تخلت أسعار النفط عن بعض مكاسبها المبكرة أمس، في وقت حذر محللون من تصحيح نزولي، لكن سوق الخام ما زالت تحظى بدعم كبير بفضل شح الإمدادات وقوة الطلب العالمي.

 

وأدت العوامل الرئيسة إلى زيادة أسعار العقود الآجلة للخامين القياسيين «برنت» وغرب تكساس الوسيط نحو 13 في المئة فوق المستويات المسجلة في أوائل كانون الأول (ديسمبر)، بدعم من قيود الإنتاج التي تفرضها «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) وروسيا وكذلك النمو القوي للطلب.

 

وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج «برنت» ثمانية سنتات عن الإغلاق السابق إلى 69.23 دولار للبرميل، لكنها انخفضت من المستوى المرتفع البالغ 69.37 دولار الذي سجلته في وقت سابق من الجلسة. وارتفع «برنت» الإثنين إلى 70.37 دولار للبرميل وهو أعلى مستوياته منذ كانون الأول 2014 حين بدأ انخفاض أسعار النفط الذي استمر ثلاث سنوات.

 

وبلغ خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 63.84 دولار للبرميل، متراجعاً من المستوى المرتفع البالغ 63.89 دولار الذي سجله في وقت سابق، لكنه ارتفع 11 سنتاً عن سعر التسوية السابقة. وسجل الخام الأميركي 64.89 دولار أول من أمس، وهو أيضاً أعلى مستوى منذ كانون الأول 2014.

 

ويؤكد متعاملون أن أسواق النفط عموماً تحظى بدعم كبير، وأن من المستبعد حدوث خفوضات حادة للأسعار.

 

وفي السياق، قال وزير النفط الكويتي بخيت الرشيدي إن «لا خطة ولا نية حتى الآن للخروج من اتفاق خفض إنتاج الخام» المبرم بين «أوبك» وبض منتجي النفط المستقلين. وأضاف في مؤتمر صحافي أن «اتفاق خفض إنتاج الخام سيبقى لفترة طويلة وليس هناك تفكير حالياً للخروج منه».

 

وأشار إلى أن اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة بين وزراء من «أوبك» والمنتجين المستقلين في 21 كانون الثاني (يناير)، سيركز على مراجعة نسب الالتزام بخفوضات الإنتاج، لافتاً إلى أن «نسبة التزام المنتجين بلغت 125 في المئة في كانون الأول من العام الماضي، و106 في المئة في 2017 بأكمله».

 

وقال الرشيدي: «نحن لم نناقش ولم نفكر في الخروج من هذا الاتفاق. نحن سعداء أن هذا الاتفاق وصل إلى مرحلة من النضوج ووصلنا إلى سوق مستقرة وسندعم السير في هذا الاتجاه». وذكر الوزير أن السوق مستقرة حالياً في ظل تأثير محدود للعوامل السياسية، متوقعاً زيادة الطلب العالمي على الخام بما بين 1.5 مليون و1.6 مليون برميل يومياً هذه السنة ليفوق كل التقديرات