أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    15-Oct-2018

خطاب الملك يدشن «مرحلة جديدة» لاقتصاد وطني انتاجي ومستقل
الرأي - علاء القرالة - أكد عدد من الخبراء الاقتصاديين وممثلي القطاع الخاص أن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حدد معالم مرحلة جديدة للاقتصاد الوطني تقوم على تحقيق الاستقلال الاقتصادي من خلال الانتاجية والاعتماد على الذات وصولا الى اقتصاد منيع يتسم بالمرونة والانفتاح وتحقيق معدلات نمو مستمرة.
 
وأشاروا لـ»الرأي» أن جلالة الملك في خطاب العرش أمس ،وضع الجميع أمام أختبار التقاط الفرصة وتحويل التحديات الى فرص ايجابية تنعكس على واقع الخدمات الاساسية وتحسينها من خلال اقتصاد قوي قائم على الثقة ومحاربة الفساد وعدم تحويله الى ظاهرة تشوه سمعة الاردن من خلال التشكيك واغتيال الشخصية وانكار الانجازات وعدم الاستفادة من اخطاء الماضي والتعلم منها والاستفادة من التجارب للعبور الى تجارب اكثر نجاحا تنعكس على واقع اقتصادنا ليحقق نسب نمو قادرة على التشغيل وخلق وجذب فرص استثمارية تسأهم في تخفيف معدلات البطالة وتوزيع مكاسب التنمية على الاردنيين في كافة انحاء المحافظات.
 
وبينوا ان جلالة الملك بين في خطابه ان الانتاجية والسعي نحو الاستقلال الاقتصادي تحتاج الى العديد من العناصر التي تسأهم في ترسيخ وانجاح هذا التوجه وعكسه على ارض الواقع من خلال صناعة الفرص والاعتماد على الذات والابتعاد عن التشكيك لتوفير بئية حقيقية ومنفتحة على ترجمة هذه العناصر من خلال الاقبال وتحفيز روح التميز والإخلاص في العمل وإتقانه لأنجاز مشاريعنا الكبرى من طاقة، وبنية تحتية، وجذب للاستثمار، ودعم للزراعة.
 
وقالوا ان جلالة الملك يحرص دائما على التأكيد على ان الانسان الاردني هو الثروة الحقيقية للبلاد ، داعيا الى ان تكون كل السياسات والـمشاريع والخطط هدفها الإنسان الأردني، وخدمته وحمايته وتمكينه من أن يستمر في دوره في بناء وطنه وازدهاره ، من خلال التكافل الاجتماعي الهادف الى جعل العدالة في توزيع المكاسب والتنمية محور عمل الحكومات وخاصة الخدمات الاساسية من صحة وتعليم وبنية تحتية وغيرها من الخدمات التي توفر للمواطن العيش الكريم بالاضافة الى تهيئة المواطنين من خلال التعليم المعرفي ومهارات التكنولوجيا للـمساهمة في نهضة الوطن، حتى نواكب العالم نتيجة التغيرات السريعة التي يشهدها الاقتصاد العالمي.
 
وبينوا ان جلالة الملك دائما ما يوجه الحكومة الى ايجاد حلول مميزة وغير تقليدية في معالجة التحديات التي تواجه الاقتصاد الاردني وخاصة ان الحلول التقليدية اثبتت عدم قدرتها على حل تلك المشاكل ، مبينا ان الحلول لا يجب ان تكون على حساب الطبقات الفقيرة والمتوسطة وتكون قادرة على معالجة مشاكل المديونية المرتفعة والبطالة والفقر وجذب المزيد من الاستثمارات وتخفيف الكلف على الصناعات الوطنية.
 
وبدورة أكد رئيس غرفة تجارة الاردن العين نائل الكباريتي أن جلالة الملك «رسم خارطة» الطريق واعلن عن مرحلة جديدة للاقتصاد الوطني تنتهج الاعتماد على الذات بالانتاجية وصولا الى الاستقلال الاقتصادي الذي يطمح له جلالته والاردن بشكل عام.
 
وبين الكباريتي ان حديث جلالة الملك كان واضحا ويحمل الجميع المسؤولية في العمل والاجتهاد والانتاج بعيدا عن التشكيك وانكار الانجاز والتركيز على الاخطاء وتشويه صورة الاردن خارجيا من خلال وسائل التواصل وعدم التيقن من الاخبار او ثباتها ، مشيرا الى ان الاردن يزخر بالانجازات التي يشار اليها من قبل العالم كافة ، وعلى العديد من الاصعدة السياسية والاقتصادية والبنية التحتية.
 
