أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    03-Jun-2020

في أزمة “كورونا” كفة التسويق الإلكتروني ترجح وتنتعش

 

ديمة محبوبة
 
عمان -الغد-  هجوم “كورونا” المستجد على العالم أجمع، وتصنيفه من قبل منظمة الصحة العالمية بأنه جائحة، وعليه تطلب تصدي الدول كافة لهذه الأزمة الصحية الكبيرة، جعل الحكومات تفرض إجراءات احترازية ووقائية تحت بند “القاسية” لمواجهة الفيروس والحد من انتشاره بالتباعد الجسدي وفرض الحجر الصحي والمنزلي، وأيضا الحظر الشامل.
ومع حاجة الأفراد للشراء سواء المواد الغذائية، أو المستلزات الخاصة، أو الملابس والإكسسوارات، ارتأى العديد منهم بأن اللجوء للتسوق الإلكتروني هو الحل الأمثل، خصوصا مع وجود التطبيقات المتخصصة بكل صنف، كذلك الأمر فيما يخص تقديم الخدمات المنزلية والصيانة.
وفي المقابل، اتجه الباعة بشكل أكبر في هذه الجائحة للترويج لمنتجاتهم عبر التسويق الإلكتروني، ولاحظوا إقبالا أشد من الأيام السابقة، لتكون فرصة لازدهار تجارتهم مع أهمية اتباع تعليمات السلامة العامة، وأخذ جوانب الحيطة والحذر في التطهير والتعقيم أثناء عمليتي تغليف وتوصيل المنتج.
ومنهم سامر السلوادي الذي يعمل في التسويق عبر صفحة خاصة له على تطبيق “انستغرام”، يعرض من خلالها مختلف أنواع الاكسسوارات، كالأساور والعقود للرجال.
ويؤكد السلوادي أنه وخلال العطلة التي فرضت من قبل الحكومة، قام بتطوير تصميم صفحته؛ إذ يحرص على تصوير المشغولات اليدوية التي تصنعها شقيقته بشكل أنيق ومبتكر، وهو المسؤول عن عملية التسويق، على أن يكون المردود المادي مناصفة بينهما، مؤكدا أن هذه الصفحة لاقت رواجا كبيرا خلال فترة الحظر والحجر.
ويضيف “الكثير من الناس اعتادوا على الجلوس في المنزل، ووصول كل شيء لهم، وخصوصا عندما تكون بضاعة يمكن الاعتماد عليها، والقصد أن جودتها واضحة ومشابهة للمنتج المعروض، ما يجعل الحياة أسهل أمام الكثير من الزبائن، وأقل عرضة للإصابة بالفيروس مع قلة الاختلاط في الأسواق”.
وتبين مرام التي تعمل بالتسويق الالكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات البيع الإلكتروني منذ مدة طويلة، أنها تخرجت من تخصص إدارة الأعمال ولم يحالفها الحظ في إيجاد وظيفة حتى الآن، وعليه أقدمت على إنشاء منصة وصفحة لبيع منتجات قديمة ومستهلكة، لكن معاد تدويرها؛ إذ سخرت موهبتها وشغفها في تدوير الأشياء القديمة لمنتجات جديدة وخصوصا الملابس.
وتؤكد أنه وفي هذه الأيام تشهد تجارتها نموا ملحوظا، بحسب وصفها، خصوصا أن الزبائن كانوا يخشون الشراء عبر الإنترنت، خوفا من ارتفاع السعر أو عدم تطابق المادة المعروضة عبر الانترنت مع التي يتم تسليمها على أرض الواقع، إلا أن إغلاق المحال لفترات طويلة وساعات الحجر المنزلي، ورغبة العديد بالتبضع في بيئة آمنة بعيدا عن التجمعات عزز الرغبة بتجربة هذه الخدمة.
