضايا وملفات البيئة مكانة متقدمة حول العالم بالتزامن مع الحديث عن التغيرات المناخية التي يشهدها العالم، وتسعى جميع الدول إلى وضع أجندة خاصة بالأولويات التي تهمها بيئياً على الصعيد المحلي، بهدف الحصول على دعم دولي من المؤسسات والمنظمات والصناديق الدولية؛ التي تدعم المحافظة على البيئة ومشاريع البيئة التي تساهم في مواجهة التغيرات المناخية التي تزداد بشكل متسارع.
 
عالمياً يشهد العالم صراعات اقتصادية كبيرة تُحمل المسؤولية للدول التي تتسبب بآثار بيئية مضرة تساهم في التغيرات المناخية، حيث يعتبر حرق الوقود الأحفوري (الفحم، النفط، الغاز) المصدر الرئيسي للانبعاثات الصادرة من النشاطات الاقتصادية المختلفة، وهو مصدر لحوالي 70% من انبعاثات الغازات الدفيئة على المستوى العالمي، وهو ما شكل صراعاً اقتصادياً بين الدول الصناعية الكبرى، والدول المنتجة للوقود الأحفوري وأكثر الدول المستخدمة له.
 
في الأردن تعمل وزارة البيئة على إدارة الملفات البيئية بكفاءة عالية ولكن بامكانات متواضعة، إذ يعتبر الأردن من أوائل دول المنطقة التي وضعت قوانين وأنظمة وتعليمات من شأنها التعامل مع قضايا البيئة بحذر شديد وبحرص كبير، ومنها، قانون حماية البيئة رقم 6 لسنة 2017، وقانون الرقابة على الأنشطة الاقتصادية لعام 2017، والقانون الإطاري لإدارة النفايات لسنة 2020، وغيرها من القوانين التي تعمل على تنظيم كل ما يتعلق بالممارسات البيئية محلياً.
 
هذا الأسبوع ناقشت اللجنة المالية في مجلس النواب ميزانية وزارة البيئة والدوائر التابعة لها لعام 2023، بحضور وزير البيئة الدكتور معاوية الردايدة ومدير صندوق البيئة في الوزارة المهندس عدي شومان ومدير صندوق التعويضات البيئية المهندس محمد الجازي، ليتبين لنا أن ميزانية الوزارة لهذا العام تبلغ 8.6 مليون دينار!!!، خصص منها 2.1 مليون دينار كمصاريف رأسمالية!!!، وهذه ميزانية متواضعة جداً مقارنة بالجهود والأدوار المطلوبة من وزارة البيئة، في وقت تزداد فيه مشاكل البيئة على المستوى المحلي بشكل كبير وفي كافة القطاعات الاق?صادية.
 
إن الملفات التي تديرها الوزارة فيما يتعلق بخطة الهيدروجين الأخضر بالتعاون مع وزارة الطاقة، ومشاريع إعادة تدوير النفايات الخطرة والطبية ومعالجتها، والنشاطات التي يديرها صندوق البيئة في الوزارة، ودعمها للمشاريع الصديقة للبيئة، وتنفيذها لخطة التحريج الوطني، ودعمها لمشاريع إعادة التدوير وما تخلقه من فرص عمل، وحملات التوعية التي تنفذها بالتعاون مع وزارات ومؤسسات أخرى، وغيرها من الملفات والمهمات التي تديرها الوزارة، تعتبر ذات أولوية محلياً وعالمياً.
 
وزارة البيئة تحمل وتدير ملفات مهمة وحساسة مرتبطة بالنشاطات الاقتصادية المختلفة، وترتبط بحياة المواطنين بشكل مباشر، ولها أثر كبير على التغيرات المناخية التي تحدث في الأردن وفي المنطقة، ومن الضرورة العمل على دعم ميزانية الوزارة بشكل أكبر وأقوى، لتكون قادرة فعلياً على إدارة الملفات والقضايا البيئية بكل كفاءة، فهي تتمتع بكوادر بشرية وطنية متميزة وقادرة على إدارة تلك المفات بكل جدارة، ولكن قد تقف الامكانات المادية عائقاً أمام تحقيق تطلعات وطموحات الوزارة في المساهمة الفعلية في المحافظة على البيئة وإدارة ملفاتها?بالصورة التي تأملها ويأملها المواطن.