وأضاف الكباريتي ان الملك أكد للحكومة على ضرورة تغيير الانماط التقليدية في معالجة التحديات والذهاب نحو الحلول العصرية والمميزة القادرة على معالجتها من خلال خفض المديونية وتوظيف الاردنيين وجذب الاستثمارات ، مشيرا الى ان الاردنيين تحملوا الكثير وبالرغم من ذلك قدروا جيدا الظروف المحيطة في الوطن جراء العديد من التحديات والمعيقات التي فرضتها الاحداث في المنطقة والعالم وتأثر الاردن بجزء كبير منها.
 
وأشار الكباريتي الى ان الملك اعتبر المواطن الاردني ثروة حقيقية يجب الاهتمام بها بكافة التفاصيل من تقديم خدمات تعليمية وصحية وبنية تحتية مميزة وتتناسب مع ما يستحقة الاردني من عيش كريم والتضحيات التي يقدمها كل يوم في سبيل رفعة الوطن ، بالاضافة الى تقديم خدمات تعليمية متقدمة ومتطورة ومعرفية تستطيع توظيف الاردنيين في العديد من المجالات التي بدأت تشهد تطوره في كافة انحاء العالم.
 
ولفت إلى أن تحقيق النمو الاقتصادي وتعزيز تنافسية القطاعات الاقتصادية يتطلب رسم سياسات اقتصادية واضحة قريبة وبعيدة المدى تضمن الإدارة المثلى للموارد والاعتماد على الموارد الذاتية وضبط الأنفاق غير المجدي، مؤكدا أن تحقيق ذلك يتطلب شراكة حقيقية وفاعلة مع القطاع الخاص وإشراكه في تحمل المسؤوليات التي تخدم المصلحة العامة.
 
وشدد الكباريتي على أهمية الاهتمام بقطاع الخدمات المحلي باعتباره محركا أساسيا للنمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل وتصدير منتجاته إلى الخارج، مبينا أن الأردن مؤهل ليكون مركزا إقليميا لقطاع الخدمات في المنطقة بخاصة التعليم والسياحة العلاجية وتكنولوجيا المعلومات.
 
وأكد ثقة القطاع التجاري بالمرحلة المقبلة وقدرة الحكومات على تحقيق التنمية الاقتصادية وترجمة رؤى جلالة الملك لبرامج عملية تسهم في دفع مسيرة التنمية الاقتصادية ومعالجة كل المعيقات، مؤكدا ان القطاع التجاري سيكون سندا وداعما قويا لكل ما تقوم به من سياسات لخدمة المصلحة الوطنية.
 
من جانبه أكد الخبير الاقتصادي الدكتور اياد أبو حلتم أن خطاب العرش ركز على العديد من المواضيع المهمة للحياة الاقتصادية الاردنية بشكل خاص من خلال اعلان ان الاقتصاد الاردني يجب ان يبدأ التركيز في ايجاد افكار بناءة وجديدة ومختلفة عن التقليدية التي اثبتت فشلها وعدم قدرتها على مواكبة التحديات المختلفة.
 
وبين ابو حلتم ان جلالة الملك وضع أمام القطاعين العام والخاص خارطة طريق وتصور مستقبلي يستطيع تحويل الاقتصاد الاردني ومن خلال التشارك الى فرصة حقيقية يستطيع الجميع لمس ثمراتها وخاصة في المرحلة المقبلة ، مبينا على ضرورة الاهتمام بالانتاجية وتعزيزها من خلال تعزيز الصناعة الوطنية وتطويرها ومساعدتها على تحقيق مبدأ الاكتفاء الذاتي الذي ينادي به جلالة الملك وصولا الى اقتصاد مستقل بعيدا عن اي ضغوطات تمارس مستقبلا.
 
وأضاف ابو حلتم ان رؤية جلالة الملك للمرحلة تستدعي الاهتمام والالتفاف حولها وخاصة في ظل التحديات التي تعاني منها المملكة منذ عدد من السنوات دفعت الى ارتفاع المديونية وزيادة معدلات البطالة ، داعيا القطاعين العام والخاص على تعزيز التشاركية الحقيقية بعيدا عن الشعارات.
 
وبين ابو حلتم ان الاقتصاد الاردني عانى منذ سنوات من تشويه مقصود من خلال المبالغة في حجم الفساد والحديث عنه دون اثباتات وادلة وبراهين ما جعل الخاسر الاكبر الاقتصاد الاردني الذي بسبب تلك الممارسات الخاطئة اصبح يعاني في استقطاب الاستثمارات الاجنبية اليه.
 
