في حالة ربما تكون الأولى من نوعها في الأسواق المالية العالمية، لجوء بورصة تداول لتقليص الجلسات اليومية على مدار الأسبوع نتيجة لتداعيات فيروس كورونا المستجد، إذ اتجهت السوق المالية في العراق فعلياً إلى تقليل عدد الجلسات اليومية بسبب تأثيرات فيروس «كوفيد - 19» خلال الأسبوعين الماضيين قبل أن تقر مؤخراً العودة للعمل طوال أيام الأسبوع نهاية الشهر الجاري.

ولجأت السلطات المالية في العراق إلى تخفيف أيام التداولات، حيث نظمت البورصة العراقية الأسبوعين الماضيين ثلاث جلسات تداول فقط بعدما قرر مجلس محافظها برئاسة ثائر عدنان هاشم تقليص عدد جلسات التداول من خمس أسبوعياً إلى ثلاث جلسات في أيام الأحد والثلاثاء والخميس من كل أسبوع، أي يوم بعد يوم، في إطار إجراءات منع تفشي فيروس كورونا.

وبحسب قرار صدر مؤخراً بعد مراجعة الموقف من هيئة السوق المالية ستكون العودة للعمل طوال أيام نهاية الشهر الجاري، فيما أوضح المدير التنفيذي لسوق العراق للأوراق المالية طه أحمد الربيعي في بيان صحافي أمس الاثنين أن عدد الشركات المدرجة في السوق بلغت 104 شركات مساهمة تم تداول أسهم 32 شركة فقط خلال جلسات الأسبوع الماضي، بينما بلغ عدد الشركات المتوقفة عن التداول 22 شركة لأسباب مختلفة.

ووفقاً لإحصائيات السوق المالية العراقية، فقد بلغ عدد الأسهم المدرجة في السوق الأسبوع الماضي 12.2 تريليون سهم، وقيمة الأسهم المتداولة 2.788 مليار دينار عراقي، فيما بلغ عدد الأسهم المشتراة من المستثمرين غير العراقيين الأسبوع الماضي 246 مليون سهم بقيمة 218 مليون دينار.

وتواجه العراق ضغوطاً مالية نتيجة تفاقم الأوضاع السياسية بجانب غيمة كورونا السوداء التي تداعت تأثيراتها على اقتصادات العالم كافة، يضاف لها عامل تراجع أسعار النفط الذي يعد المصدر الرئيسي للبلاد.

وتضمن خطاب هيئة الأوراق المالية في مجلس المحافظين أن العودة لتنظيم الجلسات مكتملة بواقع 5 جلسات أسبوعيا ستكون في نهاية مايو (أيار) الجاري، مع الإبقاء على نسبة الأسعار في انخفاض 5 في المائة من سعر الإغلاق السابق، بينما الإبقاء على نسبة تغير الأسعار ارتفاعاً بنسبة 10 في المائة من سعر الإغلاق السابق.

ويفرض خطاب الهيئة استمرار إغلاق قاعات المستثمرين ومنع وجودهم لتجنب الاختلاط، واعتماد قيام شركات الوساطة المنتشرة في بغداد المرتكزة على 42 موقعاً بالتداول عن بعد من مقراتها من خلال منظومة سوق العراق للأوراق المالية.