أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    09-Feb-2020

الباص السريع.. ومؤشرات وطنية خلاقة*محمد عبدالجبار الزبن

 الراي

نال مشروع الباص السريع من وجدان الأردنيين واهتماماتهم الشيء الكثير من قبل البدء ومن بعد، وهو اليوم يأخذ من أوقاتهم وجهودهم الأكثر. فقد مرت سنوات طوال وهم يسمعون عنه حتى اشتاقوا لرؤيته. وها هم اليوم يعيشون مع مشروع وطنيّ، على أمل أن تتحقق من خلاله آمال يرغبونها وتنتهي آلام يتكبدونها.
 
ولعلها كلمة حق نقولها اليوم: إن القائمين على هذا المشروع الوطني يبذلون قصارى جهدهم مما يشكرون عليه من ناحية وآملين أن تتكلل جهودهم بالإخلاص والنجاح ليسطر المجد والتاريخ أسماءهم.
 
ومع ما نطمح إليه من سرعة في الإنجاز، ودقة الإتقان وتحقيق الانتماء الوطني من خلال التنفيذ الميداني، والجودة العالية، والنزاهة المرجوة، مع ذلك كله نجد أنفسنا في محطة الانتظار بشغف لرؤية هذا العمل يوم اكتماله.. والله خير معين.
 
ومع وقفات مع هذا المشروع الذي نعايش خطواته وأزماته، ذهابا وإيابا، ووقفاتنا ذات إشارات توحي بضرورة الإفادة من هذا التطور على جميع الأصعدة، ومن تلك الإشارات التي أظننا لن يغفل الأردنيون عن مثلها:
 
أولا: أن نضع ثقتنا بالآخرين وأن نحسن الظن بالقائمين على القرارات فهم بشر يعتريهم ما يعترينا، فقد كنا نظن أن المشروع هو عبارة عن شارع، وإذ به يغير معالم الطرق والشوارع وتحمل طياته الكثير من مسارات المواصلات بين أكبر مدينتين في المملكة مما سيعزز الحركة المرورية.
 
ثانيا: الإبداع: فالمشروع أخذ بعين الاعتبار أدق التفصيلات والحيثيات المستقبلية ويظهر الإبداع في هندسة الطرق والتي ستجد الحلول الجذرية لكثير من أزمات الطريق التي كنا نعانيها ردحا من الزمن.
 
ثالثا: لا يضيق الطريق بالمودة والرفق: ولعل هذا الأمر هو أكبر دافع لي لكتابة هذه المقالة، فإنني وجدت أن الطريق الذي كان يتسع لأربعة مسارب وكتف للشارع ومسرب ترابي خارج الشارع كان ذلك يضيق بالسيارات للمزاحمة غير المنطقية والتي ينبغي أن نتخلص منها، فاليوم الشارع نفسه ثلاثة مسارب ويكفينا وهو أيسر مما كان، وفي ذلك مدعاة إلى أن تتشكل لدينا ترتيبات تتلاءم وعاداتنا الحميدة فننقلها إلى الشارع حيث قيادة السيارة كما ينبغي وكالذي نسمعه عن دول لا نقل عنها قدرا ولا مقدارا، فلنخلق لأنفسنا انطباعا نتمناه لأبنائنا من بعدنا ?يعرفه العالم عنا.
 
رابعا: نأمل من القائمين على المشروع عدم التأخر الإعلامي والتوعوي عن القيمة التشغيلية للمشروع من الناحية الاجتماعية والجدوى الاقتصادية والفوائد العامة من وجود مشروع وطني يفتح آفاقا أوسع للتطور نتطلع إليه جميعا.
 
والسؤال: هل يمكن أن يكون هذا المشروع خطوة على درب النجاحات لكثير من مشاريعنا الوطنية المنتظرة؟.
 
كلنا أمل أن تتجدد الأنفاس لكثير من المشاريع، وأن نتفاعل معاً بإيجابية نحو تطبيقات الجودة في مقومات حياتنا بالعموم، والتي يكون الفأل مادتها الأساسية، والمحبة للحياة المفعمة بالتقدم والازدهار.