أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    23-May-2017

مستشارو الفوسفات وراعي الشلية*رمزي الغزوي

الدستور-قديما قالوا: (شريك الماء لا يخسر)، أي أن التجارة التي أساسها الماء كيف لها أن تخسر. لكن مع شحة هذا الأعز مفقود والأذل موجود سنقول بالموازاة: (كيف لشريك التراب أن يخسر)؟. كيف لشركة عريقة تغرف من رمال الصحراء في معان والحسا تبيعه أن تتراكم خسائرها. ربما كان على شركة الفوسفات أن تكون الإوزة التي تبيض ذهباً لاقتصادنا القومي. ولكنها مع كل وجع، لا تبيض إلا الحسرات والخيبات.
 
بعدما جاء على لسان الشركة قبل يومين أن المستشارين المعينين لديها يكلفون الشركة مبالغ طائلة تتجاوز 400 ألف دينار سنوياً وأنهم بدون عمل أو تقديم أية خدمات، يسعدني أن أستعيد معكم هذه الحكاية الصحراوية.
 
يفاجأ راعي الغنم الذي كان منتشياً في الرندحة على شبابته بأمان الله، بسيارة آخر موديل تقف قريباً من شليته (الشلية قطيع من الأغنام)، ويترجل منها شاب مهندم، كل شيء على جسمه من ماركة (فيرساتشي) و(ايف سان لوران) و(غوتش) ويقول للراعي: هاي، فيرد له الراعي هايه هاين، ثم يقول الشاب بجدية كبيرة: إذا قلت لك كم عدد هذه البهائم التي ترعاها، فهل تعطيني خروفاً منها؟.
 
الراعي الذي استغرب هذا الموقف، قال: أبشر، يا راعي الخير، إذا عرفت العدد لك هذا. فأخرج الشاب كمبيوتراً صغيراً، وأوصله بهاتفه النقال، ثم دخل على الإنترنت، وانتقل إلى موقع وكالة الفضاء الأمريكية، حيث حصل على خدمة تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية (جي.بي.إس)، ثم فتح بنك المعلومات، وخلال دقائق كان قد حصل على تقرير مفصل، ثم التفت نحو الراعي وقال له: لديك 1647 رأساً من البهائم، وكان ذلك صحيحاً، فقال له الراعي: تفضل باختيار الخاروف الذي يعجبك.
 
حام الشاب بين القطيع، ثم حشر الحيوان الذي وقع عليه اختياره في صندوق السيارة، عندئذ قال له الراعي: يا راعي الخير، لو استطعت أن أعرف طبيعة ونوع عملك، فهل تعيد إلي ما أخذت؟!. 
 
     وافق الشاب مستغرباً، فقال له الراعي: أنت مستشار (مدرون)، فدهش، وقال: هذا صحيح، ولكن كيف عرفت؟!، فقال له الراعي: هاي بسيطة يا عمي، فقد أتيت إلى هنا، دون أن يطلب منك أحد ذلك، ثم سعيت لنيل مكافأة بإجابتك على سؤال لم أطرحه عليك، بل وكنتُ أعرف إجابته سلفاً، بينما لم تكن أنت تعرف الإجابة، بل، ولا تعرف شيئاً عن عملي أبداً.
 
على كل حال، أرجو أن تخرج كلبي من صندوق سيارتك، فإنه ليس خاروفاً. أريد كلبي.وسلامة خيالكم.