أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    22-May-2017

« قلة الحظ »... هل أصبحت قدرا ؟*احمد حمد الحسبان

الدستور-لن ادخل في تفاصيل الجدل الازلي حول مسالة الحظ، واترك تلك التفاصيل لمن يمتلكون القدرة على الدخول فيها ضمن اطار من التخصص او المعرفة. 
 
ما اقصده ذلك المصطلح الذي يجمع ما بين» السياسي والخدمي»، في الدولة الأردنية حيث التسمية» الأقل حظا» سواء اكانت مناطق ام مدارس ام غيرها.
 
فالحكومات المتعاقبة بنت بعض إجراءاتها بصورة استثنائية وفقا لمعطيات وفرضيات تشير الى ان بعض المناطق بحاجة الى معاملة خاصة، بحكم انها مناطق ذات ظروف خاصة،الامر الذي يفهم منه انه اجراء مؤقت وخاضع للمعالجة، بينما الواقع كان مختلفا حيث مضت عقود على تلك التسمية وما زال الوضع على حاله.
 
فالمناطق الأقل حظا هي المناطق البعيدة عن العاصمة والواقعة في اطراف المملكة، وتتدنى فيها الخدمات التعليمية وتنعدم فيها المشاريع التنموية وترتفع فيها نسبة الفقر والبطالة.
 
وطبقا لذلك، تقوم الحكومة بمنحها بعض الامتيازات التي تهدف الى تقليص الفجوة بينها وبين باقي مناطق المملكة التي قد تعاني بعضها من نفس المشكلة الا ان معاناتها تكون اقل قدرا واخف ضررا.
 
من ذلك، تحديد مجموعة من المدارس وتسميتها بـ» الأقل حظا» حيث يمنح طلابها تسهيلات في القبول الجامعي، وتحديد مناطق « جيوب الفقر» وتخصص لها بعض المبالغ لمساعدة بعض الاسر الموغلة في الفقر.
 
الخطوة ـ من حيث المبدأ ـ مهمة، ومشكورة مع انها غير كافية، ولا بد من استمراريتها ما دامت المشكلة الرئيسية التي دفعت الى هذا التصنيف قائمة.
 
المشكلة هنا ان ذلك التصنيف اصبح اشبه بـ» التصنيف الدائم»، وبما يكشف عن ان» قلة الحظ» أصبحت قدرا لتلك المناطق.
 
ما اعرفه وما يفترض ان يكون، هو ان يكون التصنيف مؤقتا، وان تعمل الحكومات ضمن استراتيجية واضحة ومحددة لا تتغير بتغير الحكومات من اجل معالجة الخلل الذي أدى الى جعل منطقة بعينها « اقل حظا» ، وان تفرد خططا تفصيلية من اجل رفع مستوى تلك المناطق، سواء في المجال التنموي، او في مجالات البنية التحتية، وبما يرفع من تصنيف المنطقة والحاقها بباقي المناطق « الاحسن حظا». 
 
أتمنى ان لا يفهم من ذلك انني ضد منح بعض المناطق افضليات او امتيازات بحكم واقعها المتدني تنمويا وخدميا، فذلك ابسط حق من حقوقها ما دامت على هذه الحال، لكن المفترض ان تكون هذه الإجراءات مؤقتة، بحكم ان ما تعاني منه تلك المناطق مؤقت، وقيد المعالجة، والاصل ان تنتهي تلك الإجراءات ضمن فترة زمنية تكون الحكومة قد عالجت الخلل في تلك المنطقة والحقتها بغيرها من المناطق. 
 
فقلة الحظ لا يمكن ان تبقى ابدية ... ومن حق تلك المناطق ان تحظى بالرعاية اللازمة والاهتمام الكافي وان تزال عنها صفة» قلة الحظ»..التي تترك اثرا نفسيا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا سيئا على أهلها. 
 
فهل حان الوقت لاطلاق تلك الخطط ؟
 
هذا ما نأمله..