أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    26-Sep-2022

اللاجئون.. ازدواجية المعايير!*عصام قضماني

 الراي 

بجرأة تحدثت الملكة رانيا العبدالله عن ازدواجية المعايير في التعامل مع اللاجئين حول العالم.
 
بسخاء وكرم فتحت أوروبا أذرعها للاجئين من أوكرانيا وبكل صنوف الرفض والتمييز والانتقائية تعاملت مع اللاجئين من دول العالم الثالث.
 
بلا شك أن للون والجذور دورا في هذه الانتقائية وفي هذه الازدواجية وفي هذا التمييز وهو ما عبرت عنه وسائل الإعلام الأوروبية وهو ما جاهر به المسؤولون الاوروبيون.
 
مع كل عبارات التعاطف مع الإنسان في مواجهة آلة الحرب في كل مكان ونحن من اكتوى ولا يزال بها إلا أنه يحق لنا أن نرصد هنا علامات موجودة لكنها مخبأة للوجه القبيح لازدواجية المعايير والعنصرية السافرة الساكنة في أعماق أوروبا التي طفحنا منها شعارات حقوق الانسان والتي منحتها حق التدخل في سياسات الدول بالتنديد مرة والتدخل العسكري مرات تحت هذه الحجة التي كشفت الحرب الاوروبية كم هي هشة وكاذبة.
 
وكنا نظن ان بعض الممارسات العنصرية نحو اللاجئين العرب وغيرهم من غير اللون الابيض تصرفات فردية لكنها ليست كذلك اذ ان عنصرية الافراد قد تختبئ احيانا خلف المبادئ الاساسية حتى داهمنا هذا السلوك من دول وحكومات بذات الصيغة البشعة.
 
لا شك أن تعامل الأوروبيين في المطارات وعلى الحدود مع غير الأوروبيين والغربيين يختلف جوهرياً مع اولئك القادمين من بلدان الشرق الاوسط وآسيا وافريقيا ويمكن ملاحظة ذلك بوضوح وهو ما كان الارهاب ذريعته لكنه ليس كذلك.
 
ليس هذا فحسب بل ان السياسة الاعلامية الاوروبية تدعم هذه العنصرية عندما اطلقت الفضاء لصحفيين ومراسلين لتعبير عنصري صارخ وتبدو هذه الصورة واضحة عندما قال أحد مراسلي شبكة «CBS» الأميركية، إنَّ مقارنة غزو أوكرانيا بالحرب في العراق أو أفغانستان غير ممكنة، لأنَّ حرب أوكرانيا «أكثر تحضراً، وشعبها أوروبي».. «أوكرانيا متحضرة نسبياً وأوروبية، وهي دولة لا تتوقع فيها حدوث الحرب أو تأمل ألا يحدث ذلك».
 
هذه المواقف الاعلامية وجدت مسارا متوازيا معها لساسة كبار قالوا: «اللاجئون الأوكرانيون ليسوا من اللاجئين الذين اعتدنا عليهم. لذلك سنرحب بهم. هؤلاء أوروبيون وأذكياء ومتعلمون، ولا يملكون ماضياً غامضاً، كأن يكونون إرهابيين».
 
ستحتاج اوروبا بسبب هذه الحرب لمراجعة جوهرية لازدواجية مفاهيم حقوق الإنسان العالمية بازالة القناع التي يبدو انها تخصها وحدها وهي اكبر من ان تنحصر في مفهوم الانتقائية الى سياسة ومبادئ اصيلة في الثقافة والسلوك.
 
المساعدات الدولية العادية تصبح جافة فيما يتعلق بدعم اللاجئين في الشرق الاوسط ودول اللجوء لكنها سخية ان تعلق الامر باللاجئين من ذات العرق!