أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    17-Mar-2019

“تقنية البلوكشين” وثورة الابتكارات*غسان الطالب

 الغد-نحن على موعد هذه الأيام مع مؤتمر دولي بعنوان “تقنية البلوكشين وثورة الابتكارات في منظمات الأعمال”، يعقد في منتجعات البحر الميت برعاية من البنك المركزي الأردني وبدعم من البنك الإسلامي الأردني، وبتنظيم من مركز تمكين للتنمية الإدارية والفنية، يشارك فيه نخبة من الباحثين والأكاديميين والمختصين في تكنولولوجيا المعلومات، وسيناقش هذا المؤتمر على مدار يومين علاقة تقنية البلوكشين مع الابتكار في منظمات الأعمال والتصورات لاقتصاد المستقبل، وأثر هذه التقنية على الصناعة المصرفية الإسلامية.

ويأتي انعقاد هذا الملتقى المهم في ظل تسارع هائل في تكنولوجيا المعلومات وخاصة التكنولوجيا المالية (financial technology)، والتي من المتوقع لها أن تنقل منظمات المال والأعمال الى عالم جديد نتخلى فيه عن نظام التكنولوجيا المالية الحالية الى التكنولوجيا الرقمية؛ أي التحول الى تقنية البلوكشين (Blockchain)، إذا نحن في الصناعة المصرفية الإسلامية في سباق مع الزمن لوضع منهاج للابتكارات المالية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية ويطور من أدائها حتى لا نتفاجأ بحالة من الجمود وعدم القدرة على التقدم ومجاراة هذا التطور التكنولوجي المتسارع لقناعتنا بأن أهمية التكنولوجيا المالية ودورها في الابتكار والإبداع في عصرنا هذا، تكمن في سرعة وحجم التحولات في الاقتصاد العالمي والانتقال الى مراحل إنتاجية متطورة تمكنها من القدرة التنافسية مع مثيلاتها، وهنا لابد من الاعتماد على العنصر البشري باعتباره العامل المنظم للعملية الإنتاجية وما يمتلكه من بعد معرفي وإبداعي، وأمامنا مهمة للعمل بجد على وضع استراتيجية هدفها الابتكار والتجديد والانتقال بالبحث العلمي وأدواته الى مستوى يواكب التطور العلمي والتكنولوجي والاستعداد للتعامل مع استحقاقات هذا الفضاء الرقمي المقبل.
ففي الوقت الذي نأمل فيه أن يخرج هذا المؤتمر بنتائج وتوصيات تخدم صناعتنا المصرفية الإسلامية واقتصادنا الوطني، ومن هذا المنطلق، فإننا نؤكد ضرورة تحول الصناعة المصرفية الإسلامية الى ابتكار أدوات مالية جديدة بالاستفادة من ثورة التقنية الرقمية (Blockchain)، مع سعيها الى تنويع أدواتها التمويلية ووسائل إدارتها، بهدف تحقيق الكفاءة في المنتجات المالية الإسلامية وتطويرها بما يتلاءم والاحتياجات المالية المتنوعة والمتجددة وبما يساعدها على إيجاد حلول لمشكلات التمويل غير المعتمدة على أسعار الفائدة، وأن تنتقل لمرحلة أكثر جرأة في طرح مبتكرات مالية جديدة، لقد حان الوقت للمبادرة الجريئة في اختصار المسافة الزمنية بينها وبين المصارف التقليدية بانتهاج سياسة الابتكار وتطبيقها في الواقع، وتحديد أسس موضوعية لمثل هذه الخطوة وتحديد كفاءة منتجاتها ومدى فعاليتها في إيجاد حلول تمويلية ملتزمة بأحكام الشريعة الإسلامية وانسجامها مع المعايير الشرعية التي تنظم أداءها، وحتى لا يسود الاعتقاد بأن الأدوات المالية الإسلامية المتبعة وُجدت كبديل للأدوات المالية التقليدية المعتمدة على سعر الفائدة ومحركاتها فقط، لكن حتى تكون قادرة على تغطية أوجه التمويل كافة في الاقتصاد الوطني عليها عدم الاكتفاء بطرح البديل بل يجب أن تبادر إلى وضع استراتيجية للابتكار وتطوير القائم لديها، لأن السعي لكسب المزيد من السوق المصرفية العالمية يتطلب ذلك، وأن تولي أهمية أكبر للبحث العلمي المتخصص في هذا المجال، ويرفع من كفاءة وفعالية الأدوات المالية الموجودة.
إننا على قناعة تامة بأن المصارف الإسلامية، حتى ترتقي إلى ذلك وتتمكن من المنافسة على المستوى العالمي، لابد لها من اختيار منهج الابتكار والتجديد ومجاراة كل تطور علمي وتكنولوجي جديد لطرح أدوات مالية تناسب التقدم الاقتصادي الذي يشهده العالم وقادرة على أن تواجه مشاكله التمويلية مع الالتزام بأحكام وفلسفة الشريعة الإسلامية، مع إيماننا القوي بأن المصارف الإسلامية تمتلك عناصر القوة التي تؤهلها لذلك ولديها القدرة على الاستفادة من التطورات العلمية والتكنولوجية المتجددة والمتسارعة لتأكيد الدور المستقبلي للصناعة المالية الإسلامية، وتمسك بزمام المبادرة لتوجيه بوصلة المصرفية الإسلامية باتجاه المكانة العالمية التي تستحقها.