أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    17-Jun-2021

مزارعون ومربو ماشية: سنة عجفاء أخرجتنا من »المولد بلا حمص«

 الراي-  نسرين الضمور

غابت عن حقول محافظة الكرك في الموسم الحالي مشاهد الحصاد المألوفة إلا من قليل أسعف أصحابها الحظ ولكن بإنتاج متدني الكمية والمواصفات.
 
فالموسم المطري الفائت كان موسما عجيفا تراجعت فيه كميات الهطول المطري بشكل لم يألفه المزارعون على مدى اكثر من موسم مضى فمن باب المقاربة بين موسم العام الماضي الذي جادت به الحقول بعطاء وفير وبكمية زادت وفق مديرية صناعة وتجارة الكرك التي يورد اليها المزارعون في العادة انتاجهم عن (13) الف طن قمح وشعير، اما في العام الحالي فلم تتجاوز الكمية المورده 400 طن للآن. واقع يصف فيه المزارعون حالهم بمن خرج من المولد بلا حمص، فما بذلوه من جهد على مدى اشهر من حرث وبذر لم يعد عليهم بشيء جراء تدني الموسم المطري الماضي الى ا?ل من حدوده الدنيا الذي وان اسعف الحظ بعض المزارعين بمحصول متدني الكمية والنوعية فان أغلبيتهم العظمى تركت سنابل القمح والشعير الذاوية ومصيرها او باعوها بابخس ثمن لمربي الماشية لاعلاف مواشيهم.
 
ماذهب اليه المزارعون اكده مدير صناعة وتجارة الكرك محمد الصعوب وقال ان الكميات الموردة لمركز الاستلام التابع للمديرية شحيحة للغاية اذ لم تتجاوز الكميات الموردة بشكل عام الـ(410) اطنان منها(50) طنا من القمح فقط والباقي من الشعير، وقال الصعوب انه لا يتوقع ارتفاعا ملحوظا في الكميات الموردة للمدة المتبقية لعملية الاستلام لتصل الى ما يقارب من(1000- 1500) طن، وهذه بحسب الصعوب ارقام لاتساوي شيئا قياسا بما ابتاعته المديرية من اقماح وشعير في العام الماضي، وبعائد مالي للمزارعين ناهز الخمسة ملايين دينار.
 
وصنف المزارع ورئيس جمعية مربي الماشية في الكرك زعل الكواليت الموسم الزراعي الحالي بالموسم الاسوأ حيث تجاوزت نسبة الضرر جراء تدني الهطول المطري (95) بالمئة في الاراضي المزروعة بالقمح والشعير، وقال ان حالة الجفاف في المحافظة لهذا الموسم تكاد تكون غير مسبوقة على مدى عقود فائته، اذ تضررت المحاصيل الحقلية في الأغلبية العظمى من مناطق المحافظة بحيث ان اكثر الحقول لم تنبت شيئا فيما هناك حقول توقف نمو النبات فيها بالنظر لانقطاع هطول الامطار وارتفاع درجات الحرارة الذي اتى في غير وقته، الامر الذي قال انه الحق خسائر م?لية فادحة بالمزارعين. واضاف الكواليت سوء الموسم المطري لم يؤذ مزارعي المحاصيل الحقلية فقط بل طال ايضا مربي الماشية، فشح الامطار وتدني كميات هطولها وتباعدها لم يساعد في نمو المراعي الطبيعية، الامر الذي الزم المربين بشراء الاعلاف الجاهزة باسعارها الباهظة، ناهيك عن حرمان المواشي من التغذي بالاعلاف الخضراء في المراعي التي تفيد في بناء جسم الحيوان وزيادة انتاجيته من اللحوم وادراره من الحليب، اضافة لما قد ينتج عن عدم تغذي المواشي بالاعلاف الخضراء من اضرار بصحة الحيوان يحتاج معها الى ادوية وعلاجات بيطرية تستدعي ?فقة مكلفة الامر الذي يضاعف من نفقات المربين المنهكين ماليا اصلا.
 
وقال الكواليت على الحكومة اتخاذ اجراءات عاجلة لانقاذ المزارعين ومربي الماشية مما لحق بهم ومن ذلك تخفيض اسعار الاعلاف وتوسيع قاعدة استيرادها من دول الجوار والسماح للجمعيات التعاونية ومربي الماشية باستيرادها، وكذلك ازالة الضريبة المفروضة على كميات الاعلاف المستوردة والمقدرة بـ(52) دينارا للطن، اضافة اعفاء الخراف المصدرة للخارج من ضريبة المفروضة على المصدرين بواقع (10) دنانير عن كل راس، كما طالب الحكومة بتأمين المزارعين بالبذار مجانا او خصم (50)بالمئة من اسعار البذار ومراقبة استغلالها كبذار وليس كعلف للمواشي.
 
