أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    21-Jun-2022

الأردن والسعودية.. إعادة ضبط مستقبلي*فايز الفايز

 الراي 

لن اتحدث اليوم عن التاريخ، بل سأدخل فوراً الى مشارف المستقبل الذي تتسابق السنين مدبرة عن عالمنا العربي في ظل الانقسامات الدولية، وظهور شبح العجز عن توفير إمدادات الغذاء العالمي وعجز عالمنا العربي عن انتاج ما يحتاجه من سلال الغذاء الذي كشفت إحصاءات منظمة الأغذية والزراعة العالمية عن حجم مستوردات العالم العربي من الغذاء بأنواعه بتقديرات تجاوزت مئة مليار دولار سنويا في آخر أربع سنوات مضت، ومن هناك سنصعد السلم العالي لنستشرف أمّن واستقرار دولنا العربية التي لا تزال صامدة على ركائزها، وأهمية إعادة التنسيق ما بي? دولتين شقيقتين، وهي المملكة الأردنية الوفية والمملكة السعودية السخية.
 
اليوم يزور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأردن في ثاني زياراته للدول العربية بعد جمهورية مصر العربية، وسيحل ضيفاً على جلالة الملك الذي يرحب دوما بالاشقاء العرب، وعلى درب السابقين كانت السعودية في مقدمة الداعمين للأردن والقيادة، وهذا كلام معروف، ولكن اليوم تأتي الزيارة في ظل تجاذبات سياسية وتداخلات عسكرية أسست لها دول غير عربية على الأرض العربية، ومن هنا تبرز الأهمية الكبرى لاستمرار التنسيق بين القيادتين الشقيقتين حول مختلف القضايا التي تهم عالمنا العربي وتجديد الخصوصية في العلاقة التاريخية ما بين?المملكتين.
 
زيارة الأمير محمد بن سلمان للأردن سيواكبها اجتماعات عليا ومباحثات لأعلى المستويات لتنسيق وتوحيد الرؤى المستقبلية قبل شهر من زيارة الرئيس الأميركي جون بادين الى المنطقة، واجتماعه الثمُانيّ ضمن مؤتمر على مستوى القادة في جدّة يشارك فيه فضلا عن السعودية المستضيفة، الدول الخليجية ومصر والأردن والعراق، وهذه من أولى المبادرات التي تستبق فيها دولة عربية تنسيقاً مسبقاً قبل زيارة رئيس أكبر دولة في العالم الغربي على الأقل، فبايدن سيحمل ملفات ثقيلة على ما يبدو، وسيضع الجميع أمام صورة ما تراه إدارته لمستقبل الشرق الأوس? بعد اتفاقات السلام بين الأقوام، وسيقوم بجس النبض فيما يتعلق بمواجهة إيران وأذرعها التي عاثت في المنطقة العربية وشرذمتها.
 
وعلى هامش الزيارة سيلتئم اجتماع مجلس الأعمال السعودي الأردني المشترك،صباح اليوم، لمناقشة سبل تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، بمشاركة جمعية رجال الأعمال الأردنيين واتحاد الغرف السعودية وغرفة تجارة عمان، بحضور السفير السعودي نايف السديري ووزير الصناعة والتجارة والتموين والسفير الأردني في السعودية، وسيتم توقيع محضر اجتماع مجلس الاعمال السعودي الأردني، وتوقيع اتفاقية تطوير عقاري بين مجموعة الشغدلي السعودية لتطوير المشاريع السياحية والتجارية والمقاولات الانشائية من طرف وشركة المتحدون للقانون و?لتحكيم من الجانب الأردني، وتوقيع عقد بين شركة كيمياء ينبع للصناعة، والشركة الهندية الأردنية إحدى أذرع شركة الفوسفات، لتوريد حمض الفوسفوريك لانتاج مدخلات الأعلاف الحيوانية، وعقد تدريب كوادر بين هيئة الطاقة الذرية الأردنية وشركة النظائر الحديثة للتصنيع بالسعودية، واتفاقات أخرى عديدة.
 
في المقابل سيلتقي الوفد الصحفي المرافق لوليّ العهد محمد بن سلمان مع عدد من الصحفيين والكتّاب والمعنيين ضمن طاولة مستديرة لمناقشة سبل تطوير العلاقات بين الجهتين وتناول مجمل قضايا الساعة ومختلف المواضيع المشتركة سياسيا وتطورات المشهد العام في الدولتين والعالم العربي، والتعرف على المزايا الفكرية بين الطرفين بغية تقريب وجهات النظر واستكشاف الأفكار المفيدة لخدمة فضاء الإعلام العربي الموثوق.
 
عمّان والرياض رغم الفارق الكبير بينهما في الناتج المحلي اقتصاديا، تتقارب كثيرا العلاقات الاجتماعية ورغم التحولات السياسية الطبيعية كسُنة التغيير للأفضل بقي الأردن بقيادة جلالة الملك داعما للرياض في توجهاتها للحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية بلادها من الاستهداف، ولعل من أكبر الجاليات العربية إقامة في الأردن هم الأشقاء السعوديون والعكس صحيح، فالأردنيون يمثلون عددا ليس بالقليل في السعودية، ضمن وظائفهم وأعمالهم عالية المستوى، إذ يقاربون ثلاثمئة الف، في إحصائيات السنوات السابقة، ولهذا سيطلق الصندوق السعودي بتو?يهات عليا عددا من المشاريع المستقبلية في الأردن، كما أُخبرنا.
 
اليوم نحن بحاجة الى إعادة رسم المشهد المستقبلي في علاقاتنا مع الأشقاء بناء على القواعد المشتركة، وتحديد وجهات النهج الجديد تماماً كما كانت القيادة الأردنية عبر تاريخها تقفز مراحل بعيدة الى الأمام، فالسعودية هي من أقرب دولنا الشقيقة حفظاً للودّ ودعماً تاريخياً، مع الأخذ بعين الاعتبار الخصوصية السياسية للطرفين، فإن إعادة ضبط العلاقات في مواجهة التحديات المستقبلية، ستكون تجديدا للعهود في ظل التقارب الدائم والتعاون المشترك وتسهيل الاستثمارات والاستفادة من البيئة التي يمثلها الأردن لإنجاح أكبر المشاريع، ما سيعو? على الطرفين بمزيد من فرص النجاح سياسياً واقتصادياً وأمنياً.