تقريران صدرا في وقت قريب, الأول لمركز السيطرة على الأوبئة الأميركي CDC أطلق فيه تحذيره–المستوى 3، حول خطر COVID-19 الذي قال إنه مرتفع في الأردن أما الثاني فهو ترتيب نشرته شبكة فوربس العالمي صنف الدول الأكثر أمانا وضع الأردن في موقع متأخر.

 

التقريران شكلا مفاجأة للمسؤولين وخصوصا لجنة الأوبئة التي يترأسها وزير الصحة لكنهما كانا صادمين للرأي العام الذي تنبه الى إجراءات الغلق لم تكن فعاله بما يكفي للفوز بتصنيف متقدم, وهو على الأرجح ما دفع الرئيس عمر الرزاز الى الإقرار في حديثه المتلفز الأسبوع الماضي بأن إجراءات الغلق الشامل لم تكن مجدية صحيا ولا اقتصاديا.

 

الرد السريع على التقارير جاء بفتح المطار القرار الذي خضع لشد وجذب بين قرارين صحي وسياسي, لكن أعيد فتح المطار الملكة أخيرا أمام الرحلات المنتظمة لكن بحذر وخلافا لمطارات كثيرة في المنطقة والعالم فهو لن استقبل السياح أو رجال الأعمال ولو حدث فالمتاهة ستكون حاضرة.

 

هل كان على الحكومة فتح مطار العقبة أمام الرحلات الجوية الخارجية طالما أنها لم تسجل إصابات تذكر بكورونا للإستفادة من الموسم السياحي الذي يبدو أن دولا في الإقليم سارعت الى قطفه.

 

هل كان يفترض فتح مطار العقبة كاختبار لحفز السياحة الدولية ضمن أسلوب الكاريدور وهي الفكرة التي اقترحتها وزيرة السياحة لكنها اصطدمت بلجنة الأوبئة؟.

 

الشروط المشددة هي مثار جدل, خصوصا وأن خارطة متغيرة صنفت دولا في قوائم خضراء وصفراء وحمراء, تلزم القادمين بإجراءات صحية تصل الى الحجر الطويل ما يجعل فكرة السفر صعبة جدا, لكن من المفارقات دولا تضمنتها قوائم الحكومة الحمراء والصفراء ظهرت في مراتب متقدمة ضمن ترتيب شبكة فوربس.

 

من بين أكثر 100 دولة أمانًا حل الأردن في المرتبة 89 ما يفرض تغيير استراتيجية محاربة الوباء بدلا من تضييع الوقت في نقد القائمة فالترتيب لا يعتمد فقط على عدد الإصابات الموجودة حاليًا، أو عدد الوفيات، بل على سلسلة من التقييمات حول العديد من العوامل الطبية والاقتصادية والسياسية وربما جاء متناغما مع تصريحات مثيرة نشرتها الزميلة الغد التي انقلب فيها وزير الصحة سعد جابر على تصريحاته السابقة حول القدرات الصحية «يطالبوننا بخدمة مايو كلينيك بإمكانات دولة فقيرة» والوزير جابر يرد على اتهامات الداخل المدعمة بالتقارير الدولية.

 

المشكلة في فتح المطار لا توقف فقط عند القوائم حمراء وصفراء وخضراء, بل في تغيرها السريع بين ليلة وضحاها وأحيانا عندما يكون المسافر «أخضر» في السماء ليجد نفسه باللون الأحمر أو الأصفر عندما يهبط الى الأرض!!.