هذه الأزمة التي عمر الثورة التي أطاحت نظام معمر القذافي عام 2011، لم ينجح الفرقاء في حلها منذ ذلك الحين، وعجزوا رغم خطط عديدة عن توفير السكان والصناعة من الطاقة الكهربائية بنسبة 100 في المئة في بلد يعتبر من أكبر مكامن احتياطات النفط المؤكد عالميا.

ووصلت ساعات قطع التيار في ليبيا خلال هذه الأيام إلى 3 ساعات يومياً، بسبب عجز في قدرة التوليد من قبل الشركة.

وخلال الصيف الماضي بلغت ساعات انقطاع التيار أعلى مستوياتها وتجاوزت 20 ساعة يومياً.

وبسبب المعارك بين الفرقاء في البلاد طيلة عقد تقريبا، تعرضت البُنى التحتي في صناعة الطاقة الكهربائية إلى التدمير خاصة في المناطق التي شهدت عمليات عسكرية واسعة.

وقال إبراهيم الفلاح، مدير «الشركة العامة للكهرباء»التي تغطي خدماتها كافة التراب الليبي، في مقابلة أن انقطاع التيار الكهربائي على الأحياءالسكنية في ليبيا لثلاث ساعات يومياً يعود إلى عجز يبلغ 1000 ميغاوات في الوقت الحالي، بعد أن كان قد تجاوز 2500 ميغاوات خلال الصيف الماضي.

وأوضح أن الشركة توَلِّد حاليا ما مقداره 5500 ميغاوات، وهو رقم غير كاف لتغطية الاستهلاك الذي يحتاج إلى نحو 6500 ميغاوات. وأضاف «كما نحتاج صيفا إلى 8000 ميغاوات. وقد تجاوز العجز الصيف الماضي 2500 ميغاوات».

وقال أيضاً أن المحطات التي تعمل الآن، وعددها 10 رئيسية، لا تقوم بتوليد التيار الكهربائي بالقدر المطلوب، بسبب عدم إجراء الصيانة اللازمة.

وهذه المحطات هي، محطة الرويس في غرب طرابلس، ومحطة الزاوية في غرب طرابس أيضاً، ومحطة جنوب طرابلس، ومحطة الخَمس، ومحطة مصراتة، ومحطة الزويتينة، ،محطة السرير، ومحطة شمال بنغازي، ومحطتي توليد طبرق ودرنة (شرق). ويقول الفلاح أن العمل اللازم للقضاء على أزمة الكهرباء لا يتطلب فقط توفير الاحتياج العام للشبكة، بل يتجاوزه إلى توفير الاحتياطي الدوار بنسبة 10 في المئة من حجم الإنتاج، واحتياطي صيانة بنسبة 15 في المئة.

وضمن الخطة الإستراتيجية لإنهاء أزمة الكهرباء في ليبيا أوضح الفلاح أن الشركة أبرمت عقودا مع شركات أجنبية، لإدخال نحو 2600 ميغاوات للشبكة في مناطق مختلفة.

وقال إن شركة «إنكا « التركية للبناء والصناعة، بالتعاون مع شركة «سيمنس» الألمانية، تعمل حاليا لتنفيذ وحدتي توليد كبيرتين بطاقة 640 ميغاوات، تدخل الخدمة خلال مطلع العام المقبل في مدينة مصراتة.

وأضاف «الشركتان تنفذان حالياً مشروعا آخر غرب طرابلس يتضمن 4 وحدات لتوليد 670 ميغاوات، تدخل الخدمة أيضا في مطلع 2022.

وقال أيضاً أن هناك إجراءات تعاقد مع شركة «تشاليك» التركية بالتعاون مع «سيمنس» الألمانية أيضا لإنشاء محطة توليد بقدرة 1300 ميغاوات في محطة جنوب طرابلس (الكريمية). وتبلغ قيمة العقد 500 مليون دولار.

وأردف المسؤول الليبي «أيضاً تقوم شركة ميتكا اليونانية بتنفيذ وحدات بقدرة 740 ميغاواط في طبرق (شرق)، وهو عقد قديم ولكننا قمنا بتفعيله الآن، لمعالجة الأزمة في شرق البلاد».

وليبيا بلد نفطي تنتج في اليوم متوسط 1.22 مليون برميل يومياً، وتعتبر بين أكبر 10 بلدان تملك احتياطات مؤكدة من النفط الخام بأكثر من 78 مليار برميل.