ورغم بعض الصعوبات التي واجهت مرام لصعوبات التوصيل في البداية، واقتصارها على أيام وساعات محددة، إلا أن حب الناس للراحة، وإيصال ما يتم طلبه للبيت بلا عناء، جعل الفكرة أكثر رواجا وتقبلا، خصوصا أن الحكومة ما تزال تحذر من التجمعات.
ويعمل علاء مع زوجته على تسويق بعض المطرزات التي تقوم بحياكتها هي ووالدته، عبر منصات التواصل الاجتماعي. ويبين أنه يستعين بإضاءات كثيرة من الممكن أن تظهر جمال القطعة، ويقوم بتصويرها وبثها على مواقع التواصل الاجتماعي، ويعمل على شرح نوع التطريز المستخدم، ومن أي بلد، فهناك أثواب خاصة بأهل يافا وأخرى لغزة، وكذلك تطريزات تتبع لمدينة رام الله.
ويؤكد علاء أن من يتواصل معه، يستفسر عن السعر، ثم يتم الاتفاق مع الزبون عبر الرسائل على المواقع، ما يجعل التواصل أسهل للكثير من الزبائن الذين يبحثون عن الراحة في كل السبل.
في حين أن علا اتجهت لإنشاء صفحة مخصصة لبيع ملابس الأطفال، وذلك لاقتناعها وتجربتها الشخصية بأن حاجيات الأطفال دائما ومهما كانت ظروف الأهل “أساسيات” ويضطرون لشرائها، فهي سلع تباع سريعا، لأن الطفل يكبر بشكل سريع، ولأنه يحتاج بشكل مستمر للملابس صيفا وشتاء، ما جعل الفكرة في مكانها فعلا خلال فترة الحجر، خصوصا بالانتقال من فصل الشتاء للربيع، وجاءت موجة حارة قوية دفعت الغالبية للتسوق الالكتروني لشراء ملابس الصيف.
وعن تجربتها في التسوق الالكتروني خلال الحجر الصحي في زمن “كورونا” المستجد، تقول عبير “كان هو الشيء الوحيد المخفف والمرفه عن نفسيتي خلال الحجر، رغم أن وصول القطعة يأخذ وقتا في التوصيل للانضباط بساعات محددة”.
وتبين أنه رغم انتشار هذا النوع من التسوق من قبل، إلا أنها لم تكن تخاطر وتشتري من دون رؤية القطعة أمامها بالحقيقة، وأحيانا قياسها، أما اليوم، فحتى لو ذهبت للمحل التجاري فلا يمكنها تجربة قياس القطعة، وأنها تخشى الاختلاط بالآخرين في ظل وجود الفيروس، وعدم توفر اللقاح.
ويؤكد الخبير الاجتماعي الاقتصادي حسام عايش، أن كفة التسوق الالكتروني، وفي ظل جائحة فيروس “كورونا” المستجد ترجح وتفوز، بالنسبة للوسائل الأخرى، وذلك لخوف الناس من التعرض للإصابة جراء الاختلاط، واعتياد الناس على المكوث في المنزل والابتعاد عن الأزمات، وحركة السير، ما يعني “شاهد وتفحص واختر واطلب واستمتع عبر الانترنت فقط”.
ويشير إلى أن تجربة التسوق هذه ممتعة، إلا أنها تحمل مخاطر كبيرة تتعلق بجودة المادة، إلا أنها تبقى خدمة لا غنى عنها بالوقت الحالي، مع تطبيق حظر التجوال والحجر المنزلي. ويعتبر عايش التسوق الإلكتروني في هذا الوقت وسيلة آمنة وصحية تساعد على التباعد الاجتماعي مع تأمين توصيل سريع ومضمون للمنتجات والخدمات، إضافة إلى تكاليفه المنخفضة.
ويؤكد أن أزمة “كورونا” ستترك تغييرا على الثقافة الاستهلاكية للأفراد، وكذلك السلوك التسويقي للشركات.