أكدت مجموعة «شيماو غروب» الصينية للتطوير العقاري في إعلان للبورصة يوم الاثنين أن مقرضها، بنك التعمير الصيني المملوك للدولة (آسيا)، قدم التماساً للتصفية أمام محكمة في هونغ كونغ.

 

وقالت المجموعة في البيان إن القضية تتعلق بقرض غير مدفوع يبلغ إجماليه حوالي 1.6 مليار دولار هونغ كونغ (حوالي 200 مليون دولار أميركي). وأوضحت المجموعة أنها «ستعارض الالتماس بقوة» من أجل حماية مصالح المساهمين.

 

وكانت شركة «كانتري غاردن» للتطوير العقاري قد أكدت في شهر فبراير (شباط) الماضي أن مقرضها «إيفر كريدت ليمتد» قدم التماساً للتصفية. وجاءت شركة «كانتري غاردن» تالية في أعقاب شركة «تشاينا إيفرغراند»، شركة التطوير العقاري الأكثر مديونية في العالم، والتي أمرت محكمة في هونغ كونغ بتصفيتها في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي.

 

وتلقي الأزمة في هذا القطاع، الذي يسهم بنحو خمس الناتج الاقتصادي السنوي للصين، بثقلها على ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وقد حاولت الحكومة في بكين بالفعل مواجهة هذا الأمر من خلال تخفيف قيود الإقراض، ووضع قائمة بمشاريع البناء التي يجب على البنوك الاستثمار فيها.

 

لكن على الجانب الإيجابي، أظهرت بيانات اقتصادية نشرت الاثنين ارتفاع إنفاق الصينيين على السياحة والسفر خلال موسم عطلة رأس السنة الصينية الأخير إلى أعلى من مستويات 2019، لأول مرة منذ بدء جائحة «فيروس كورونا» بالصين أواخر 2019، وهو ما يضيف مؤشراً جديداً على تعافي الاستهلاك في ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم.

 

وقالت وزارة الثقافة والسياحة الصينية في بيان إن إنفاق السائحين الصينيين على السفر داخل البلاد خلال عطلة رأس السنة القمرية بلغ حوالي 54 مليار يوان (7.5 مليار دولار) على 119 مليون رحلة سياحية دخل البلاد، بما يعادل نحو 453 يوان على الرحلة الواحدة بزيادة نسبتها 1.1 في المائة عن إنفاقهم في 2019.

 

ونقلت «وكالة بلومبرغ» للأنباء عن محللي بنكي «غولدمان ساكس غروب» و«سيتي غروب» الأميركيين القول إن الإنفاق على الرحلة السياحية الواحدة في الصين ارتفع لأول مرة إلى أعلى من مستويات ما قبل الجائحة.

 

وتضاف بيانات الإنفاق السياحي الصادرة يوم الاثنين إلى المؤشرات على أن تعافي الإنفاق الاستهلاكي يمكن أن يمنح اقتصاد الصين دعماً إضافياً بعد ثلاث سنوات من القيود الصارمة على الحركة في الصين للسيطرة على فيروس «كورونا» المستجد. وقبل العطلة الأخيرة أظهرت بيانات رسمية نمو نشاط قطاع التصنيع خلال مارس (آذار) الماضي بما يفوق توقعات المحللين، مما عزز التفاؤل بقدرة الصين على تحقيق معدل النمو الاقتصادي المستهدف للعام الحالي، ويبلغ 3 في المائة من إجمالي الناتج المحلي.

 

وقال محللون في شركة «تشاينا غريت وول سيكيورتيز» للوساطة المالية، وبينهم جيانغ فيي، في تقرير الاثنين، إن هذا يشير إلى وصول الإنفاق الاستهلاكي للسائحين إلى أعلى مستوياته، «ونحن نتوقع ارتفاع حصة الخدمات على اعتبار أنه جزء من الإنفاق الاستهلاكي بنسبة أكبر خلال العام الحالي، ليقود تعافي الإنفاق الاستهلاكي بدرجة ما».