أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    23-Sep-2017

شباب تونس يواجهون البطالة بمشاريع ريادة الأعمال
 القبس -
تونس ليست غريبة عن التحولات. فقد تسببت الثورة في عام 2010، التي كانت بمنزلة بداية الربيع العربي، في حدوث زلزال أيديولوجي تردد صداه عبر البلاد. منحت الثورة صوتا لجيل الشباب، ودورا ليلعبوه في مستقبلهم الاقتصادي. وعلى الرغم من أن نسبة التعليم مرتفعة بين الشباب فإن معدل البطالة يبلغ حوالي %40، وثلثهم خريجو الجامعات. الوظائف التقليدية قليلة ومتباعدة. الا أن الجانب الإيجابي الوحيد هو أنها عززت مناخا مواتيا للشركات الناشئة وحركة ريادة الأعمال المتزايدة التي يغذيها الشباب.
حاضنات الشركات الناشئة، مثل فاوندر انستيتيوت وبوست، أثرت بالفعل في الشركات الوليدة، من خلال تقديم رأس المال والتدريب اللازمين لإطلاق المشاريع الناشئة. ومن المتوقع أن تفتح حاضنة Flat6Labs الناجحة، التي قدمت الدعم لعدد من الشركات الناشئة في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، قريبا، مكتباً في تونس، لتزويد المبادرين بالتمويل الأولي والإرشاد الاستراتيجي والمكاتب وورش العمل التنموية. ومع استمرار وجود العوامل المسببة للثورة بعد ست سنوات، فإن هذا الأمر يمنح الشباب الذين يتطلعون إلى إحداث تغيير لأنفسهم في مواجهة محدودية فرص العمل، والاقتصاد غير المستقر، والتحالفات السياسية المتغيرة باستمرار، قوة وطاقة جديدة.
ويرجع هذا الارتفاع جزئيا إلى الاستثمار الأجنبي، ويرتبط كثيرا بمشروع توظيف الشباب، الذي أطلق حديثا، ويحمل اسم «مشروعي»، وهو مبادرة مشتركة بين منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو)، والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وحكومة ايطاليا، ومؤسسة اتش بي. ويهدف هذا المشروع إلى معالجة مشكلة البطالة من خلال ريادة الأعمال وتنمية المشاريع في تونس.
ويمكن أن يأتي بعد ذلك الاستثمار المسؤول، الذي يهدف إلى تحقيق منافع وأثر اجتماعي أو بيئي، إلى جانب العائد المالي، كما يتضح من مبادرة «بي ايه سي اي» العالمية التابعة للوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
أطلق برنامج سلوش غلوبال امباكت اكسيليريتور، وهو برنامج عالمي يدعم الشركات الناشئة المستدامة، مركزه الرئيسي في تونس العام الماضي، مما يتيح للمشاريع الاجتماعية المحلية فرصة الحصول على الاستثمارات التي تسعى وراء احداث منافع بيئية أو اجتماعية والارشاد الاستراتيجي. وتكون مهمتها الاجتماعية اضافة الى أدائها المالي أمرا مهما للمستثمر.
كان بلال سبوي يدرك دائما أنه يريد أن يعمل لحسابه الخاص. بعد تخرجه كفني في الأتمتة والحوسبة الصناعية في عام 2010، كان مستعدا للانطلاق من تلقاء نفسه بعد انضمامــه الى سلسلة من برامــج التدريـــب، ليستحوذ على شركة أخته لأعمـــال زيت بذور الصبــار Kairouanais Cactus
وأصبح لدى جيل الألفية في هذه الديموقراطية النامية خيارات الآن. فقبل عشر سنوات، لم تكن البنية التحتية والدعم للمبادرين ورواد الأعمال موجودين. الآن هناك أصحاب رؤوس أموال وحاضنات ومبادرات ذات أهداف محددة تقدم طرقا غير تقليدية في العمل والتوظيف، حتى ان البعض يشير الى البلاد بعد الثورة بوصفها مشروع ناشئ، في حد ذاتها.
في سن الـ 24 عاما فقط، أطلقت زينب بن بلقاسم شركتها الأولى كاربوتيك Carbotech، في وقت مبكر من عام 2017، وتوظف حاليا عشرة أشخاص في مدينة قفصة، وهي شركة متخصصة على أساس التصميم والتصنيع المبتكر لأربعة أنواع من الفحم. وتعزو زينب الفضل الى برنامج مشروعي Mashrou3i في دعمه لها خلال المراحل الأولى من تطوير الشركة. وكما تقول «انضممت الى برنامج Mashrou3i الذي تشرف عليه يونيدو لتلقي التدريب والدعم كما شاركت في الدورة التدريبية التي نظمتها اتش بي لايف في أبحاث السوق والتمويل والتسويق وتسويق المنتجات. هدفي الحقيقي هو دخول السوق الدولية».
يهدف «مشروعي» الى تأمين أكثر من 6000 فرصة عمل ولديه أكثر من 5000 من أصحاب المشاريع الطموحين في ورش عمل تطوير الأعمال، بحلول عام 2021. وقد ساعد بالفعل على تأسيس 161 شركة ناشئة، يدير %42 منها نساء.
ويساعد مشروعي الشباب مثل وهيب حفناوي البالغ من العمر 25 عاما على اطلاق مشروعه الخاص 3D امبريسا. وهو مشروع مستوحى من مشاهدة برنامج تلفزيوني حول التكنولوجيات الجديدة والطباعة ثلاثية الأبعاد، ومتخصص في تصميم وطباعة النماذج والأطراف الاصطناعية والقطع الميكانيكية والنماذج ثلاثية الأبعاد.
ويوظف حفناوي اثنين من متخصصين في علوم الكمبيوتر ومصمم غرافيك. وفازت خطة عمله في مسابقة وطنية في تونس في يناير 2017، اضافة الى الجائزة المالية التي ساعدته على أخذ قرض مصرفي لتمويل مشروعه.
بعد مشاركته في ورشة عمل اتش بي لايف التي نظمتها يونيدو لمدة أربعة أيام، قال «تركت الورشة بثقة أكبر حيال مستقبل عملي. الاعلان والتسويق لم يعودا أشياء مجردة بالنسبة لي بل أدوات ملموسة».
التجربة العالمية للشباب، كما يقول الكاتب الانكليزي كوينتين كريسب، تنطوي على معرفة «كيفية التمرد والتكيف في الوقت ذاته». وقد اضطر شباب تونس الى التعامل مع هذا الاطار المعقد والمتناقض، ربما أكثر من أي شخص يعيش في بلد أكثر استقرارا من الناحية الاقتصادية. في عام 2010، كانت هذه الروح المتمردة هي المحفز على التغيير، وهي ما سيمكن هذا الجيل من التغلب على فجوة التعليم والتوظيف. شيء واحد مؤكد وهو أن شباب تونس استعادوا السيطرة على شؤون حياتهم ومستقبلهم.