أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    16-Jul-2020

بريطانيا ترضخ لضغوط ترامب وتستغني تدريجياً عن معدات «هواوي تكنولوجيز» الصينية للاتصالات

 أ ف ب: رضخت بريطانيا للضغوط الأمريكية ووافقت على الاستغناء تدريجياً عن معدات «هواوي» الصينية للاتصالات في إنشاء شبكة الجيل الخامس (جي5)، رغم تحذيرات بكين لها من اجراءات انتقامية.

ودعت «هواوي» الحكومة البريطانية لإعادة النظر في قرارها، معتبرة أن الإجراء «مُحبِط ومُسَيَّس». ويمنح القرار البريطاني إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتصاراً كبيراً في معركتها الجيوسياسية والتجارية مع الصين.
لكنّ القرار البريطاني يهدد بالحاق مزيد من الأضرار بعلاقات بريطانيا مع القوة الآسيوية العملاقة، ويُحمِّل كلفة كبيرة لمقدمي خدمات الهاتف المحمول في المملكة المتحدة الذين يعتمدون على معدات «هواوي» منذ ما يقرب 20 عاما.
وأعلن وزير الشؤون الرقمية البريطاني أوليفر دودن عن القرار خلال جلسة للبرلمان يوم الثلاثاء، بعد أن ترأس رئيس الوزراء بوريس جونسون اجتماعات مع حكومته ومجلس الأمن القومي.
وأبلغ دودن النواب «من نهاية هذا العام، على مزودي الاتصالات عدم شراء أي من معدات الجيل الخامس من هواوي». وقال إيد بروستير، المتحدث باسم الشركة الصينية في بريطانيا «للأسف مستقبلنا في بريطانيا بات مُسيَّسا، الأمر متعلق بالسياسة التجارية الأمريكية وليس الأمن». وتابع «هذا القرار محبط، انه خبر سيء لأي شخص في بريطانيا ولديه هاتف محمول».
وتتطلب المبادئ التوجيهية الجديدة أيضًا نزع جميع معدات «هواوي» الحالية في نهاية عام 2026.
وأوردت تقارير أنّ شركة «هواوي» تضغط من أجل سريان الحظر الكامل بعد الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في عام 2024 على أبعد تقدير والتي يمكن أن تؤدي إلى وصول حكومة جديدة إلى السلطة تتبنى نهجا أكثر تعاطفاً.
وتعليقاً على قرار لندن، قال مستشار الامن القومي الأمريكي روبرت اوبراين ليل الثلاثاء أن «قرار المملكة المتحدة يعكس تفاهماً دولياً متنامياً على أن هواوي وأفرقاء آخرين يشكلون تهديداً للأمن القومي لأنهم يبقون مرتهنين للحزب الشيوعي الصيني». وأضاف في تغريدة «نتطلع إلى العمل مع المملكة المتحدة وكذلك مع العديد من الشركاء والحلفاء لتشجيع التطوير وتعزيز التنوع في شبكة إمداد الجيل الخامس».
وأثار جونسون غضب ترامب وأزعج بعض أعضاء حزبه المحافظ من خلال السماح للشركة الصينية الرائدة في مجال شبكات الجيل الخامس بالمساعدة في نشر شبكة البيانات الجديدة السريعة في بريطانيا في يناير/كانون الثاني.
وكانت بريطانيا حينها تستكمل خروجها المضطرب من الاتحاد الأوروبي، وتتطلع إلى علاقات قوية مع الاقتصادات الآسيوية القوية التي يمكن أن تحقق رؤية جونسون لـ «بريطانيا العالمية». لكن إدارة ترامب قد أبلغت الحكومة البريطانية أن قرارها عرّض تبادل المعلومات الاستخباراتية بين البلدين للخطر ويمكن أن يؤدي حتى إلى نقل بعض الطائرات الأمريكية المقاتلة من المملكة المتحدة. وتعتقد واشنطن أن الشركة الصينية الخاصة يمكنها إما التجسس لمصلحة بكين وإما إغلاق شبكات الجيل الخامس للدول المنافسة في أوقات الحرب. ونفت «هواوي» هذه الاتهامات مراراً وأشارت إلى عقدين من التعاون مع وكالات الأمن البريطانية التي تحققت من سلامة شبكات الجيلين الثالث والرابع الحالية.
واضطرت لندن إلى مراجعة عقودها مع «هواوي» بسبب العقوبات الأمريكية الجديدة في مايو/أيار والهادفة لمنعها من تطوير أشباه النواقل في الخارج بالاعتماد على التكنولوجيا الأمريكية.
لكنّ العقوبات الجديدة أثارت احتمال اضطرار هواوي إلى التحول من موردين أمريكيين موثوق بهم إلى بدائل لا يمكن ضمان سلامتها من قبل وكالات الأمن البريطانية.
ويتعرض جونسون لضغوط سياسية متزايدة للاستغناء عن «هواوي» وتبني خط أكثر صرامة مع الصين بسبب سياستها في هونغ كونغ وقمع أقلية الإويغور المسلمة في منطقة شينجيانغ في غرب الصين. لكنّ جونسون تعهد أيضا في العام الماضي توفير تقنية النطاق العريض لجميع البريطانيين بحلول العام 2025. وتتواجد معدات «هواوي» في كل مكان في شبكات الجيلين الثالث والجيل الرابع القديمة في بريطانيا. وتعتبر الشركة الصينية أن شبكات الجيل الخامس ستصبح أكثر أهمية مع تحول العالم إلى العمل في المنزل بسبب فيروس كورونا المستجد. وحذّرت شركات الاتصالات البريطانية من أن التخلص من جميع معدات «هواوي» الحالية قد يكلفها مليارات وقد يستغرق تنفيذه سنوات.
وأثار فيليب يانسين، الرئيس التنفيذي لشركة «بريتِش تِليكوم» احتمال تعرض بريطانيا «لانقطاعات» في الخدمة.
وأقر دودن الثلاثاء بأن القرار الجديد يعني أن مزيدا من البريطانيين سيضطرون للانتظار أكثر للدخول في شكل كامل على الشبكة الجديدة السريعة. وقال «هذا يعني تأخيراً تراكمياً في نشر شبكة الجيل الخامس من سنتين إلى ثلاث وكلفة تصل إلى 2 مليار جنيه إسترليني (25 مليار دولار)». واعترف بأن القرار «ستكون له تبعات حقيقية على الاتصالات» التي يعتمد عليها الجميع.
وكان جونسون طالب إدارة ترامب بتوفير بديل موثوق به وبسعر معقول من الشركة الصينية.
وتدفع بريطانيا باتجاه تشكيل مجموعة دول معتمدة على شبكات الجيل الخامس بوسعها تقاسم مواردها وتوفير مكونات لبديل يمكن تطبيقه في ارجاء العالم.