أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    29-Nov-2017

أزمة السكن تهدد 78 ألف عائلة في بريطانيا بالمبيت في العراء
ميدل ايست أونلاين - على رغم المبالغ الطائلة الموعودة من الحكومة لحل أزمة نقص المساكن في بريطانيا، تعيش آلاف العائلات في ظروف متردية مع خوف يومي من أن ترمى في الشارع وتتشرد.
 
في شقة ضيقة في قلب منطقة صناعية في جنوب لندن، تكافح ساندرا رومكين يوميا لتربية طفلها في أفضل الظروف على وقع أصوات الشاحنات التي تمر باستمرار أمام المبنى الذي تقطنه والروائح المنبعثة من مصنع مجاور لمعالجة النفايات.
 
وتقول رومكين "كما لو أن الرب تخلى عن هذا المكان".
 
ومنذ كانون الثاني/يناير، تشغل هذه المرأة أحد المساكن الـ84 المؤجرة من الدولة للوكيل العقاري الخاص الذي استصلح هذا البرج المكتبي السابق.
 
وتقول هذه الأم البالغة من العمر 32 عاما والدموع في عينيها "على الأقل لدينا سقف يحمينا. أشعر بالقلق فقط على ابنتي، هي تنمو ببطء شديد".
 
وفيما حذرتها السلطات من عدم القدرة على توفير حل أفضل للايواء، لا تعلم ساندرا رومكين ما يخبئ لها المستقبل.
 
وتوضح "العام الماضي، أمضينا عيد الميلاد في مركز للطوارئ. الأمر مريع. هذه السنة أيضا، لن يكون لدينا ما يدعو حقيقة للاحتفال".
 
وفي سائر انحاء بريطانيا، تخشى 78 ألف عائلة مثلها المبيت في العراء وكلها باتت معتمدة على هيئات للايواء الموقت، بحسب ارقام تقرير برلماني نشر في حزيران/يونيو.
 
سوق عقارية غير فاعلة
 
وتفاقم الوضع منذ 2010 مع وصول المحافظين الى الحكم اذ زاد عدد الأسر المهددة بالتشرد.
 
وخلال تقديم الميزانية أخيرا، وعد وزير المال البريطاني فيليب هاموند بـ"إصلاح السوق العقارية غير الفاعلة" معلنا عن تخصيص 44 مليار جنيه استرليني (58,68 مليار دولار) لقطاع البناء خلال خمس سنوات.
 
وبحسب سيوبهاين ماكدوناغ النائبة عن ميتشام وموردن حيث تعيش ساندرا رومكين، فإن أزمة السكن هذه متصلة بالنقص في الإنشاءات الجديدة وبالأسعار المرتفعة في أحيان كثيرة للمساكن في السوق.
 
وتؤكد هذه العضو في الحزب العمالي، أبرز التشكيلات المعارضة في البلاد، من مكتبها في ويستمنستر "لقد عرفت فترات كان فيها الوضع صعبا بدرجة أو بأخرى لكن لم أر يوما أزمة بهذه الشدة".
 
وتشير إلى أن البلديات لم تعد قادرة على تلبية طلب العائلات التي تواجه صعوبة في السكن. وهي تعتبر أن هذا المأزق له تبعات هائلة على الصحة الذهنية للأشخاص المعنيين.
 
وفي 2015/2016، أنفقت البلديات المحلية 845 مليون جنيه استرليني (1,13 مليار دولار) لإيواء أسر في منشآت موقتة. وتعكس هذه الميزانية ازديادا بنسبة 39% مقارنة مع 2010/2011 بحسب المكتب الوطني للتدقيق المالي، وهي هيئة مستقلة مكلفة الإشراف على الحسابات العامة.
 
سرير لأربعة
 
وفي المبنى نفسه الذي تقطنه ساندرا رومكين تعيش أيضا فيكتوريا ابيودون مع عائلتها. وهي ارغمت على تغيير مكان سكنها اربع مرات خلال السنتين الماضيتين.
 
هذه المرأة البالغة من العمر 41 سنة تتشارك سريرها مع ابنتيها وطفلها الرضيع. أما ابنها البالغ عشر سنوات وزوجها فينامان على أسرّة تخييم.
 
وتقول وهي تضم طفلها إلى صدرها "الحياة صعبة".
 
وهي تقلق على مستوى معيشة أبنائها الذين لا تتاح أمامهم أي مساحات للعب سوى أروقة المبنى وموقف السيارات.
 
وحاولت العائلة استئجار مسكن في متنزه خاص غير أن زوج فيكتوريا ابيودون لم يكن يجني ما يكفي لذلك.
 
وللأشخاص في وضعها، أعلنت الحكومة عن مساعدة بقيمة 20 مليون جنيه استرليني (26,7 مليون دولار) لتشجيع الحصول على مسكن والسماح للبلديات بالاستدانة لبناء مساكن جديدة.
 
ويعتبر الأخصائي في السياسات العامة في جامعة كارديف بيتر ماكي أن اتخاذ تدابير على نطاق واسع امر لازم لطمأنة مالكي العقارات الخاصة وجعل المساكن ميسرة أكثر.
 
ويعتبر أن "المشكلة تكمن في عدم وجود أي قانون يفرض على السلطات ايواء هؤلاء الناس في مساكن لائقة".