أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    20-May-2019

جائزة عالمية للقرارات الحمقاء* د.باسم الطويسي

 الغد-لم تتوقف القرارات الحمقاء في السياسة وفي الاقتصاد وفي السياسات الدولية عن إنتاج الخسارات الكبرى ، والتي دفعت ثمنها البشرية وخسرت الكثير من الشعوب مقدرات أجيالها ، وعلى قدر ما تحققه صناعة السياسات من تقدم وعلى قدر ما يحاول السياسيون ترشيد قراراتهم وإنضاجها ، إلا أن العالم ما زال يرضخ لقرارات حمقاء تصدم العالم كل يوم ، حتى تبدو الحماقة في السياسة والاقتصاد والثقافة أكثر خطورة من اللصوصية والإجرام ، حسب ما يخبرنا به التاريخ .

القرارات الحمقاء تحتاج بعض الوقت كي ترى الشعوب عواقبها ، وربما يندم أصحابها قبل شعوبهم ؛ في الأدب السياسي العالمي ما تزال رائعة الأديب الانجليزي ” شكسبير ” في مسرحية الملك لير درسا وعبرة ؛ يتذكرها الناس حينما يستذكرون الثمن الباهظ للقرارات الحمقاء؛ كان ذلك لما قرر الملك لير تقسيم مملكته وإرثه بين ابنتيه الكبرى والوسطى وحرم ابنته الصغرى لمجرد أنها كانت صادقة معه ولم تضلله ، وكانت النتيجة أن ضاع ملكه وهلك ، كانت تلك حكاية رمزية للقرارات الحمقاء في التاريخ ، وفي التراث العربي – الاسلامي عشرات الأمثلة على القرارات الحمقاء التي أضاعت ملك بني أمية ، وأخرى أبطأت التقدم في الشرق قرون طويلة ، تصوروا لو لم يقف العثمانيون في وجه إدخال المطبعة إلى المشرق العربي وتصوروا لو لم يتخذ صدام حسين قراره بغزو الكويت وقس على ذلك مئات القرارات الحمقاء التي أورثت الشعوب والعالم المزيد من الكوارث . 
في العالم اليوم ، العديد من الجوائز للحماقة التي تقدم لأسوأ الأعمال الفنية في السينما والفنون الأخرى ، وأيضا جوائز أخرى للحماقة في العلوم والأبحاث والاختراعات التي لا تفيد أحدا والتي تذكرنا بقصة الخليفة العباسي الذي دخل عليه رجل لديه مهارة لا مثيل لها ؛ ان يرمي الابرة في سجاد قصر الخليفة وتبقى واقفة ، ويرمي أخرى لتأتي بعين الابرة الاولى ويبقى على هذا الحال حتى يتجاوز طول الابر الواقفة قامة الرجل؛ فما كان من الخليفة الا أن منحه بعض المال جزاء مهارته وأمر الجلاد بجلده لأنه أضاع وقت الناس بدون فائدة .
للتذكير وإثارة الخيال أبرز هذه الجوائز هي جائزة إيغ نوبل أو جائزة نوبل للجهلاء أو جائزة نوبل للحماقة العلمية وتمنح كل عام في احتفال مهيب في جامعة هارفارد تسوده أجواء مضحكة و كوميدية للأبحاث العلمية عديمة جدوى او سخيفة او غير محتملة ، على سبيل المثال منحت الجائزة في مجال الارصاد الجوية لبحث يدعو لاعتماد صوت الدجاج كمقياس لسرعة الإعصار أما في ميدان الكيمياء، فقد فاز بحث درس مدى فعالية اللعاب البشري في تنظيف الأسطح القذرة وكان للعرب نصيبهم في هذه الجائزة حيث منح باحث مصري في عام 2016 جائزة الحماقة العلمية على الوقت الذي قضاه في محاولة لاثبات تأثير ارتداء الفئران ملابس من البولستير على حياتها الجنسية ، المهم ان قيمة الجائزة تصل الى 100 ترليون دولار زيمبا بوي اي ما يعادل 54 دولارا اميركيا ! وهناك ايضا الجائزة الاخرى الشهيرة في عالم السينما ( جائزة التوتة الذهبية ) التي اطلقت في العام 1981 وهي جائزة سنوية نقيض الأوسكار وتعطى لأسوأ فيلم وأسوأ ممثلين . 
كل ذلك يستدعي وجود جائزة عالمية للحماقة السياسية وبمكانة مرموقة ويحتفي بها العالم مثل الجوائز السابقة تشمل في تصنيفاتها أكثر القرارات السياسية والاقتصادية والثقافية حماقة وأكثر الممارسات جهلا ورداءة ، ترى كم سيكون نصيبنا في العالم العربي من هذه الجوائز .