وقال ان حديث جلالة الملك بان التوافق الوطني والعمل بروح الفريق عنوان الفصل القادم هو مدلول على ان الشراكة والحوار بين القطاعين العام والخاص من اهم الادوات التي تعمل على توحيد التوجهات بما يتعلق بمواجهة التحديات التي يطلع بها الاردن، حيث تمر المملكة بظروف استثنائية تتطلب حلولا استثنائية ، مبينا أن محاربة الفساد لا تأتي بالاشاعة بل بالدلائل والقرائن المعتمدة الى المستندات للعمل على اجتثاث هذه الافة من الوطن الغالي، ولهذا يجب ان يعمل القطاع العام وبتوازي مع القطاع الخاص الى محاربته بكل اشكاله.
 
وأشار ابو حلتم الى ان الانتاجية والسعي اليها ضمن خطة محكمة تساعد بشكل كبير في الاعتماد على الذات وخاصة اذا ما تم تشجيع القطاع الصناعي والزراعي على مواجهة التحديات التي تقف امامهم وتحفيزها على التصدير وتعزيز تنافسيتها وتخفيف كلف الطاقة كونها من اكثر القطاعات تشغيلا للاردنيين.
 
ومن جهته اشار الدكتور ماهر المحروق مدير عام غرفة صناعة الاردن، الى ان حديث جلالة الملك بان التوافق الوطني والعمل بروح الفريق عنوان الفصل القادم هو مدلول على ان الشراكة والحوار بين القطاعين العام والخاص من اهم الادوات التي تعمل على توحيد التوجهات بما يتعلق بمواجهة التحديات التي يطلع بها الاردن، حيث تمر المملكة بظروف استثنائية تتطلب حلولااستثنائية تعمل على تنشيط النمو الاقصادي وخلق فرص العمل.
 
كما اشار المحروق الى ان تطرق جلالته الى ان الأوطان لا تبنى بالتشكيك وجلد الذات، ولا بالنيل من الإنجازات أو إنكارها، بل بالمعرفة والإرادة والعمل الجاد. وهنا أيضا، أتوجه من خلالكم إلى كل الأردنيين فأقول لهم: أنصفوا الأردن، وتذكروا إنجازاته حتى يتحول عدم رضاكم عن صعوبات الواقع الراهن إلى طاقة تدفعكم إلى الأمام، فالوطن بحاجة إلى سواعدكم وطاقاتكم لتنهضوا به إلى العلا، هو مؤشر الى ان محاربة الفساد لا تأتي بالاشاعة بل بالدلائل والقرائن المعتمدة الى المستندات للعمل على اجتثاث هذه الافة من الوطن الغالي، ولهذا يجب ان يعمل القطاع العام وبتوازي مع القطاع الخاص الى محاربته بكل اشكاله كما ان البناء على الانجازات من اهم مقومات النجاح لان هذه الانجازات لا يأتي وليدة اللحظة بل هي تراكمات منذ الاباء والاجداد.
 
كما بين المحروق الى ان جلالته وعند وصفه لدولة الانتاج التي نسعى لها من خلال الاعتماد على الذات والاستقلال الاقتصادي، لا تأتي الا بقاعدة انتاجية فعالة تعمل على تحفير صادرات ذات تنافسية عالية وتخلق فرص عمل مستدامة، ولعل القطاع الصناعي القادر على تقوية هذه القاعدة بوصفة المشغل الثاني للعمالة بعد القطاع الحكومي والرافد الابرز للاحتياطيات الاجنبية هو اساس القاعدة الانتاجية التي تحدث عنها مولاي الملك.
 
وحول اشارة جلالته حول عدم قدرة النموذج التقليدي على مواجهة التحديات الاقتصادية وتلبية الحاجات المتزايدة للمواطنين، بالتالي ضرورة بناء نموذج واقعي يحفز النمو الاقتصادي ويعالج التحديات الملحة، أكد المحروق بأن غرفة صناعة الأردن وبالشراكة مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي دأبت منذ فترة على التحضير لمؤتمر اقليمي للمنشآت الصغيرة والمتوسطة يحمل عنوان «تعزيز الاداء الإقتصادي والاجتماعي للمنشآت الصغيرة والمتوسطة... نحو نموذج إقتصادي جديد» إيماناً منها بضرورة بناء نموذج اقتصادي جديد قائم على أساس رفع مستوى أداء المنشآت الصغيرة والمتوسطة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، والتي تعد المحرك الرئيس لعجلة النمو الاقتصادي، والمشغل الأبرز للعمالة المستدامة، بالتالي فإن تمكين هذه المنشآت سيسهم بشكل فعلي في تغلب الأردن على أبرز تحدياته الاقتصادية.