عمان اكسشينج - 

يفضلّ بعض الخبراء بناء آمال متواضعة على مؤتمر القمة الأمريكي الكوري الشمالي ، بينما خبراء آخرون يرونه مخاطرة شديدة إن لم يخرج عنه بعض النتائج المرجوة ، وذلك لعدة أسباب ، أهمها التغييرات الأخيرة التي أجراها ترامب على أفراد طاقمه الرئيسي . فخروج وزير الخارجية المعتدل تيلرسون وقدوم بومبيو المجامل إلى أبعد الحدود للرئيس ترامب ، ثم خروج مستشار الأمن القومي العسكري الجنرال مكماستر وقدوم جون بولتون المتشدد ليحلّ محله ، قد لا يبعث على التفاؤل لأن المسؤولان الجديدان معروفان بمواقفهما المتشددة ، ما يرى البعض أنها ستصعّب تحقيق اختراقة في المؤتمر ، خاصة أن فريق ترامب سيعمل على بلورة استراتيجية عامة وتفاوضية للإجتماع خلال فترة زمنية بسيطة بمشاركة الرجلين ، مما يرفع من درجة المخاطر التي يحملها معه الرئيس ترامب للإجتماع . كذلك فإن انتقاله من مرحلة العداء الشديد لكوريا الشمالية التي هددّها " بإمطارها بالغضب والنار كما لم يسبق أن رآها أحد fire and fury like the world has never seen " ، إذا تجرأت على تهديد أمريكا ، إلى مرحلة تحقيق نتائج متواضعة سيكون صعبا عليه تقبّله . إذ يحاجج الرئيس ترامب أن سياسة " أقصى الضغط الممكن Maximum Pressure " المصحوبة بالعقوبات الإقتصادية التي اتبعها ، أعطت أ‘كلها ، وكانت السبب وراء اختيار الزعيم الكوري الشمالي للإجتماع ، على الرغم من أن الإجتماع بحدّ ذاته يحمل معنى الندية التي أرادها الزعيم الشمالي ، ما يعطيه قوة تفاوضية إضافية. كذلك يرى بعض الخبراء أن شخصية ترامب المليئة بالمفاجآت لوحدها تحمل مخاطر لاجتماع القمة ، إذ يتساءلون إن كان سينصت لفريقه ويعمل وفقا للإستراتيجية المرسومة ، أم يعتبر أنه الرئيس والمفاوض وصانع الإستراتيجية ، ناهيك عن حداثته أمام الموضوع ككل ، عامة وتفاوضية . وفي المقابل ، فإن الطرف الكوري الشمالي في تقدير الخبراء يتمتع بدهاء شديد ، أثبته الزعيم الحالي ووالده وجدّه على مدى قرابة سبعين عاما ، ما يفتح الباب لمخاطر كامنة ، خاصة أنهم يرون أن اجتماعات فريقي الطرفين التمهيدية هي التي تحددّ كلّ شيئ ، ليأتي اجتماع القمة كأمر برتوكولي يوقع فيه الزعيمان على ما سبق واتفق عليه الفريقان.

ويزيد من تعقيد الموقف الأمريكي ، عدم وجود سفير أمريكي في كوريا الجنوبية منذ بداية عهد ترامب ، واستقالة الخبيرالمختص بالشأن الكوري الشمالي في وزارة الخارجية الأمريكية منذ عهد الرئيس أوباما ،الذي استقال فجأة لأسباب خاصة ، كما أعلن.