أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    07-May-2018

اليابان نموذج للقوة الاقتصادية العظمى *د.جورج طريف

 الراي-بمناسبة الزيارة التي قام بها شينزو آبي رئيس الوزراء الياباني والوفد المرافق له للأردن ولقائه جلالة الملك عبد الله الثاني وعددا من كبار المسؤولين الاردنيين وجدت من المناسب ان أتحدث قليلا عن هذه الدولة الكبيرة بدورها الاقتصادي القيادي في العالم الصغيرة في مساحتها باعتبارها نموذجا يمكن الاقتداء به.

 
تُعتبر اليابان من الدول والإمبراطوريات العظمى في العالم ، وكلمة اليابان تعني: مصدر الشمس، تقع في شرق قارّة آسيا بين بحر اليابان، والمحيط الهادي غرباً، وشبه الجزيرة الكورية من الشرق. اليابان هي عبارة عن أرخبيل من الجزر؛ حيث تتألّف من (3000) جزيرة تقريباً، وأكبر جزرها هي: جزيرة شيكوكو، وجزيرة كيوشو، وجزيرة هوكايدو، وجزيرة هونشو،يبلغ عدد سكانها قرابة (128) مليون نسمة، وتبلغ مساحتها قرابة (378) الف كيلومتر مربع.
 
على الرّغم من صغر مساحة اليابان وقلّة الإمكانات الطبيعية فيها، إلا أنّها استطاعت أن تكون قوّةً اقتصاديةً وتجارية كبرى على مستوى العالم حتى انها تعدّ رابع أكبر القوى التجارية العالمية من حيث الصادرات والواردات.
 
تساهم التجارة اليابانية في الناتج المحلي الداخلي بنسبة (68.15%) وتهيمن المواد المصنّعة على بنية التجارة فيها خاصّةً الصناعات التجهيزية بنسبة (8.5%)، والصناعات الثقيلة بنسبة (88%)، وتعتمد في وارداتها على المعادن والطاقة والمواد الغذائية والفلاحية، لذلك يكون الميزان التجاري فائضاً في مصلحتها.
 
التبادل التجاري بينها وبين أغلب مناطق العالم خاصّةً مناطق الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأميركية، وكوريا، والصين، وتعتبر مناطق الخليج المزوّد الأساسي لها بخصوص الطاقة (البترول)،وتعدّ اليابان من أولى الدول المتقدمة القليلة التي وارداتها أقل من صادراتها، ويعود السبب إلى أنّ قيمة المواد الأولية الأساسية قليلة.
 
اليابان تتمتع بموقع استراتيجي من خلال موقعها على بحر اليابان والمحيط الهادي، وقربها من عمالقة الاقتصاد في قارة آسيا متمثلّة في: كوريا، والصين، وتايوان، كما أنّ اليابان تمتلك أكبر الموانئ على مستوى العالم مثل: ميناء كوبي، وميناء يوكوهاما. ويتجلى دور الدولّةاليابانية في دور وزارة الصناعة، وتشجيع الحكومة للاستثمار الأجنبي مثل الاستثمار الأميركي، بالإضافة إلى تشجيع الحكومة للسلم الاجتماعي ما بين أصحاب العمل والعمال، وعضويّة اليابان ضمن أكثر الدول التصنيعيّة العالمة. أما عن دور القطاع الخاص فتقوم الشركات المشهورة باسم «سوكوسوشا» بدور مهم وإيجابي بالتجارة اليابانية الخارجية، والتي تعمل على ترويج الصناعات والتجارة اليابانية على مستوى العالم من خلال البحث عن الأسواق الجيّدة لمنتوجاتها، وتقوم بتنظيم تزويد الدولة بالمنتجات، بالإضافة إلى قيامها بتمويل المشاريع والصناعات الصغيرة، ومن وجهة نظر أخرى نجد أنّ الشركات اليابانية تستطيع التكيّف مع حاجات السوق الدولي والعالمي خصوصاً الصناعات عالية التكنولوجيا.
 
ابرز المشاكل والتحديات التي تواجه التجارة اليابانية وجود تنافس قوي من قبل أقوى اقتصادين عالميين، المتمثّلين في الاقتصاد الأوروبي والأميركي للتجارة اليابانية، بالإضافة لظهور قوى اقتصادية مثل: الصين وكوريا وتأثير الأزمات على الاقتصاد مثل أزمة البورصات والحروب وغيرها ومع ذلك تمثل اليابان نموذجا للقوى الاقتصادية العظمى في العالم.