أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    16-Jan-2019

باص التردد السريع*د. محمد حمدان

 الراي

يزداد القلق لدى المواطن عندما يجد نفسه في حالة إنتظار طويل لتحقيق إنجاز مشروع مستجد لتحسين ظروف حياته المعيشية. ولعله مما يفاقم هذا القلق ما يقع غالباً من نقص أو غياب للبيانات والمعلومات الواضحة حول هذا المشروع، وبالتالي توسّع البعض، بقصد أو من غير قصد، في إيراد معلومات غير دقيقة، لا وبل تتسم "بالتشويش" "والتشكيك" في إمكانية تحقيق الإنجاز المنتظر.
 
وغني عن القول، فإنه لا يمكن مواجهة قلق المواطن إلا من خلال وضع خطة إعلامية متكاملة لتوفير المعلومات الواضحة الوافية حول الإنجاز المتوقع، وذلك في إطار برنامج زمني تقديري تتم مراجعته بصورة دورية وفق الظروف المستجدة. هذا، وإنه لمن الضرورة بمكان أن تتضمن الخطة الإعلامية بياناً متسلسلاً لثلاثة من الجوانب الهامة: أولها، الأثار الإيجابية على المواطن التي سوف يحققها إستكمال المشروع، وثانيها، الأثار السلبية التي على المواطن تحملها أثناء التنفيذ، وثالثها، الواجبات والمسؤوليات التي تترتب على المواطن للمحافظة على الإنجاز وتعزيزه.
 
وفي وطننا الحبيب، في سياق ما أوردنا في أعلاه، هنالك أمثلة عديدة تتفاوت فيها درجات توفير المعلومات الوافية للمواطن. إلا أن المثال الصارخ في غياب المعلومات والبيانات إنما يتمثل في مشروع " باص التردد السريع"، هذا المشروع الذي يتضمن الجوانب الثلاثة المشار إليها آنفاً، التي تؤثر على حياة المواطن بصورة مباشرة، مما يرفع وتيرة القلق لديه كلما فؤجيء بالبدء بمرحلة جديدة من مراحل المشروع.
 
ومن هذا المنطلق، فإنه يجدر بالقائمين على المشروع إعداد وترويج نشرة تفصيلية واضحة حوله. وإنه لمن الضروري أن تتضمن هذه النشرة بيانات وافية نذكر منها ما يأتي من البنود الهامة، التي يتوقع أن تكون متضمَّنة في دراسة الجدوى التي أُعدت للمشروع. أولاً: مخطط توضيحي يبين مسار المشروع ومراحله المتتالية وبلون خاص لكل مرحلة، وثانياً: التواريخ التقديرية للبدء والإنتهاء من كل مرحلة، وثالثاً: الكلفة التقديرية لكل مرحلة، ورابعاً: مواقع محطات الركوب والنزول على طول مسار المشروع، وخامساً: المدة الزمنية المقدّرة (بالدقائق) لحركة الباص بين كل محطة وتلك التالية لها وذلك لجميع المحطات، وسادساً: الجدول الزمني اليومي المقدّر لحركة الباص في كل من مساراته المخطط لها، وسابعاً: الخطة الموضوعة لمسارات وسائط النقل المساعدة التي يحتاجها المواطن للإنتقال من جوار مكان مسكنه في أحد أحياء العاصمة إلى أقرب محطة لباص التردد السريع، وثامناً: أجرة الركوب المقدّرة، وهل تعتمد على مسافة الركوب أو تكون ثابتة مهما كانت المسافة؟ وتاسعاً: إسلوب شراء التذاكر، وهل يكون عند الركوب أو من أمكنة مخصصة لذلك؟ وعاشراً: إيضاح فيما يتعلق بإمكانية الإشتراك الدائم الأسبوعي أو الشهري أو السنوي مهما بلغ عدد مرات الركوب، وحادي عشر: الإجراءات والقرارات المقررة للمخالفات المتوقعة.
 
وخلاصة القول، فإنه مما لا شك فيه أن توفير مثل هذه المعلومات والبيانات للمواطن، حتى في هذه المرحلة المتأخرة، ولو بأقصى درجة ممكنة من الإكتمال، سوف تخفف من حدة الشكوك والقلق لديه، لا وبل سوف يحّول ذلك إلى تطلَّع وتشوّق لإنجاز هذا المشروع الوطني الرائد.