أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    21-Jan-2020

«منتدى دافوس» يسعى إلى تطوير دوره من تجمع لنُخَب العالم إلى مركز لطرح اقتراحات حول مستقبل الكوكب

 أ ف ب: يسعى منتدى دافوس بعد خمسين عاما على تأسيسه لإعادة ابتكار دوره والتحول من مجرد ملتقى لكبار العالم واستعراض للعولمة، إلى مركز لطرح اقتراحات حول مستقبل الكوكب، رغم الشكوك المحيطة بإمكانية تحقيق ذلك. ويريد منظمو «المنتدى الاقتصادي العالمي» محو صورة «منتدى للأثرياء» المُلازمة لهذا الحدث الذي يجمع في يناير/كانون الثاني من كل عام أصحاب المال والسلطة في منتجع تزلج في شرق سويسرا. ومع انعقاد الدورة الخمسين للمنتدى دافوس الذي يفتتح رسميا صباح اليوم الثلاثاء، تمت دعوة ناشطين شباب مثل غريتا تونبرغ، الصبية السويدية التي تقود حملة شبابية عالمية للدفاع عن البيئة، و ميكا وايت ،أحد مؤسسي حركة «أوكيوباي وول ستريت (احتلوا وول ستريت)».

وأوضح الناشط الأمريكي على الإنترنت ان مشاركته «ستكون على الأرجح بمثابة انتحار على مستوى سمعته» لكنه يدعو رغم ذلك إلى «تحالف صعب» بين الناشطين والنُخَب.
وبعد انقضاء نصف قرن على أول «ندوة أوروبية للإدارة» نظمها الخبير الاقتصادي الألماني كلاوس شواب، ارتفع عدد سكان العالم من 3.7 مليار إلى 7.7 مليار نسمة، يستخدم أكثر من نصفهم الإنترنت.
كما ارتفعت درجة حرارة الأرض خلا تلك الفترة، وزادت حصة الصين في إجمالي الناتج القومي العالمي بما لا يقل عن خمس مرات، وانتهت الحرب الباردة دون أن يبرز نظام عالمي جديد.
ولخص المؤرخ بيار غروسر الوضع بالقول «اعتبارا من 1989، صرنا عاجزين عن توصيف عالم المستقبل». وباتت الندوة الدولية «أشبه بمواعدة سريعة» بين مسؤولين سياسيين واقتصاديين، حسب ما أوضح المفوض الأوروبي السابق الفرنسي بيار موسكوفيسي.
ويستقبل كلاوس شواب (81 عاما) الأسبوع المقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورؤساء شركات كبرى مثل «مايكروسوفت» و»غوغل» و»توتال» و»بلاك روك».
ويدفع أقطاب الاقتصاد ما بين 55 و550 ألف يورو ليكونوا أعضاء أو شركاء لـ»المنتدى الاقتصادي العالمي» الذي تديره منظمة قانونية خاصة سويسرية، ما يمنحهم حق حضور المنتدى، إذا لم يتلقوا دعوة خاصة من المنظمين.
ومرّ على دافوس شخصيات، مثل نيلسون مانديلا، وشمعون بيريز وياسر عرفات وبيل كلينتون، وغيرهم من رؤساء وأمراء ورجال دين كبار، فضلا عن نجوم مثل الممثلة الأمريكية شارون ستون التي جمعت عام 2005 حوالي مليون دولار في بضع دقائق من أجل قضية إنسانية.
لكن الملتقى يبقى ذكوريا بشكل طاغ رغم مشاركة نساء فيه، مثل كريستين لاغارد، رئيسة «البنك المركزي الأوروبي».
لكن «رجل دافوس» النموذجي يبقى صاحب شركة كبرى يُسقط الرسميات لبضعة أيام ليناقش، بين موعدين هامين، مواضيع مثل «الاستدامة» و»التمكين» وغيرها من المفاهيم الإيجابية والمُبهمة التي تلقى أصداء إيجابية في دافوس.
