"المياه": 3.6 مليون م 3 تدخل السدود وارتفاع الموسم المطري لـ 12.5 %
الغد-عبدالله الربيحات
أنعشت الأمطار الأخيرة التفاؤل في أوساط خبراء زراعيين، على الرغم من تأخر موسم الشتاء الحالي، معتبرين إياها مؤشراً إيجابياً خصوصاً إذا تبعتها مربعانية الشتاء التي تشكل تقريباً 50 % من الموسم.
وبين هؤلاء الخبراء لـ"الغد"، أن تأخر الموسم المطري أثر نسبياً على الغطاء النباتي، خصوصاً المراعي، الأمر الذي اضطر المزارعين للاستمرار بالاعتماد على الأعلاف، وهو ما يزيد من تكاليف الإنتاج، غير أن البداية المطرية خلال الأيام الماضية ستكون كفيلة بتحسين المراعي، خصوصاً في البوادي والمناطق الجنوبية.
ورجحوا ألا تتأثر الزراعات البعلية؛ وأيضاً ما تزال الفرصة مناسبة لزراعة المحاصيل الحقلية كالقمح والشعير في جميع مناطق المملكة، مبينين أن الموسم مبشر ويتطلب البدء بتجهيز الأرض للزراعة واستغلال الوقت، داعين المزارعين لأخذ جميع التدابير اللازمة التي من شأنها تعزيز المخزون المائي.
مؤشرات جيدة
وفي السياق، بين وزير الزراعة الأسبق سعيد المصري أن الموسم المطري لم يبدأ بعد؛ إذ إن امتلاء السدود يعد مؤشراً جيداً مع استمرار الأمطار، وأما رطوبة التربة فمصيرها إلى زوال عند أول صحوة وارتفاع درجات الحرارة.
وأضاف المصري أن المحاصيل البعلية لا يمكن الحكم على واقعها الآن، خاصة بعدما حصل للزيتون والفواكه البعلية الأخرى التي تأثرت كماً ونوعاً.
من جهته، بين الخبير في المركز الوطني للبحوث الزراعية سابقاً الدكتور حسان العسوفي، أنه وعلى الرغم من تأخر الموسم المطري الحالي إلا أن أمطار الخير التي أنعم الله بها على البلاد خلال الأيام الماضية تعد مؤشراً إيجابياً للموسم، خصوصاً أن مربعانية الشتاء التي تشكل تقريباً 50 % من الموسم لم تأت بعد.
وأضاف العسوفي أن تأخر الموسم المطري أثر بشكل أو بآخر على الغطاء النباتي، خصوصاً المراعي، الأمر الذي اضطر المزارعين لمواصلة الاعتماد على الأعلاف، وهو ما يزيد من تكاليف الإنتاج، غير أن البداية المطرية خلال الأيام الماضية من شأنها أن تحسن المراعي، لا سيما في البوادي والمناطق الجنوبية.
وأما فيما يتعلق بالزراعات المطرية (البعلية)، فأكد العسوفي أن الفرصة ما تزال مناسبة لزراعة المحاصيل الحقلية كالقمح والشعير في جميع المناطق المناسبة لزراعتها من شمال المملكة إلى جنوبها، مبيناً أن الموسم مبشر ويتطلب البدء بتجهيز الأرض والزراعة واستغلال الوقت.
وفيما يخص الزراعات المروية، أشار إلى أنها تعتمد بشكل مباشر على مياه الري، وبالتالي فإن الموسم المطري سيعزز المخزون المائي في السدود وغيرها، وهو ما يزيد الزراعات المروية.
ودعا المزارعين لأخذ جميع التدابير اللازمة التي من شأنها تعزيز المخزون المائي من خلال آبار الجمع وتدابير التربة والحراثات السليمة وغيرها من الممارسات التي تحسن القدرة على توفير مياه الري بأقل التكاليف.
تخفيض فاتورة الإنتاج
بدوره، بيّن مدير عام اتحاد المزارعين محمود العوران أن الموسم المطري لهذا العام جيد للغاية حتى الآن، لافتاً إلى أنه وفيما يخص الثروة الحيوانية فستبدأ الشجيرات الرعوية والأعشاب بالنمو، ما يخفض من فاتورة حلقة الإنتاج ويزيد الاعتماد على المراعي التي تعتبر من النباتات الطبية التي تحفظ صحة الحيوان وتقلل من فواتير العلاج، فضلاً عن تجنب الانتقال إلى الأعلاف الجافة غالية الثمن وغير المتوفرة في بعض الأوقات.
وفيما يخص الثروة النباتية، أشار إلى وجود آثار إيجابية على المياه الجوفية والحصاد المائي، لتوفير المياه للزراعة الصيفية.
وأضاف: "فيما يخص الأشجار التي تعتمد فقط على مياه الأمطار مثل الزيتون، فستستفيد من الأمطار الأخيرة، خاصة إذا تم استخدام الأسمدة العضوية بنوعيها المخمرة وغير المخمرة، وكذلك الأسمدة الكيماوية الأخرى."
وتابع: "أيضًا، تُعد مياه الأمطار وتدني درجات الحرارة من وسائل القضاء على الآفات الزراعية والحد من نشاطها."
يُشار إلى أن وزارة المياه والري -سلطة وادي الأردن- أكدت أن مجموع ما دخل السدود خلال حالة عدم الاستقرار التي أثرت على المملكة خلال اليومين الماضيين، بلغ 3.6 مليون م3، ليرتفع التخزين الكلي في السدود إلى 49.5 مليون متر مكعب، بنسبة تخزين كلية قدرها 17.2 بالمائة من طاقتها التخزينية الكلية البالغة 288.128 مليون م3.
وأضافت الوزارة، أن معدل الموسم المطري ارتفع إلى ما نسبته 12.5 بالمائة من المعدل السنوي طويل الأمد والبالغ نحو 8.1 مليار متر مكعب سنويًا، وسجل أعلى هطول مطري في العقبة حيث بلغ 36.9 ملم.