أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    25-Jun-2020

العقبة.. الجلسات المدفوعة تحرم الفقراء من متعة الشاطئ

 الغد-أحمد الرواشدة

 عادت ظاهرة انتشار الكراسي والطاولات على شاطئ مدينة العقبة “الأوسط”، والمعروف شعبيا بشاطئ “غندور” مقابل بدل مادي ادناه دينار عن كل كرسي للظهور مجددا، بشكل يجعله مكلفا للعائلات ذات الدخل المحدود التي تؤمه طلبا للاستمتاع بالبحر الذي حرموا منه في شواطئ المنتجعات، أو الدخول في مشاجرات مع أصحاب هذه الكراسي التي تغطي اجزاء الشاطئ.
إذ عادت تنتشر على الشاطئ الأوسط بعد اعادة تأهيله، عشرات الطاولات والكراسي معكرة الجلسات الشاطئية الهادئة للعائلات والزوار من مختلف محافظات المملكة وسكان المدينة، الذين يتوافدون على الشاطئ للاستمتاع باجوائه قبل الساعة الثانية عشرة ليلا، وهو موعد بدء الحظر حسب أمر الدفاع.
ويقول مواطنون وزوار، إن الكراسي والطاولات وضعت كمصيدة للمواطنين الذين يقصدون جمال الشاطئ الأوسط والسباحة الليلية، لا سيما وانه يعتبر المتنفس الوحيد في قلب مدينة العقبة للعائلات الفقيرة وذات الدخل المحدود، مؤكدين أن سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة تعلم بوجود الطاولات بدون تحريك أي ساكن.
وأشار المواطن محمد الراود، انه تخلى عن الجلسة على الشاطئ الأوسط بسبب وجود هذه الطاولات والتي انتشرت من جديد وسط غياب للخدمات من مقدميها، مؤكدا انه عند الجلوس ولو لبضع دقائق يأتي أحد الأشخاص ويطلب دينارا عن كل كرسي وهو الأمر الذي ازعج المواطنين وحرمهم من افتراش الشاطئ والجلوس على رماله خاصة بعد إعادة تأهيله، بعد عاصفة التنين التي ضربت سواحل العقبة في منتصف شهر آذار(مارس) الماضي.
وأشار الزائر اسامة النعيمي، انه اضطر إلى الجلوس على الكرسي والطاولة الموضوعة على الشاطئ الأوسط، معتقدا ان ملكيتها عامة وتعود لسلطة العقبة الاقتصادية الخاصة، بيد انه اكتشف لاحقا انها تعود لأحد الأشخاص والذي اضطر إلى الدفع له دينارا عن كل كرسي جلس عليه أحد اصدقائه في موقف محرج، مؤكداً أن “بعض العائلات والشبان لا يقومون بدفع أي مبلغ مما يحدث مشاكل كبيرة على الشاطئ الوحيد في المنطقة.
وأشار المواطن فرحات عبد العز، أن الشاطئ ملك للجميع ومن غير اللائق أن تقوم مجموعة من الشبان باحتجاز الشاطئ بعدد من الطاولات والكراسي البلاستيكية، ليجبروا الناس على دفع مبلغ من المال رغما عنهم، أو طردهم إلى خارج الشاطئ، ويقول أنه وقع ضحية لأربعة شبان عندما جلس على الطاولة لبضع دقائق للنظر والاستمتاع بالأجواء الجميلة على الشاطئ، وعندما أراد المغادرة طلب منه شاب مبلغ دينار.
وبين مواطنون ان هذه الظاهرة كانت منتشرة سابقاً عندما كان شبان يؤجرون الكراسي على الزوار والمواطنين وبشكل يسيء للسياحة الداخلية خاصة بعد فتح المحافظات وإعادة تنشيط السياحة الداخلية وهو الأمر مرفوض ولا يقبل أن يكون في المدينة الأولى سياحيا في العقبة.
ويؤكد مواطنون أن الشاطئ تحول في الفترة الأخيرة إلى مكان لتجمع عشرات الشبان الذين ينشرون مئات الكراسي على امتداد الشاطئ الأوسط يعكرون الجلسات العائلية الهادئة، رغم أن هذا الشاطئ هو الوحيد في المملكة الذي ترتاده الأسر الفقيرة أو ذات الدخل المحدود.
ويشير المواطن راشد العتيبي، أن سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة تمنع استئجار أي أرض في المكان، إلا أن بعض المتنفذين يقومون بالإيعاز لشباب غير مؤهلين لوضع كراسي وطاولات على كامل مساحة الشاطئ في منظر مزعج ومشوه، ليصبح مصيدة للزوار، متمنيا إعادة الشاطئ إلى سابق عهده بدلا من الوضع الحالي الذي يجبر المواطن الجلوس على الكراسي المؤجرة بطريقة غير منطقية وبعيدة عن أهداف السلطة الخاصة، المتمثلة بجعل الشاطئ بحلة جميلة وكمتنفس عائلي.
ويؤكد الزائر محمد المعايطة، أن التأهيل الأخير للشاطئ الأوسط بعد عاصفة التنين وفتحه أمام المواطنين، أفرح جميع الزوار والأهالي والسياح، إلا أن خدماته حاليا لا ترضي الزوار، حيث يفتقد إلى الجلسات الهادئة العائلية رغم وجود بعض الاستثمارات البسيطة التي تقدم خدمة الطعام والشراب والارجيلة. ويقول إنه رغم جهود سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة في إيجاد شواطئ عامة لأهالي وزوار وسائحي العقبة، إلا أنها عجزت عن توفير شاطئ مثالي للعائلات تتوفر فيه كافة المعايير المطلوبة.
ودعا مواطنون الجهات الرسمية إلى الاهتمام بالشأن السياحي في العقبة، خاصة أنها حاملة لقب عاصمة السياحة العربية لسنة 2011، معتبرين أن وجود شاطئين فقط في العقبة لا تتجاوز مساحتهما 3 كم مربع، لا يلبي حاجات الناس وخاصة لافتقارها للكثير من المعايير المطلوبة والمرافق الضرورية. ويؤكدون أن الشاطئ الأوسط يبقى مميزا لقربه من أسواق المدينة وموقعه الجغرافي ورماله الناعمة ووجود أشجار النخيل الباسقة، وكذلك باعتباره من أكثر أراضي مدينة العقبة حيوية على الإطلاق؛ حيث أنشئ منذ ستين عاماً.
من جهته قال مصدر مسؤول في سلطة العقبة الخاصة، إن كوادر السلطة تقوم باستمرار بحملة يومية وتصادر جميع الطاولات والكراسي، التي تسبب إزعاجا للمواطنين، مؤكدا ان السلطة ومنذ أعوام وخاصة بعد إعادة تأهيل الشاطئ بشكله الحالي حاربت هذه الظاهرة التي كانت سائدة في السابق وتم اجتثاثها من جذورها.
وأشار إلى أن هناك دوريات رقابية من موظفي السلطة ترصد أي ظاهرة أو سلوكيات من شأنها الاخلال بقوعد السلامة العامة أو الأمن بالنسبة لزوار الشاطئ، موضحا انه يمكن لكل مواطن زائر ان يشاهد هولاء المراقبين والنقطة الأمنية بشكل دائم في منطقة الشاطئ الأوسط، وان يوصلهم أي شكوى بحق من يعتدي أو يحاول الاعتداء أو يسيء التصرف مع أي زائر.