كان كارلوس غصن، رجل الأعمال الحامل ثلاث جوازات سفر والناطق بعدة لغات الذي كان يجوب العالم في طائرته الخاصة، مواظبا على حضور منتدى دافوس، حتى توقيفه في اليابان ثم فراره من هذا البلد إلى لبنان للإفلات من محاكمته بتهم مخالفات مالية. صحيح أنه لا يمكن اعتبار سقوط الرئيس السابق لتحالف «رينو نيسان» نذير شؤم لهذا الحدث العالمي، لكن الحقيقة أن مسألة جدوى المؤتمر تُطرح كل سنة.
فقد دعا،محمد العريان، الرئيس التنفيذي السابق لمؤسسة «بيمكو» العالمية للاستثمار، إلى «إعادة صياغة مفهوم» دافوس حتى لا يعود كبار العالم يشاركون فيه لمجرّد «الظهور في الأضواء» بل لمناقشة مواضيع جوهرية.
وقام كلاوس شواب، الذي يقر جميع المواظبين على المنتدى بامتلاكه شبكة علاقات واسعة وقدرة هائلة على استخدامها، منذ بضع سنوات بإدراج المناخ والتباين الاجتماعي على جدول أعمال دافوس، داعيا إلى المنتدى ناشطين ومنظمات غير حكومية، في مسعى «صادق لجعل النقاشات أكثر ثراء»، حسبما أقال موسكوفيسي.
وفيما يخيم الغموض حول خلافته، يعمل شواب على جعل منتداه مركز خبرات لا يمكن الاستغناء عنه، وباشر توسيعه لتأسيس منتديات مماثلة له في قارات أخرى. غير أن الشعار الرسمي لمنتدى دافوس المنادي بـ»تحسين العالم» ما زال يلقى تنديدا بين رواد حركة العولمة البديلة، الذين أسسوا في بورتو أليغري عام 2001 «منتدى دافوس مضادا» هو «المنتدى الاجتماعي العالمي» الذي يسجل منذ ذلك الحين تراجعا.
ويقول الناشط الفرنسي من منظمة «أتاك» غير الحكومية «إن ذهبت إلى دافوس، فسأكون خلف طوق الشرطة» للتظاهر، وليس كمدعو إلى هذا «السيرك الكبير»، معتبرا أن التبدل في رؤية دافوس «لا يترجم إطلاقا على صعيد تغيير السلوك».
واتخدت الأوغندية ويني بيانييما، المديرة التنفيذية السابقة لمنظمة «أوكسفام» غير الحكومية التي تمثل اليوم برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز «يو إن إيدز»، خيارا آخر إذ تعرض كل سنة تقريرا حول التباينات الاجتماعية يلقى ترقبا كبيرا.
وقد حضرت لأول مرة إلى دافوس في 1996، وهي تصف «ذهولها» إذ رأت حينذاك «صالات مليئة برجال بيض متوسطي العمر»، مضيفة «تغير الأمر إلى حد معين» لكن هذا الحد غير كاف في رأيها.
وقالت في مقابلة «هذا هو بالضبط المكان الذي ينبغي التوجه إليه لمواجهة النخب العالمية»، موضحة ان «تغيير القلوب لم يكن يوما ما أعمل من أجله، لكن مهمتي كناشطة هي ان أطالب بالسلطة من أجل الذين لا يملكون أيا منها. لست ساذجة ولا متشائمة». وأعطى الكاتب الفرنسي إيمانويل كارير وصفا في غاية الدقة لهذا التناوب المدهش لمعارضي الليبرالية لتقديم مداخلات أمام نُخَب الرأسمالية.
وروى في نص يمزج الصراحة بالسخرية نشر عام 2016 أربعة أيام قضاها وسط كبار النافذين، فكتب «من نقاط قوة المنتدى، وأكتب هذا بدون تهكم، هي رغبته في الاستماع إلى خصومه ومنحهم مساحة والتفكير معهم. المشكلة أنه بذلك يعتبر أنه ليس لديه خصوم، أو أن الخصوم هم شركاء لا يدركون الشراكة بينهم».