رويترز: قال مازن الناهض، الرئيس التنفيذي لـ»بيت التمويل الكويتي (بيتك)» أمس الثلاثاء أن أكبر بنك إسلامي في البلاد يخطط للتخارج من أصول بقيمة تصل إلى نحو 100 مليون دينار ( 329.49 مليون دولار) في 2020 من بينها أصول عقارية وأسهم واستثمارات مباشرة أخرى.
وأضاف في مقابلة أن هذه الخطوة تأتي «كجزء من إستراتيجية بيتك للتركيز على النشاط الأساسي للبنك»، والمتمثل في العمل المصرفي، متوقعا عدم تحقيق أرباح من عمليات التخارج المرتقبة.
ويجري «بيت التمويل الكويتي» عملية إعادة هيكلة طويلة الأجل لاستثماراته الداخلية والخارجية، وكذلك هياكله الإدارية وأصوله منذ سنوات. وتسارعت وتيرة هذه العملية منذ 2014 حيث يرغب البنك في التركيز على النشاط المصرفي والاستثماري المستدام.
وخلال السنوات الماضية، قام البنك بعملية إعادة هيكلة شاملة تضمنت التخارج من استثمارات غير أساسية ودمج أنشطة.
وتفرض المتطلبات الجديدة للمعايير المحاسبية تخفيض الانكشاف على الاستثمارات والضمانات العقارية، ضمن حساب كفاية رأس المال، وهو ما يضيف سببا آخر لرغبة «بيتك» في التخلص من الأصول غير الأساسية.
وقال الناهض ان «بيت التمويل الكويتي» تمكَّن من التخارج من أصول بقيمة 137 مليون دينار في 2019، محققا منها ربحا قدره 40.1 مليون دينار، مقارنة مع ربح قدره 22 مليون دينار في 2018.
وقال أيضا أن الأصول التي يسعى إلى لتخلص منها آخذة في التضاؤل بالنظر إلى حجم عمليات التخارج التي تمت على مدى السنوات الأربع الماضية، لاسيما «أننا حاليا لا ندخل في استثمارات غير إستراتيجية».
أعلن «بيتك» أمس أنه حقق 251.02 مليون دينار ربحا صافيا في 2019 مقابل 227.41 مليون دينار في 2018. وعزا ارتفاع الأرباح السنوية إلى «الزيادة في صافي إيرادات التشغيل بنسبة 12.5 في المئة (عن السنة التي سبقتها) والتي نتجت بصفة رئيسية عن الزيادة في إجمالي إيرادات التشغيل بنسبة 9.2 في المئة».
وقال الناهض ان إيرادات التمويل ارتفعت بنسبة 8.1 في المئة لتصل إلى 931.6 مليون دينار في 2019 مقارنة بسنة 2018، معتبرا أن «هذا دليل على أن الاتجاه للنشاط الأساسي، وهو التمويل، مستمر».
وأوضح أن البنك تمكن من خفض المصروفات العمومية والإدارية بنسبة 3.2 في المئة على أساس سنوي في 2019، على الرغم من أنه حقق خفضا كبيرا فيها على مدى السنوات السابقة.
ذكر الناهض أن إجمالي المخصصات الإحترازية (للطوارئ )التي راكمها «بيت التمويل الكويتي» عبر السنوات الماضية بلغ 647.6 مليون دينار منها 197 مليون دينار في عام 2019 وحده.
وأوضح أن البنك جنب مخصصات احترازية لأعماله في تركيا بمبلغ 60 مليون دينار في 2019، أما باقي مخصصات 2019 والتي تبلغ 137 مليون دينار فهي مخصصات «اعتيادية» تدخل في إطارها مخصصات الاستثمار والتمويل وغيرها.
وقال «نحن غطينا كل الانكشافات الموجودة في تركيا على حسب طريقة الاحتساب لدى بنك الكويت المركزي».
وحول نشاط «بيتك» في تركيا، قال الناهض «شهدنا عاما صعبا خلال 2019 من ناحية ارتفاع الديون المتعثرة ووضع المخصصات اللازمة لكن هناك بوادر انتعاش يقابلها كذلك ضغوط من الناحية الجيوسياسية».
وأضاف «نتمنى إن شاء الله أن يكون هناك تحسن للأفضل في تركيا… نتوقع أن نشهد إقلاعا سهلا وبعدها سوف تستقر الأمور… نظرتنا للمستقبل خلال السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة إيجابية لتركيا».
واعتبر الناهض أن حصة البنوك الخارجية من صافي أرباح المجموعة كانت «منخفضة جدا» وبلغت 5.6 في المئة في 2019، مقارنة بنسبة بلغت 27 في المئة في 2018، مبينا أن هذا الانخفاض سببه المخصصات المتعلقة بالنشاط في تركيا.
لكنه قال أن حصة الوحدات الخارجية من صافي إيرادات التشغيل بلغت 44 في المئة في 2019 وإن تركيا وحدها شكلت 37.1 في المئة.
توقع الناهض أن تأتي نتائج 2020 أكثر تنوعا من حيث التقسيم الجغرافي «وبالتالي أفضل من حيث تقسيم المخاطر»، لأن الاندماج مع «البنك الأهلي المتحد» سوف يكون قد دخل حيز التنفيذ في 2020.
ويجري البنكان محادثات منذ منتصف 2018، وفي حين نفذت عدة بنوك في المنطقة عمليات اندماج حديثا، فإن اندماج البنكين قد يصبح الأول عبر الحدود بين بنكين خليجيين في السنوات الأخيرة.
ووافقت الجمعية العمومية لـ»بيت التمويل الكويتي» الأسبوع الماضي على المضي قدما في الاستحواذ على «البنك الأهلي المتحد» البحريني.
وقال الناهض في حينه أن إتمام الاندماج قد يستغرق بين 18 شهرا وسنتين، وأن عملية الاستحواذ ستبدأ رسميا في 20 أبريل/نيسان.
وقال الناهض أن نسبة الديون المتعثرة لدى «بيت التمويل الكويتي» بلغت 1.88 في المئة من إجمالي الديون في 2019 ، هبوطا من 1.99 في المئة في 2018، مشيرا إلى أن نسبة تغطية هذه الديون المتعثرة بلغت 329 في المئة في الكويت و231 في المئة في المجموعة ككل.
(الدولار يساوي 0.3035 دينار كويتي).