ويقول المزارع احمد المعايطة ان لديه قطعة ارض بمساحة تقدر بـ (500) دونم زرعها بالقمح ولم يزد منتجه عن بضع اطنان لا يساوي مردودها كما قال ولو بعض مما انفقته لتجهيز الارض وبذرها، فيما فاق منتجي في العام الماضي ذلك بكثير.
 
وبين المزارع فارس الهلسة انه فلح(600)دونم بالقمح والشعير ولم يفلح منها سوى (200)دونم مقدرا ما انفقه لتجهيز ارضه وبذرها عن(6)الاف دينار، فيما كانت الكمية المنتجة لديه متدنية للغاية فاحتفظت بها كبذار للارض في الموسم المقبل، اما الارض التي لم تفلح زراعتها فقال انه باعها لمربي المواشي بثمن زهيد.
 
المزارع عبدالله العمرو قال ان لديه قطعتي ارض بمساحة (110) دونمات زرع احداه بمحصول الشعير والاخرى بالقمح، ولفت الى ان جهده وتعبه ونفقته المالية التي ترتبت على ذلك ذهبت ادراج الرياح، فبالنظر لرداءة الموسم المطري قال ان القطعتين لم تجودا باي محصول، فمستوى الانبات كان سيئا وكل ماتحصل لدي نبات مقزم دون اثمار حيث سارعت درجات الحرارة المبكرة في جفافه قبل الاوان، فتركت الزرع على حاله لاي راغب باعلاف مواشيه.
 
وقال مربي الماشية على الحجايا لم تنشا اية مراع طبيعية في منطقة شرق المحافظة منطقة الرعي الاساسية في الكرك وذلك لتدني كميات الامطار التي لم تساعد في نمو الشجيرات الرعوية، فكان الخيار الصعب امام مربي الماشية في كيفية تدبر اعلاف مواشيهم فاضطر بعضهم الى بيع حيازاته من الاغنام والماعز بخسارة مالية لعدم قدرته على تأمين الاعلاف لها، فيما اضطر اخرون الى انفاق مافي الحيلة من مال شحيح لتأمين مواشيه بالاعلاف الجاهزة مرتفعة السعر.
 
وبرأي مدير زراعة الكرك المهندس مصباح الطراونة فإن الموسم الزراعي الحالي كان دون المستوى بكثير فمعدل الامطار الهاطلة في المحافظة لم يزد على (140) ملمترا وهذا اقل بكثير من الكميات الواجب هطولها في الموسم الشتوي وبحد ادنى(350)ملمترا ما اضر بالزرع والضرع فلا زرع بسوية مناسبة ولا مراعي طبيعية لاعلاف المواشي والتوفير على المربين المزيد من الانفاق المالي لاعلافها.
 
واوضح الطراونة ان مجموع مساحات الاراضي التي جهزت للزراعة في الموسم الحالي (230) الف دونم لم تنجح الزراعة الا بحدود ال(10) الاف دونم، مبينا ان الوزارة على علم بواقع الموسم الزراعي وانها شعور مع المزارعين بدأت بمساعدة المزارعين ومربي الماشية من حيث تأمين مربي المواشي بالعلاجات البيطرية وتقديم قروض ميسرة لهم، اضافة لما بدأته مشاريع تحريجية لتشغيل ابناء المزارعين ومربي الماشية.
 
وقالت مديرة تعاون الكرك المهندسة احلام محادين ان المديرية قدمت للمزراعين في المحافظة وفي اطار مشروع اكثار البذار الذي تنفذه المؤسسة التعاونية بالتعاون مع وزارة الزراعة والمركز الوطني للبحوث الزراعية البذار المحسن ل(1900) دونم من القمح والشعير نحج منها في ضوء تراجع كميات الامطار التي وصلت في هذا الموسم الى اقل من نصف الكميات التراكمية المطلوبة وعدم انتظامها هطولا بما يتناسب ومراحل نمو النبات وتوزيعها جغرافيا (900) دونم اكثرها في لواءي القصر وفقوع، فيما كانت منطقة المزار الاكثر تضررا من رداءة الموسم المطري ت?يها منطقة قصبة الكرك حيث كانت معظم الحقول غير قابله للحصاد.