تراجعت الطلبات الأسبوعية الجديدة للحصول على إعانات البطالة في الولايات المتحدة، لكن مؤشرات سوق العمل واصلت إظهار ضعف في وتيرة التوظيف.

 

وقالت وزارة العمل، يوم الخميس، إن الطلبات الأولية للحصول على إعانات البطالة الحكومية انخفضت بمقدار 14 ألفاً إلى 218 ألف طلب، مُعدّلة موسمياً، خلال الأسبوع المنتهي في 20 سبتمبر (أيلول) الحالي، في حين توقّع محللون، استطلعت «رويترز» آراءهم، أن تبلغ 235 ألفاً.

 

ورغم أن الشركات ما زالت حريصة على الاحتفاظ بموظفيها، لكنها تتردد في التوسع بالتوظيف، وسط حالة عدم اليقين الناجمة عن السياسات التجارية الحمائية التي رفعت متوسط الرسوم الجمركية في البلاد إلى أعلى مستوى له منذ قرن.

 

هذا التباطؤ في الطلب على العمالة أضعفَ متانة سوق العمل، ما دفع «الاحتياطي الفيدرالي» إلى استئناف خفض أسعار الفائدة، الأسبوع الماضي. كما أسهمت القيود المشددة على الهجرة في تقليص المعروض من العمالة، ما كبَح نمو الوظائف. فقد بلغ متوسط المكاسب في الوظائف غير الزراعية 29 ألف وظيفة شهرياً فقط، خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في أغسطس (آب) الماضي، مقارنة بـ82 ألفاً في الفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما يُشكل تحدياً إضافياً أمام صانعي السياسة النقدية الذين يراقبون التضخم من كثب.

 

وقال رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول، الثلاثاء: «مخاطر التضخم على المدى القريب تميل إلى الارتفاع، بينما مخاطر التوظيف تميل إلى الانخفاض، وهو وضع صعب».

 

كان البنك المركزي قد خفّض سعر الفائدة القياسي لليلة واحدة، الأسبوع الماضي، بمقدار 25 نقطة أساس، ليصل إلى نطاق 4-4.25 في المائة. وكان «الفيدرالي» قد أوقف دورة التيسير النقدي، في يناير (كانون الثاني) الماضي، بسبب الضبابية المحيطة بالتأثير التضخمي للرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الواردات.

 

وأظهر تقرير المطالبات أن عدد المستفيدين من إعانات البطالة، بعد الأسبوع الأول - وهو مؤشر على أوضاع التوظيف - انخفض بمقدار ألفين ليصل إلى 1.926 مليون شخص مُعدّل موسمياً، في الأسبوع المنتهي 13 سبتمبر. لكن استمرار ارتفاع هذه المطالبات يعكس ازدياد أعداد العاطلين عن العمل لفترات طويلة، إذ ارتفع متوسط مدة البطالة إلى 24.5 أسبوع خلال أغسطس، وهو الأطول منذ أبريل (نيسان) 2022، مقارنة بـ24.1 أسبوع في يوليو (تموز).

 

تزامنت هذه البيانات مع فترة المسح الحكومي لمعدل البطالة لشهر سبتمبر، بعدما ارتفع معدل البطالة في أغسطس إلى 4.3 في المائة، مقترباً من أعلى مستوى له منذ أربع سنوات.