أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    07-Sep-2020

شركات الطيران تسعى لاجتذاب الركاب مجدداً بعد انتهاء أزمة كورونا

 د ب أ: تردد الحديث كثيرا خلال الأشهر الستة الماضية حول أهمية عدم السفر ما لم يكن هناك سبب مُلِحّ لذلك. ويقول الاشخاص الذين كانوا يسافرون كثيراً قبل فترة تفشي وباء كورونا أنهم صاروا يدركون الآن أن القيام بالكثير من رحلات السفر لم يعد أمراً ضرورياً حقاً، وذلك بفضل تطبيقات إلكترونية مثل «زووم» وغيره من التطبيقات المنافسة.

ومع أنه من الضروري حقاً أن يسافر المحامون كي يكونوا حاضرين بأنفسهم أثناء المحاكمات، إلا أن السفر عبر البلاد من أجل حضور موعد محدد لمدة ساعة على سبيل المثال يعد اهداراً للوقت والمال.
ومع أن مندوبي المبيعات ربما يحتاجون للانتقال إلى موقع العميل من أجل إتمام صفقة ما، ولكن ببساطة يمكن القيام بذلك عن بعد، دون الحاجة إلى السفر بالطائرة.
ومع أن أغلب تداعيات تفشي الوباء كانت مفزعة، إلا أن التراجع الحاد في حجم رحلات الطيران لاغراض العمل بشكل خاص، كان كشفاً مثيراً.
وقد يكون ذلك مبرراً لقيام شركة «يونايتد إيرلاينز» القابضة الأمريكية مؤخراً بإلغاء الكثير من الرسوم التي يكرهها العملاء إلى حد كبير، وهي «رسوم التغيير» التي تبلغ قيمتها 200 دولار أمريكي، والتي يتم فرضها عند قيام العملاء بحجز رحلات جوية ثم تغييرها.
وسرعان ما قام عدد من شركات الطيران الاخرى، ومن بينها «دلتا إيرلاينز» و»أمريكان إيرلاينز»، باتخاذ الاجراء نفسه الذي اتخذته «يونايتد إيرلاينز»، التي تعهدت بأنها لن تعيد فرض تلك الرسوم مجدداً بعد انتهاء أزمة الفيروس.
ومن جانبه، قال إد باستيان، الرئيس التنفيذي لشركة «دلتا إيرلاينز»، في بيان «نرغب في أن يقوم عملاؤنا بالحجز والسفر بطمأنينة، علما بأننا سوف نستمر في تقييم سياساتنا للحفاظ على المستوى العالي من المرونة التي يتوقعونها «.
ولم يتطلب الأمر سوى تراجع حجم العمل في قطاع الطيران بنسبة 70 في المئة من أجل التخلص من تلك الرسوم المزعجة للغاية بالنسبة للعملاء.
وفي الحقيقة، فإن إلغاء «رسوم التغيير» لن يحدث فرقاً كبيراً بالنسبة للمسافرين بغرض العمل، كما لن يفيد باقي المسافرين. لذا فإن هناك بعض الإجراءات الأخرى المفيدة للعملاء والتي قد تقوم شركات الطيران باتخاذها من أجل إنعاش تلك الصناعة.
أولاً، تخصيص مساحة أكبر لجلوس الركاب، حيث أن أكثر ما يتسبب في إزعاج الركاب حقا هو قيامهم برحلة كاملة في ظل الدفع بالركبتين في اتجاه المقعد المقابل لهم. ويشار إلى أن المسافة بين المقاعد يتم تقليصها منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي.
ثانياً، توفير مقاعد أكثر راحة، حيث أنه كلما كان الحشو داخل المقاعد بسيطا كلما كان غير مريح، وهو أحد الأمور التي قامت بها شركات الطيران بصورة تدريجية من أجل تضخيم حجم الأرباح على حساب العملاء، حيث تقدم الشركات مقاعد مثبتة أضيق وأنحف من الطبيعي.
ثالثاً، فلنكتفِ بهذا القدر من أطباق الجبن. فهل يمكن توفير طعام حقيقي من جديد على متن الطائرات؟
رابعاً، توفير حمامات أكبر. فعندما يصل الأمر إلى درجة عدم القدرة على الاستدارة في حمام الطائرة بدون لمس الجدران، فإن الامور تكون قد تجاوزت الحد المعقول.
خامساً، عدم التقيد بشرط عدم زيادة الوزن عن 50 رطلاً (باونداً)، حيث يقوم بعض المسافرين بوضع الحقيبة على الأرض ويبدأون في سحب بعض أغراضهم منها، بحيث يكون وزن الأمتعة أقل من حد الوزن، وذلك لتجنب الاضطرار إلى دفع مبلغ إضافي قدره 100 دولار.
وفي رأي الخبراء فأن كل ما تم اقتراحه سوف يؤدي إلى حرمان شركات الطيران من بعض الإيرادات المتكررة. ومن المحتمل أن تؤدي تلك الاجراءات إلى تراجع أسعار أسهمها في البورصة (أو بالأحرى تؤدي إلى مزيد من التراجع). ولكن ماذا في ذلكً؟
وتسعى صناعة الطيران منذ عقود إلى توفيق أوضاعها، حتى وصل الأمر إلى بقاء أربع شركات طيران أمريكية كبرى فقط، حيث أن الشركات الجوية جعلت من الطيران تجربة بائسة بشكل متزايد. فقد ركزت تلك الشركات على الأرباح أكثر من التركيز على الركاب. ولكن آن الأوان لتغيير ذلك الآن.
ويشكك الخبراء بجدية في إمكانية عودة أعداد المسافرين بغرض العمل إلى ما كانت عليه في السابق قبل فترة تفشي الوباء. فلماذا يعود المسافرون الآن بعد أن رأوا الضوء في نهاية النفق؟ كما أنه من غير المرجح أن تجني صناعة الطيران الارباح التي حققتها خلال الأعوام الستة الماضية.
وفي النهاية، سيبدأ المسافرون في الطيران من جديد، ولكن لن يحدث ذلك حتى تثبت شركات الطيران أنها تهتم حقا بالعملاء، وأن إلغاء «رسوم التغيير» هو مجرد بداية.