القاهرة: «الشرق الأوسط»
قال رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع إن مؤشرات الملاحة بالقناة بدأت تتحسن مع عودة الهدوء إلى المنطقة، حيث سجلت إحصاءات الملاحة بالقناة خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ارتفاعاً في حمولات السفن العابرة والإيرادات المحققة بنسبة زيادة قدرها 16.3 في المائة للحمولات الصافية.
وأوضح ربيع، خلال استقباله المبعوث الإيطالي لمشروع الممر الاقتصادي الهند - الشرق الأوسط - أوروبا، فرانسيسكو تالو، أن إيرادات القناة ارتفعت بنسبة 17.5 في المائة خلال أكتوبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.
وتأثرت حركة المرور في قناة السويس نتيجة هجمات جماعة الحوثيين من اليمن على سفن الشحن في البحر الأحمر، بسبب حرب إسرائيل على غزة، ومع توقف إطلاق النار بين الجانبين خلال أكتوبر الماضي برعاية وتنسيق مصري، انخفضت تلك الهجمات بنسبة كبيرة.
وأعلنت عدد من خطوط الشحن الكبرى دراسة العودة إلى الممر الملاحي الأقصر في العالم بين أوروبا وآسيا، لكن ذلك عادة ما يأخذ دورة تصل إلى 3 أشهر.
وأكد الفريق أسامة ربيع، وفقاً لبيان صحافي السبت، أن «قناة السويس ستظل ركيزة أساسية من ركائز حركة التجارة العالمية باعتبارها الممر الملاحي الأقصر والأسرع والأكثر أماناً في الربط بين الشرق والغرب».
وأوضح أن قناة السويس نجحت في تبني مشروعات تطوير عملاقة للحفاظ على تنافسية القناة ومكانتها الرائدة في المجتمع الملاحي الدولي، وأبرزها مشروع تطوير القطاع الجنوبي الذي نجح في رفع معدلات الأمان الملاحي بنسبة 28 في المائة، وزيادة المناطق المزدوجة في القناة بما يحقق مرونةً في التعامل مع حالات الطوارئ المحتملة.
وشدد الفريق ربيع على أن قناة السويس لم تتوقف عن التطوير والتحديث والارتقاء بمستوى الخدمات الملاحية والبحرية المقدمة لعملائها، وذلك عبر استحداث خدمات ملاحية جديدة تلائم متطلبات السفن العابرة للقناة في الظروف الاعتيادية وحالات الطوارئ مثل خدمات صيانة وإصلاح السفن، والإسعاف البحري، والإنقاذ البحري، وتبديل الأطقم وغيرها.
وأضاف رئيس الهيئة أن قناة السويس قطعت شوطاً كبيراً نحو تطوير وتحديث أسطولها من الوحدات البحرية المختلفة وتوطين صناعة الوحدات البحرية، وهي الجهود التي تُوجت ببدء التصدير للخارج بتعاقد شركة قناة السويس للقوارب الحديثة على بيع قاطرتين بقوة شد 90 طن لمجموعة «نيري» الإيطالية.
من جانبه، أكد المبعوث الإيطالي لمشروع الممر الاقتصادي الهند - الشرق الأوسط - أوروبا، فرانسيسكو تالو، أن «أمن الملاحة بالبحر الأحمر وباب المندب مطلب مهم للمجتمع الملاحي الدولي، يستوجب تضافر الجهود لضمان عودة الملاحة بالمنطقة لسابق عهدها»، مشيراً إلى أنه «من المهم العودة للإبحار عبر قناة السويس باعتبارها منفذاً مهماً للتجارة الأوروبية المارة ما بين المحيط الهندي والبحر الأحمر إلى البحر المتوسط».
وأضاف أن السفن الإيطالية لم تتوقف عن العبور لقناة السويس، لافتاً في هذا الصدد إلى الرحلات المتكررة لحاملة الطائرات «CAVOUR» والسفينة التاريخية «AMERIGO VESPUCCI» عبر القناة.
وشدد على أهمية دعم مشروعات البنية التحتية على أساس سليم بتضمين التكنولوجيا الحديثة في التعامل مع التحديات الأمنية ومشكلات الأمن السيبراني.
وأبدى المبعوث الإيطالي تطلعه لتعزيز التعاون المشترك مع هيئة قناة السويس ضمن مساعي إدراج مصر ضمن الدول التي يمر بها الممر الاقتصادي الهند - الشرق الأوسط - أوروبا بما يمكن معه تحقيق التكامل الاستراتيجي بين الجانبين وخدمة المصالح المشتركة.