أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    20-Jan-2020

تحليل: الفصل الثاني من «بريكست»… البحث عن اتفاق تجاري «مستحيل» بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي

 أ ف ب: قبل أقل من أسبوعين على موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكسِت»، يستعد الدبلوماسيون الأوروبيون للمرحلة الثانية من المفاوضات مع لندن حول العلاقات التجارية المستقبلية بين الجانبين.

وفي ما يلي تقييم للوضع قبل المحادثات:
سيدخل البريطانيون بعد مغادرتهم الاتحاد الأوروبي في الحادي والثلاثين من الشهر الحالي في فترة انتقالية، تمتد حتى نهاية العام الجاري، يواصلون خلالها تطبيق القوانين الأوروبية فيما يتعلق بالتجارة وغيرها. وستناقش تفاصيل العلاقة الجديدة خلال تلك الفترة.
وبمجرد خروج بريطانيا من الاتحاد، ستقدم المفوضية الأوروبية (الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي) توكيل تفاوض للدول الأعضاء يتعين أن تصادق عليه الدول الـ27 أثناء اجتماع وزاري في 25 فبراير/شباط المقبل. ويمكن حينها الانطلاق رسميا في المفاوضات.
• الاستحقاق الأول: بحلول الأول من يوليو/تموز المقبل يجب اتخاذ قرار بتمديد الفترة الانتقالية (للتفاوض أو عدم التفاوض) لعام أو عامين. لكن سبق لرئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون أن رفض أي تمديد.
وإذا أخذنا في الاعتبار الوقت اللازم للتصديق على اتفاق كهذا، فلن يكون أمام لندن وبروكسل أكثر من ثمانية أشهر في أفضل الأحوال، من آذار/مارس إلى تشرين الأول/أكتوبر، للتوصل إلى اتفاق. ويرى دبلوماسي أوروبي أن هذه «مهمة مستحيلة».
• اتفاق محدود»: بالنظر إلى القيود الزمنية، لا يمكن للاتحاد الأوروبي بلوغ هدفه الأساسي المتمثل في «اتفاق شامل» يغطي كافة نواحي العلاقة المستقبلية (تجارة البضائع والخدمات والهجرة أو حتى السياسة الخارجية).
ووفق مصدر دبلوماسي، فإن أولوية بروكسل في عام 2020 هي الوصول إلى تفاهمات حول الصيد، الأمن الداخلي والخارجي، وبشكل خاص تجارة البضائع، على أن تناقش لاحقا بقية المواضيع.
وتطمح لندن، في ما يخص التجارة، إلى الوصول لاتفاق تبادل حر بسيط.
وستطرح بروكسل قريبا رؤيتها التفصيلية حول العلاقة المستقبلية على الدول الأعضاء: إطار رسمي مع مؤسسات مشتركة؟ أم ترتيب أكثر مرونة تؤطره اتفاقات منفصلة على غرار التي تجمع الاتحاد بسويسرا؟.
وتجمع عواصم أوروبية عديدة على رفض الترتيب الأخير، وترى أن العلاقة القائمة مع سويسرا مشوَشة جدا.
وسيتولى كبير مفاوضي المفوضية الأوروبية، ميشال بارنييه، تنسيق النقاشات التي ستتم بالتناوب في لندن وبروكسل. وسيكون نظيره البريطاني ديفيد فروست.
ووفق مصدر أوروبي، يمكن فقط تنظيم ما بين 8 إلى 10 جولات تفاوض تستغرق كل منها أسبوعا، ما يعني «أربعين يوما من التفاوض الصرف».
ويبدو ذلك غير كاف على الإطلاق، إذ استغرق التفاهم على اتفاق تجاري مع كندا، وهي شريك أقل أهمية لأوروبا، أعواما.
ويقول دبلوماسي «نخصص أسبوعين أو ثلاثة لكل موضوع، ومن ثم نرى ما يمكن فعله. إن كان الجمود كبيرا في موضوع ما نمضي إلى موضوع آخر. سنجد نقاشات متقدمة حول بعض مواضيع، ونقاشات متعثرة حول مواضيع أخرى».
• قواعد اللعبة: الهاجس الأساسي لبروكسل هو ضمان ألاّ تزيل لندن الضوابط عن اقتصادها في: الميدان الاجتماعي، والبيئة، والضرائب أو مساعدات الدولة، والتجارة، لضمان قواعد لعب متكافئ.
وترغب بعض الدول الأعضاء أن يتبنى البريطانيون لوائح الاتحاد الأوروبي في هذه المجالات الأربعة، وأن يتكيّفوا تلقائيا مع التغييرات في قوانينه. ويبدو هذا المطلب ضروريا بالنظر إلى القرب الجغرافي والاقتصادي للمملكة المتحدة.
وذكّر مسؤول بريطاني بأنّ رئيس الوزراء بوريس جونسون «أشار بوضوح إلى رغبته في الوصول لاتفاق تبادل حر مماثل للاتفاق مع كندا». وأضاف «نقطة الانطلاق هي المعايير العالية جدا (…) ولا نية لدينا بتاتا لخفضها».
• «الحفاظ على الوحدة»: ويرى دبلوماسي أوروبي أنه «سيكون من الصعب الحفاظ على الوحدة الأوروبية»، إذ إن أولويات العواصم مختلفة. فدول شرق أوروبا أهمية كبرى للبضائع الصناعية، فيما ينصب اهتمام أخرى، مثل لوكسمبورغ، على الخدمات المالية. وتريد فرنسا والدنمارك وإيرلندا وبلجيكا وهولندا الاحتفاظ بمنفذ على المياه البريطانية من أجل الصيد، وهذا موضوع له رمزية عالية، وستدقق فيه الدول الأخرى القلقة من تقديم تنازلات للندن.
وسيضفي الصيد حيوية على النقاشات، إذ يبدو أن بروكسل تشترط لبدء مفاوضات تجارية التوصل إلى اتفاق في هذا المجال.
ووعد الطرفان بالاتفاق حول الصيد قبل الأول من يوليو/تموز.