الدستور- مع حلول فصل الشتاء تنخفض السياحة في الاردن بشكل ملحوظ، ومع قدوم فصل الربيع والصيف تزدهر مرة اخرى، فالسياحة بمجملها تعاني في بعض المناطق من المملكة من نقص الخدمات كتوفير المواصلات داخل المناطق السياحية بصورة مستمرة، وعمل مشاريع خدمية توسعية اكبر في المناطق السياحية التي تفتقر تلك الخدمات، فبعضها يحتاج الى صيانة وتجديد البنى التحتية من طرق وكهرباء ومياه وصرف صحي، فبعض السياح المحليين اذا ما توجهوا الى الاماكن السياحية للتمتع بمناظرها الخلابة وطبيعتها الجميلة، تواجهم بعض العقبات كشراء الطعام والمياه باسعار زهيده، وتوفير الاكشاك والمطاعم التي تقدم الوجبات الغذائية، فبعض السياح الاردنيين يضطرون الى جلب وجبات صغيرة معهم، لان اسعارها في تلك الاماكن السياحية وان كانت اقل على المواطن من مثيلاتها على السواح الذين ياتون من الخارج لا يستطيع شراءها.

بالاضافة الى ذلك يتحمل السائح المحلي عبء عناء البحث عن دورات مياه خاصة اذاكان لديه اطفال ومصلى لاداء الصلاة فيه، وقد يتبادر الى الاذهان لماذا يقوم المواطن بزيارة الاماكن السياحية وهو لا يمتلك المال الكافي لذلك؟ نقول من حق اي مواطن مهما كان دخله التمتع بجمال الطبيعة والمواقع الاثرية لبلده من باب التعرف عليها عن قرب وكسب المعلومات اللازمة عنها، فمن واجب وزارة السياحة رعاية اولئك وانشاء صندوق لدعم السائح الاردني والذي لايستطيع  زيارة اماكن بلده السياحية بسبب قلة ذات اليد. فالمقصود هنا وضع هذه الامور في عين الاعتبار واعتماد اليات لتطوير القطاع السياحي ليساهم بالتنمية ويعطي مردودا مناسبا، والعمل على تنفيذ انشطة وبرامج الهدف منها الترويج للمواقع الاثرية والاماكن الطبيعية والريفية بخاصة في وقت فصل الشتاء، والتركيز على المحافظات والالوية التي تتمتع باماكن طبيعية خلابة وتعج ببعض المواقع التاريخية الوطنية وان لم يطلها العناية الكافية، والتي تحتاج الى الاهتمام بتخصيص الدعاية اللازمة لها مما يساهم بزيادة اعداد السائحين.

من الضروري ايضا توجيه كافة الجهود لتقديم الدعم والمنح لاصحاب المشاريع السياحية، بما يسمح الى زيادة فرص العمل للشباب والشابات من الباحثين عن عمل وللحد من البطالة والفقر، فتوفير فرص تشغيلية جديدة يحتاج المجتمع لها للتغلب على ظاهرة افتقاد الشباب للوظائف التي تدر عليهم دخلا يعينهم على تجاوز متطلبات الحياة المتواصلة.

من ناحية اخرى، فان العمل على استحداث اساليب للتسويق والدعاية ووسائل الاتصال الفعالة تواكب التطور العالمي الحاصل في القطاع السياحي، مهم ايضا للارتقاء بالسياحة الداخلية والخارجية والنهوض بها، ويساعد ايضا في تنشيط الحركة السياحية......مما يدفعنا لتوجيه كلمة لوزارة السياحة الى ضرورة اعتماد خطط للترويج للسياحة الشتوية في الاردن، واصدار نشرات دورية سياحية للتعريف بالاماكن والمواقع الانسب لزيارتها خصوصا في فصل الشتاء، مع الاخذ بعين الاعتبار ظروف الطقس والتعاون مع الجهات المعنية وذلك لسلامة السواح، وتوجيهم لزيارة الاماكن والمواقع الاكثر دفئا كالعقبة والاغوار، للاستفادة منها بصورة تعود بالفائدة على القطاع السياحي بشكل عام.