أكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، م. مثنى الغرايبة، أمس، أن الحكومة، ومن خلال وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، سوف تقوم خلال السنتين المقبلتين بتحويل وتطوير 80 محطة معرفة منتشرة في جميع أنحاء المملكة لتكون بمثابة حاضنات أعمال تتيح للشباب البدء بتطوير مشاريعهم الخاصة الريادية من محافظاتهم.

وقال الوزير "هذه الخطوة تأتي في إطار خطة أولويات الحكومة التي أعلن عنها رئيس الوزراء د.عمر الرزاز قبل أيام، وضمن المحور الخاص بدولة الإنتاج لتشجيع ودعم نمو ريادة الأعمال في المملكة، للمساهمة في تحويل الأعمال والأفكار إلى مشاريع إنتاجية تستطيع المساهمة في الاقتصاد وفي التوظيف".

وتجاوزت نسبة البطالة في الأردن، خلال الربع الثاني من العام الحالي، 18 %، وفقا لأرقام دائرة الإحصاءات العامة.

وأوضح الوزير أن خطة العمل ضمن هذا المحور تشمل عمل الوزارة خلال العامين المقبلين لتحديث وتحويل 80 محطة معرفة، من بين 196 محطة معرفة منتشرة في جميع أنحاء المملكة، إلى مساحات مشتركة وحاضنات أعمال تحفز الشباب على بدء مشاريعهم الخاصة من محافظاتهم (تحديث 40 محطة معرفة في كل سنة). 

وقال الوزير "هذه العملية ستجريها الوزارة بالشراكة مع القطاع الخاص؛ حيث يمكن أن يزيد عدد المحطات التي سيجري تحديثها على 80 محطة معرفة، في الوقت الذي بدأت فيه الوزارة بالعمل على فتح هذه المحطات في المملكة أمام شركات القطاع الخاص لتشغيل وتوظيف الشباب من محافظاتهم".

وأكد أن الخطة والرؤية لمشروع محطات المعرفة تتركزان في تحويلها بشكل عام إلى محطات حديثة تعمل في اتجاهين؛ تشغيل وتوظيف الشباب من محافظاتهم بدون الحاجة لزيارة أو العمل في العاصمة، والاتجاه الثاني المتمثل في إتاحة هذه المحطات لتكون حاضنات أعمال ومساحة يؤسس فيها الشباب ويطورون مشاريعهم الريادية الخاصة بعيدا عن الوظيفة التقليدية. 

‫وبين أن هذه المبادرة تهدف لجعل الفرص متساوية أمام الشباب للتوظيف في المحافظات، مقارنة بالعاصمة التي تعد فيها الفرص أقوى في العادة.

وأكد الوزير أن خطة أولويات الحكومة تضمنت أيضا توفير ألف فرصة عمل في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من خلال تدريب ورفع كفاءة وتشغيل الشباب لدى الشركات عبر محطات المعرفة التي ستكون بمثابة مكاتب لعمل هؤلاء الشباب.

وأوضح الغرايبة أن هذه المبادرة تفيد جميع الجهات من خلال إتاحة الفرصة للشركات للاستفادة من محطات المعرفة بأجهزتها ومكاتبها لتشغيل الشباب، ما يوفر عليها كلفا ومصاريف ذات علاقة بتشغيل الموظفين، كما توفر على الشباب تكاليف وجهد الرحيل والتنقل إلى العاصمة عمان إذا ما كانوا موظفين في هذه الشركات، لافتا إلى أن التكنولوجيا والإنترنت اليوم يسمحان بالعمل والتواصل عن بعد بين الموظف الشاب والشركة التي تعمل في عمان.

وأكد أن طبيعة عمل الشركات العاملة في قطاعي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تقوم على الإنترنت وتطوير البرمجيات، وهي الأعمال التي لا تلزم الفرد أو العامل في القطاع التواجد في مكان محدد، في إشارة من الوزير إلى أن الشباب يمكنهم العمل في هذه الشركات من محافظاتهم.

ويستقبل سوق العمل في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات سنويا نحو 5 آلاف خريج من تخصصات مختلفة في القطاع، فيما يقدر عدد شركات القطاع بأكثر من 200 شركة.

وقد تم إطلاق مبادرة مراكز تكنولوجيا المعلومات وخدمة المجتمع (والتي سميت فيما بعد مبادرة محطات المعرفة الأردنية) في العام 2001، وتأتي هذه المبادرة كخطوة عملية في طريق اعتماد تطبيقات تكنولوجيا المعلومات في المجتمعات المحلية تمهيداً لتفعيل استخدامات الحكومة الإلكترونية في خدمة المواطنين في أماكن تواجدهم ولتدريب وتأهيل المواطنين والشباب في مضمار تكنولوجيا المعلومات.