أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    10-Sep-2018

الغنى والفقر في الرأس*خالد الزبيدي

 الدستور-الانسان يولد الثروة وهو هدفها، فالعالم الحديث يقدم تجارب كبيرة وصورا متباينة تؤكد ان الانسان وحده وما يبتكره القادر على بلوغ الرفاه والازدهار، اما الموارد الطبيعية وتحديدا ما تختزنه الارض من معادن وثروات قد تكون إضافة لتسريع النمو، وقد تكون وبالا على شعوبها ودولها، وهذا نراه في دول تعاني الفقر ونقص الخدمات وتردي البنية الاساسية برغم توفر المعادن والنفط منها العراق ونيجيريا، وهناك دول تفتقر للموارد الطبيعية ومع ذلك استطاعت تحقيق النمو المستدام وحققت الريادة واستطاعت المزاحمة للوصول الى رأس الهرم الاقتصادي عالميا، منها كوريا الجنوبية وسنغافورة واليابان والمانيا. 

قبل عقود كانت سنغافورة تعاني في توفير المياه المخصصة للشرب والاستخدامات المنزلية واليوم تتصدر دول العالم من حيث متوسط دخل الفرد من الناتج الاجمالي، وشركة واحدة هي سامسونج الكورية تحقق ربحا سنويا يبلغ 327 مليار دولار، تعادل موازنات اكثر من تسع دول عربية، والناتج الاجمالي لايطاليا يزيد عن الناتج الاجمالي للدول العربية النفطية وغير النفطية..والسبب في ذلك أنه تم تشجيع الابداع والابتكار والاختراعات وكان افضل استثمار لهذه الدول وشعوبها الاستثمار في الانسان.
الاردن الذي يوصف بأنه ضمن افضل دول العالم من حيث التعليم وبنية شبابية للسكان ومع ذلك نعاني تحديات واختلالات مزمنة من بطالة وفقر ودين عام وتباطؤ نمو الصادرات، علما بأن الاردن لديه مكامن قوة بشريا وتنوع في السياحة والمناخ والموقع الجيوسياسي الذي يمكن الاردن ان يصبح مركزا اقليميا ودوليا في عدد من القطاعات الاقتصادية.
عندما ينشغل المسؤول في الابداع بجباية الاموال من المواطنين والقطاعات الاقتصادية وإنفاقها دون الالتفات الى القيمة المضافة لما تنفقه الحكومات، فالمواطن يعيش حالة ضبابية مستمرة يبحث عن ديمقراطية حقيقية، وتكافوء الفرص، وينشغل في مطالبات ..مكافحة الفساد والبحث عن فرصة عمل تستمر سنوات، وتوجيه انتقادات لحكومات برعت في التسويف، لذلك لايمكن ان نحرز بوصة تقدم واحدة، فالمباني الانيقة الجميلة وبعض الشوارع الجميلة المزينة بالاشجار والديكور والمركبات الفارهة لاتستطيع حل اي من مشاكلنا وانما تعقد المشهد العام وتخلط الحابل بالنابل.
الاردنيون بحاجة الى حكومات يستطيعون محاسبتها..منحها الثقة او الحجب عنها، وهذا يتطلب قانون انتخاب حقيقيا يفرز مجلس نواب حقيقيا قادرا على القيام بمهماته..وبنظام عصري في التعليم بمراحله المختلفة لاسيما العالي، ووضع نظام قبول جامعي يرعي التفوق ويضمن مواصلة السير بكفاءة اما غير المتفوقين فالمجتمع يحتاج الجميع وكل في مكانه الطبيعي من فنيين ومهنيين وغير ذلك..كوريا وسنغافورة ليستا افضل منا إذا أحسنا التعامل مع شبابنا..فالريادة والتقدم رهن بالاستثمار في الانسان والشباب بشكل خاص.