مسابقة «جائزة التميز الحكومي العربي» يسعى العديد من الوزراء العرب والوزارات العربية لتجاوزها والحصول على جائزتها ذات القيمة المعنوية الكبيرة، ذلك انها مرآة تعكس الأداء على المستوى الشخصي ممثلا بالوزير، ومن جانب اخر على مستوى الوزارة بشكل عام، اضافة الى عدد من الاقسام ضمن هذه المنافسة.

قبل يومين أعلنت ادارة مسابقة جائزة التميز الحكومي العربي عن فوز وزير الاقتصاد الرقمي والريادة الاردني احمد هناندة بها، من ضمن مجموعة كبيرة شاركت للحصول على هذه الجائزة التي أطلقتها حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة في العام 2019 بالتعاون المنظمة العربية للتنمية الإدارية/ جامعة الدول العربية لتطوير القطاع العام العربي، وليكون حصول الهناندة عليها نتاجا لعمل ممتد تم خلاله البناء على انجازات سبقت.

كوني متابعة لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المحلي وواكبت تحول اسم الوزارة وصفة عملها الى «الاقتصاد الرقمي والريادة» وما تضمنته هذه السنوات من خلافات واختلافات في وجهات النظر بين القطاع الحكومي كمشرع ومنظم، والقطاع الخاص كمستثمر، ضاعت حلول الإشكالات بين متاهات اختلافات الآراء و وتضاربها احيانا، وضاع الوقت معها، وللأمانة عند تكليف الهناندة بالوزارة كان متميزا بجمع خبراته العملية في القطاع الخاص ومواءمتها مع السياسات الحكومية، لا يتجاوز في بضعة اشهر بالتعاون مع الجميع كثيرا من المشكلات التي واجهت القطاع.

من يعرف الهناندة يرى فيه شخصا يوكل المهام لنفسه قبل أن يضعها على كتف غيره متحملا بذلك المسؤولية كاملة عن أي قرار أو توجه، معتمدا على الخبرات الممتازة التي يتمتع بها موظفو الوزارة من جانب ومدى مرونتهم في التعامل مع الاطراف ذات العلاقة باي من الموضوعات التي تخص القطاع، ليجد نقاط التوافق، ويحلحل زاوايا الاختلاف.

ابرز ما يميز ولايته للوزارة هو تمكنه من حل معضلة ترخيص الترددات التي تتيح تقديم خدمات الجيل الخامس وما احاط بها من خلافات أو إن صح القول اختلافات في وجهات النظر في امور وقضايا عالقة بين شركات الاتصالات المحلية وجهات حكومية، وكانت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات ذراعه الذي تمكن من خلاله الوصول الى نقطة اتفاق مكنت المملكة من اللحاق بركب الدول المقدمة لخدمات الجيل الخامس.

مستمع جيد لوجهات النظر ومقتنع تماما بامكانات الشباب الاردني وطاقاته، فحول اسم الريادة الى فعل من خلال دعم الوزارة وتبنيها للعديد من المبادرات ذات العلاقة، لتصبح منطلقا رسميا لمن هم احد ركائز ودعائم الاقتصاد الوطني والذراع الاكيد للتحول نحو اتمتة الاقتصاد عموما.

داخل الوزارة، هناك موظفون يمتلكون ثقة عالية بانفسهم في ظل تحميلهم المسؤولية وتكليفهم الحقيقي ووضعهم امام أنفسهم بتحدي لانجاز اعمالهم ومهامهم على اكمل وجه مع عدم قبول لمبررات اخفاق أو تقصير، لتجد انهم اكثر ثقة بانفسهم واكثر نشاطا وانتماء لعملهم.

صحيح ان الجائرة للوزير انما تعتبر انعكاسا لاداء الوزارة بكادرها كاملا، فهو جزء من كل رسم استراتيجية ضمن اطار زمني محدد مع تفعيل الكفاءات، لتصبح بذلك الادارة اهم بكثير من الوفر المالي، فهي ان كانت جيدة ومتمكنة تتحول الى مصدر ايراد لخزينة الدولة.

اما في جابنها المعنوي، فان هذه الجائزة تعتبر محفزا لكافة الوزراء والوزارات في الاردن للحصول عليها لما تتضمنه من ابجديات عمل ذات قيمة عالية على رأسها كيفية خلق فكر قيادي ايجابي يتبنى مبادئ التميز والتطوير المستمر والمتواصل ولديه القدرة على التكيف مع مختلف الظروف والمتغيرات والمستجدات الطارئة في ظل متطلبات المستقبل.

الاردن دائما وابدا يضم بين جنباته متميزين يستحقون التقدير، فهم قدوة نفخر بادائهم واعمالهم التي تفردوا بها.