أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    18-Apr-2017

نحو مناهج واليات تعليم عصرية ...*خالد الزبيدي

الدستور-كان المعلم ( المدرس ) الاردني مثال يحتذى به في المجتمع وفي الدول الخليجية حيث ساهم في بناء اجيال متلاحقة كان لها دور حيوي في بناء دول ومصانع ومرافق انتاجية وخدمية متميزة، وبعد العام 1990 وعودة مئات الالاف من المغتربين الاردنيين الى الوطن شعر الاشقاء في الخليج كم كانت خسارتهم ثقيلة على مجتمعاتهم، وادى الاعتماد على بدائل عربية لم تقم بالدور الذي كان يقوم به المدرس الاردني، وبعد اقل من ربع قرن بدأت دول خليجية في استقطاب المعلم الاردني ومن الاراضي الفلسطينية لاستعادة الصورة المشرقة لقطاع التعليم الخليجي الذي تضرر كثيرا.
 
التعليم مجددا.. فالمعايير تغيرت كثيرا خلال العقدين الماضيين مع انتشار ثورة الاتصالات وتقنية المعلومات وتراجعت اهمية السبورة والطبشورة لصالح التقنية الحديثة، اذ لم تستطع وزارات التربية والتعليم المتعاقبة الافلات من هذه المعضلة واستمرت في ممارسة التلقين واشاعة المنافسة الفردية في الامتحانات وابتعدت عن زراعة التفكير والابداع في مدرسيها وبالتالي للطلبة الذين يشكلون نحو 30% تقريبا من السكان..معضلة مناهج التعليم ليست في تغير انتقائي في فصل من المادة ومبحث فالمطلوب ثورة تعليم حقيقية، بحيث نستفيد مما يجري في دول احدثت تغيرا نوعيا في التعليم منها على سبيل المثال اليابان، امريكا، والنرويج ..نحن بحاجة لتعليم يزرع التفكير لا التفكر والتركيز على المجموعات التعليمية لا الابداع الفردي فقط ..وهذا اقصر الطرق لاعادة الاعتبار للتعليم والسير نحو الريادة والابداع.
 
علينا ان نخرج من رعب سنوي اسمه امتحانات التوجيهي، الى التعليم والتعلم، كما ان الحاجة تتطلب الاهتمام بكفاءة ونزاهة هيئات التعليم والتدريس في كافة المراحل من التدريس الالزامي الى التعليم الجامعي والدراسات العليا، فالاوضاع لا تسر المراقب لما يجري في مدارس وكليات، والافلات مما يعانيه اهم قطاع في المجتمع يحتاج لعزيمة وجهد وطني لا جهة او وزارة او مؤسسة، فالمستقبل مسؤوليتنا جميعا.
 
شباب اردني من علماء وخبراء في تخصصات مختلفة يعملون بجهد وجد كبيرين ولهم بصمات في دول عربية وغربية، فالدول المستضيفة لهم قدمت لهم مزايا عديدة ومنحتهم الجنسية وحافظت عليهم حتى لا يعودوا الى الوطن، وفي منتصف العقد الماضي تم استعادة عدد قليل منهم الا ان الاستفادة منهم كانت محدودة اذ سرعان ما عاد معظمهم الى دول المهجر، فالفرص المتاحة لدينا ليست مغرية بالاضافة الى النكد والتطفيش الذي تم بحقهم، اي اننا لم نفلح في استعادة العقول التي هجرتنا مبكرا بعد ان انفق عليهم المجتمع الاردني الكثير قبل ان يدخلوا معترك العمل في العالم المتقدم.