أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    27-Jan-2020

اتركوا «قافلة الاستثمار».. تسير!!*عوني الداوود

 الدستور

ما إن أعلن بالأحرف الأولى عن استثمار كويتي لإنشاء مصفاة بترول في معان حتى انهالت الاسئلة.. كيف؟ ولماذا؟ ولمن؟ وعلى أي أساس؟ وما هي الجدوى الاقتصادية؟.. ومن أين سيأتي المستثمر بالنفط؟.. وبالتمويل؟ وهل هو مشروع حقيقي أم وهمي؟.. وتحوّل معظم من يطرحون الأسئلة الى خبراء اقتصاديين ونفطيين بقدرة قادر ينبرون للاجابة عن كل تلك الاسئلة وفق ما يحلوا لكثير منهم.
كذلك ما إن أعلن عن موافقة الحكومة للبدء بمنح تراخيص لثلاث «جامعات طب» في المملكة حتى انبرى خبراء من كل حدب وصوب يشككون بهذه المشاريع، أو يعترضون عليها انطلاقا من أن السوق لا يستوعب مثل هذا الكم من الجامعات، ولا هذا العدد من خريجي أو دارسي الطب.
غريب، وعجيب جدا أمرنا.. ومع تقديري لكل الاسئلة المشروعة والتوجسات - وتقديري للخبراء الحقيقيين في هذه القضايا -، الا أنني أشعر في كثير من الأمور أن كثيرين - وللاسف الشديد - يتقنون فن «وضع العصي في الدواليب».. فنحن دائما ننادي، ونطالب ومتفقون - على ما أعتقد - بأن الحل للنهوض بالاقتصاد الوطني من أجل رفع معدلات النمو، وخلق الوظائف، هو (الاستثمار)، محليا كان أم عربيا، أو حتى أجنبيا.. وحين يأتي ذلك الاستثمار، يبدأ البعض بوضع العراقيل، وأولها «حائط الصد الاعلامي» وأدواته غالبا منصات التواصل الاجتماعي.
مشروع مصفاة البترول الذي يقدر حجم الاستثمار فيه بنحو (8) مليارات دولار، حصل على موافقة مبدئية، وهناك مطالب على المستثمر أن يقدمها حتى يسمح له بالمضي قدما في المشروع، لأن مشروعا مثل هذا ليس (مزحة) ولا بد أن صاحبه - أو أصحابه - قاموا بدراسات جدوى، ولديهم اجابات عن كل التساؤلات المطروحة، وهو مشروع من المتوقع أن يحيي معان ومنطقة الجنوب، وسيشغل أيادي أردنية.. وهو لا يزال في بدايته، فان نجح - وهذا ما نتمناه - فسيكون خيرًا علينا وعليهم، وان لم يكتب له النجاح - لا قدّر الله - فسلبيته عليهم، لأن الحكومة لن تدفع شيئًا.
أما الجامعات الثلاث فهي أيضا مشاريع يصل حجم الاستثمار المقدر لها الى نحو (300 مليون دولار)، وستخلق هذه الجامعات فرص عمل أكاديمية وإدارية وسيكون ( 60 %) من طلابها عربا وأجانب، ومن المفترض أن تشكل اضافة نوعية أكاديميا واستثماريا.
فلماذا ينظر كثيرون الى النصف الفارغ من الكأس - حتى قبل أن تبدأ المشاريع -؟! ولماذا يمتهن البعض (تكسير المجاديف)؟!
تماما كما شكّك كثيرون بمشروع الباص السريع الذي لو تم البدء به منذ سنوات - قبل تأخيره - لكنّا اليوم نجني ثمار نجاحاته على أرض الواقع، وأُذكّر الجميع هنا بمشروع «جسر عبدون» الذي شهد قبل وأثناء تنفيذه معارضة كبيرة وتشكيكا، ليثبت بعد سنوات أنه ضرورة مرورية، ومعلم سياحي للعاصمة عمّان... وكذلك مشروع العبدلي / البوليفارد... وغيرها من المشاريع.
لندع قافلة الاستثمارات تسير، ولنشجع الاستثمارات، لأنها سبيلنا اذا أردنا حقيقة تقليل الاعتماد على المساعدات وخفض المديونية وعجز الموازنة وصولاً للاعتماد على الذات.