الدستور-تداولت مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام خبرا مفاده أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وقعت قرارا يقضي بإعفاء أصحاب الأسواق والمطاعم الإسلامية من الضريبة خلال شهر رمضان، وظهرت ميركل في مطعم يبيع الشاورما وهي تقص اللحم تمهيدا لبيعه، ولم يتسن التأكد من صحة الخبر كما أنه لم يصدر أي بيان رسمي من الحكومة الألمانية حول المسألة.
 
للخبر اهمية بالغة ونحن نقترب من شهر رمضان المبارك الذي يشهد في اول ايامه ارتفاعا غير طبيعي لاسعار السلع الغذائية لاسيما الرمضانية، التي سرعان ما تهدأ بعد مرور الاسبوع الاول، وفي نهاية الثلث الاخير من الشهر الفضيل ترتفع اسعار مستلزمات العيد من حلويات وملابس بشكل غير طبيعي.
 
سواء اعفت المستشارة الالمانية ميركل المطاعم الاسلامية في المانيا خلال شهر رمضان او لم تقم بذلك فإن الخبر مهم من حيث المضمون.. فالاولى ان يقوم التجار في كافة القطاعات خصوصا السلع الغذائية بالنظر الى احتياجات المستهلكين وعدم معاقبتهم برفع الاسعار خلال الشهر الفضيل، وتحويله الى مناسبة لتحقيق ارباح غير عادلة، فالغلاء المتراكم والضرائب انهكت ميزانيات الاسر الاردنية، وان تحقيق الربح الطبيعي هو الاساس.
 
صحيح ان الاسواق التجارية تعاني تباطؤا عميقا، وان نشاط الاسواق في الاسبوع الاول من شهر رمضان يأتي مع صرف الرواتب وان الاسبوع الاخير يأتي مع صرف راتب الشهر القادم يقدمان فرصا جيدة الى حد ما للمستهلكين والتجار معا وان التعاون يسهل على الجميع تحقيق ما يصبوا اليه جميع الاطراف من تلبية احتياجات معظم المستهلكين، وزيادة مبيعات التجار في الشهر الفضيل.
 
تعويل تجار على شهر واحد في تعديل تجارتهم طوال العام امر ينطوي على ظلم للمستهلكين الذين يعانون ما يعانيه التجار بصورة مختلفة خصوصا وان السواد الاعظم من التجار هم من صغار المستثمرين في الاسواق، وان السياسات المالية من ضرائب ورسوم وتكاليف مختلفة ارهقتهم منذ سنوات، لذلك ان تحسين الطلب قد يوفر فرصة لهم للتعافي وان كان محدودا فالطلب مرتبط ارتباطا وثيقا بما يمتلكه جمهور المستهلكين من قدرات شرائية تراجعت بشكل مخل خلال السنوات القليلة الماضية.
 
وفي نفس الاتجاه نأمل ان تقوم السلطات الرسمية المختصة اتخاذ قرارات لاعفاء تجار الاغذية والمطاعم ومحلات الحلويات من ضريبة المبيعات والرسوم خلال الشهر الفضيل بهدف تحسين الطلب في الاسواق بما يعود بالمنفعة على المستهلكين ورفع مستويات الرقابة على الاسواق لضمان عدم مبالغة اصحاب النفوس المريضة من التجار للتسهيل على المستهلكين من جهة وتحسين دوران الحركة التجارية في الاسواق المحلية من جهة اخرى.