أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    14-Oct-2018

الأردنيون يتصدرون استثمارات عقارات دبي وسؤال عن تراجع السوق المحلية.. الأسباب والمبررات؟
الرأي  - عصام قضماني - يقول الخبر الذي بثته وكالة الأنباء الأردنية بترا ومصدره دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة أن المستثمرين الأردنيين حافظوا على المرتبة الأولى بين مستثمري الدول العربية غير الخليجية بقيمة مشترياتهم العقارية في إمارة دبي خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي بقيمة اجمالية بلغت 327 مليون دولار.
 
يأتي ذلك في ظل تراجع يشهده السوق المحلي في تداول العقار بلغ 13% خلال الثمانية أشهر الأولى من هذا العام ونحو 27 % عن ذات الفترة لعام 2016 ما يعكس استمرار التراجع .
 
ونقل الخبر عن بيانات دائرة الأراضي والأملاك بدبي الصادرة أمس السبت، أن استثمارات الأردنيين بلغت منذ بداية كانون الثاني حتى نهاية أيلول من العام الحالي 644 استثمارا أجراها 548 مستثمرا لتفوق قيمتها 2ر1 مليار درهم (327 مليون دولار).
 
محليا بلغ حجم التداول العقاري 3.516 مليار دينار أردني وبانخفاض بلغت نسبته 27 % مقارنةً بالفترة نفسها من العام 2016.
 
وهبط حجم التداول في سوق العقار الأردني خلال شهر آب 2018 بنسبة بلغت 26 % مقارنةً بالشهر نفسه من العام 2017 ليبلغ (424) مليون دينار أردني تقريباً وبانخفاض بلغت نسبته 36 % مقارنةً بالشهر نفسه من العام 2016.
 
تراجع تداول العقار ترجم نفسه فورا في إنخفاض قيمة الإيرادات خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي بنسبة بلغت (14 %) مقارنةً بالفترة نفسها من العام 2017؛ لتبلُغ (178,721,402) دينار أردني، وبانخفاض بلغت نسبته (21 %) مقارنةً بالفترة نفسها من العام 2016.
 
السؤال هو لماذا يبرع الأردنيون في الإستثمار خارج البلاد ولا يتحمسون في داخلها ؟.. هذا سؤال إجابته دائما ما كانت النكران والتشكيك في وطنية هؤلاء المستثمرين , لكن أحدا لم يتوقف ليستكشف الإجابة الواقعية .
 
صحيح مئة بالمئة أن رأس المال يلحق الربحية لكنه ينشط في المغامرة إذا ما لا حت فرص لذلك , لكن وحدها العراقيل هي المغامرة الوحيدة التي لا يرغب رأس المال في الإشتباك معها .
 
خذ مثلا قطاع الإسكان وهو الأنشط والأكثر ربحية واستثمارا وقد ظل كذلك فيما وصف سابقا بالثورة العقارية , فهل هو كذلك اليوم ؟
 
تحتاج الحكومة الى ورشة عمل تكون فيها منفتحة على كل الأراء بعيدا عن الإنكار والعدائية ربما لتستكشف مشاكل هذا القطاع التي تجر معها أكثر من ثلاثين قطاعا هي روافع الإقتصاد بدءا بالبنوك ومصانع الحديد والإسمنت ومرورا بالعمالة والمهن وليس إنتهاء بالخدمات من مياه وكهرباء .
 
استثمارات الأردنيين في عقارات دبي في تصاعد , وكل هذا المال يخرج من هنا وليس من مكان آخر و وصلت إلى 500 مليون دولار عام 2015 زادت الى 680 مليون دولار عام 2016 ونحو مليار حاليا .
 
خذ قانون ضريبة الدخل وأنظمته وتحديد نسب عشوائية لأرباح شركات الإسكان بين 25 و40 % و تأخير شركة الكهرباء في المعاملات، التي تصل إلى ثلاثة أشهر والرسوم غير المدروسة التي تفرضها شركة المياه ومنها رسوم بدل الانتفاع التي تصل إلى 55 دينارا للشقة الواحدة ,ارتفاع أسعار الفائدة على القروض السكنية، وتشدد القطاع المصرفي في منح القروض السكنية لعدم كفاية المحفظة العقارية وارتفاع نسبة قيمة الأرض من كلف البناء وارتفاع أسعار الأسمنت والحديد ,التغيير المستمر في قرارات الإعفاءات والحوافز ورسوم نقل الملكية التي تبلغ 9%.
 
وأخيرا جاءت القشة التي ستقصم ظهر البعير , وهي نظام الأبنية الجديد في أمانة عمان التي سبق وأن ارغمت الشركات بناء شقق بمساحات كبيرة لايحتاجها ولا يطلبها المواطنون لإرتفاع أثمانها ، ولا تسمح ببناء شقق تقل عن 200م2 رغم معرفتها بأن الطلب على الشقق الصغيرة للعائلات حديثة التأسيس أكبر .
 
ليس في دبي فقط , يساهم المستثمرون الأردنيون بنحو 1.8 مليار جنيه في شركات في مصر في قطاعات الصناعة والخدمات والإنشاءات والسياحة والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
 
لم يتوقف المستثمرون الأردنيون المهاجرون عن المطالبة بفتح قنوات اقتصادية حقيقية للتواصل ولا من توجيه مثل هذه النداءات وتسجيل ملاحظاتهم على بيئة الاستثمار في الاردن , وبينما كانوا يسدون النصائح من واقع تجاربهم كانت هذه الملاحظات تواجه بآذان صماء تارة وتارة أخرى بنقد ينطوي على إتهامات مبطنة .
 
المطالب السابقة هي معايير قياس دولية لبيئة الأعمال ومن لم يلحظ التراجع ليس بمقدوره وضع الحلول !!