أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    16-Feb-2020

العلاج بـ «البوح»: خصخصة التدريب المهني نموذجاً*أحمد حمد الحسبان

 الراي

مرة أخرى، تعيد الحكومة طرح مسألة «الطائرة المعطلة»، ويسعى قائدها إلى إصلاحها اثناء مسيرها في الجو، والحفاظ على حياة الركاب. ولكن مع تغييرات تبدو طفيفة، لكنها في واقع الحال أكثر عمقا، وتمس أحد المجالات المهمة ضمن مشروعها النهضوي، المتمثل بتنظيم سوق العمل، وتأهيل طالبي العمل من الأردنيين وتوفير الفرص لهم.
 
وهو الموضوع الرئيس للبرنامج الاقتصادي الجديد الذي وقعته الحكومة مع المؤسسات الدولية والذي حمل عنوان «توليد فرص العمل».
 
فخلال ورشة بعنوان» الموارد البشرية في الأردن إلى أين؟ «عقدت يوم الخميس الفائت، وحضرها رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، مارس وزير العمل » بوحا» عميقا تناول خلاله واقع سوق العمل الأردني، وتعداه إلى وصف الحالة بالقول» نحن الآن نطير ونصلح المحرّك في الوقت نفسه لنستغل الوقت».
 
ما نشر عن واقع الموارد البشرية في تلك الورشة ليس جديدا، فكله معروف، وكنا نؤاخذ عندما نشير إليه في كتاباتنا. غير أنه يدعو إلى القلق الشديد، فالوزير الذي لم يفقد حماسته بعد، يتحدث عن عدم وجود عمالة ماهرة لدينا، وعن استفادة العمالة الوافدة من سوق العمل. وفي ذلك صراحة لم نعهدها في الكثير ممن تحملوا مسؤولية قيادة الوزارة في مراحل عديدة سابقة.
 
فالوزير يصف إجراءات وزارته، وكأنها محاولة لإصلاح طائرة أثناء طيرانها في الجو، استغلالا للوقت. فاتحا المجال أمام كل شخص لتفسير ذلك بالطريقة التي يراها مناسبة. وتقييم تلك الإجراءات ضمن ما يفهم من ذلك السياق.
 
اللافت هنا، هو تشخيص الحالة كما رآها السيد الوزير، والذي يعتبر من الوزراء الفاعلين في الحكومة، حيث حمل مسؤولية ما حدث إلى التحول في المجتمع الأردني، ووصفه بـ«الطفرة»، قائلا» إبن المزارع أصبح دكتورا وابن الفران أصبح مهندسا»، وكأنه اختزل الإشكالية بمجموعة أعراض للمرض، ولم يدخل إلى مسبباته. مقترحا «خصخصة التدريب المهني»، الذي قال عنه أنه «فقد قوته وتراجع لأنه حكومي».
 
فقد بدت التصريحات وكأنها تتمسك بتكريس الطبقية، وتتمنى أن يرث ابن المزارع وابن الفران مهنة والديهما. بدلا من الشعار المطروح أصلا والذي يقوم على مبدأ الفصل بين الشهادة وفرصة العمل. وبحيث يتم تأهيل الأشخاص بغض النظر عن شهاداتهم، بحسب ما يتوفر من فرص، وما يتم فتحه على صعيد القطاعين العام والخاص.
 
وفي الوقت نفسه، فتحت التصريحات الباب واسعا للجدل حول جدوى الإجراءات الحكومية في مجال التشغيل، وقبل ذلك التدريب، حيث أعلنت الحكومة عن كم من المشاريع في هذين المجالين، وكشفت عن إنجازات قالت أنها تحققت.
 
وقبل ذلك، كانت حكومات سابقة قد أعلنت عن إنجازات «مهولة»، في مجالي التدريب والتشغيل، ليتبين لاحقاً أنها مجرد «حبر على ورق».
 
الورشة كانت من أهم الورشات، وموضوعها من أكثر المواضيع ارتباطا بحاجات الناس. ويبقى السؤال: هل يعني هذا «البوح» وجود تعديلات وتغييرات على برنامج الحكومة؟ وهل هناك توجه لـ «خصخصة» التدريب المهني فعلاً؟ وكيف؟.